الباب السادس: القول في عظمته وجلاله ومجده تعالى
وكذلك عظمته وجلاله ومجده. وإن العظمة والجلالة والمجد في الشيء إنما يكون بحسب كماله ، إما في جوهره ، وإما في عرض من خواصه . وأكثر ما يقال ذلك فينا ، إنما هو لكمال ما لنا في عرض من أعراضنا ، مثل اليسار والعلم ، وفي شيء من أعراض البدن. والأول ، لما كان كماله باينا لكل كمال ، كانت عظمته وجلاله ومجده باينا لكل ذي عظمة ومجد ، وكانت عظمته ومجده الغايات فيما له من جوهره لا في شيء آخر خارج عن جوهره وذاته؛ ويكون ذا عظمة في ذاته وذا مجد في ذاته؛ أجله غيره أو لم يجله ، عظمه غيره أو لم يعظمه ، مجده غيره أو لم يمجده .
والجمال والبهاء والزينة في كل موجود هو أن يوجد وجوده
पृष्ठ 42