يكون المتولي بحفظه جسم ما آخر يرأس المحفوظ ، وهو الجسم السمائي أو جسم ما غيره ، وإما أن يكون باجتماع هذه كلها .
وأيضا فإن هذه الموجودات لما كانت متضادة ، كانت مادة كل ضدين منها مشتركة. فالمادة التي لهذا الجسم هي أيضا بعينها مادة لذلك ، والتي لذلك هي أيضا بعينها لهذا؛ فعند كل واحد منهما شيء هو لغيره ، وعند غيره شيء هو له. فيكون كأن لكل واحد عند كل واحد من هذه الجهة حقا ما ينبغي أن يصير إلى كل واحد من كل واحد. والمادة التي تكون للشيء عند غيره إما مادة سبيلها أن تكتسي صورة ذلك بعينها ، مثل الجسم الذي يغتذي بجسم آخر ، وإما مادة سبيلها أن تكتسي صورة نوعه لا صورته بعينها ، مثل ناس يخلفون ناسا مضوا. والعدل في ذلك أن يجد ما عند هذا من مادة ذلك ، فيعطى ذلك ، وما عند ذلك من مادة هذا ، فيعطى ذلك هذا . والذي به يستوفي الشيء مادته من ضده وينتزع به تلك منه ، إما أن يكون قوة فيه مقترنة بصورته في جسم واحد ، فيكون ذلك الجسم آلة له في هذا غير مفارقة؛ وإما أن يكون في جسم آخر ، فيكون ذلك آلة له مفارقة تخدمه في أن ينتزع مادة من ضده فقط ، وتكون قوة أخرى في ذلك الجسم أو في آخر تكسوه ، إما صورته بعينها وإما صورة نوعه ، وإما أن تكون قوة واحدة تفعل الأمرين جميعا؛ وإما أن تكون التي تستوفي له حقه جسما آخر يرأسه ، إما سمائية أو غيرها ، وإما أن
पृष्ठ 80