الباب السابع: القول في كيفية صدور جميع الموجودات عنه
والأول هو الذي عنه وجد. ومتى وجد للأول الوجود الذي هو له ، لزم ضرورة أن يوجد عنه سائر الموجودات التي وجودها لا بارادة الانسان واختياره ، على ما هي عليه من الوجود الذي بعضه مشاهد بالحس وبعضه معلوم بالبرهان . ووجود ما يوجد عنه انما هو على جهة فيض وجوده لوجود شيء آخر ، وعلى أن وجود غيره فائض عن وجوده هو . فعلى هذه الجهة لا يكون وجود ما يوجد عنه سببا له بوجه من الوجوه ، ولا على أنه غاية لوجود الأول ، كما يكون وجود الابن من جهة ما هو ابن غاية لوجود الأبوين ، من جهة ما هما أبوان. يعني أن الوجود الذي يوجد عنه (لا) يفيده كمالا ما ، كما
पृष्ठ 45