ملتهم ، فهم كلهم يؤمون سعادة واحدة بعينها ومقاصد واحدة بأعيانها .
وهذه الأشياء المشتركة ، إذا كانت معلومة ببراهينها ، لم يمكن أن يكون فيها موضع عناد بقول أصلا ، لا على جهة المغالطة ولا عند من يسوء فهمه لها. فحينئذ يكون للمعاند ، لا (حقيقة) الأمر في نفسه ، ولكن ما فهمه هو من الباطل في الأمر. فاما إذا كانت معلومة بمثالاتها التي تحاكيها ، فان مثالاتها قد تكون فيها مواضع للعناد ، وبعضها يكون فيه مواضع العناد أقل ، وبعضها يكون فيها مواضع العناد أكثر ، وبعضها يكون فيه مواضع العناد أظهر ، وبعضها يكون فيه أخفى .
ولا يمتنع أن يكون في الذين عرفوا تلك الأشياء بالمثالات المحاكية ، من يقف على مواضع العناد في تلك المثالات ويتوقف عنده ، وهؤلاء أصناف : صنف مسترشدون ، فما تزيف عند أحد من هؤلاء شيء ما رفع إلى مثال آخر أقرب إلى الحق ، لا يكون فيه ذلك العناد ، فان قنع به ترك ، وان تزيف عنده ذلك أيضا رفع إلى مرتبة أخرى ، فان قنع به ترك. وكلما تزيف عنده مثال في مرتبة ما رفع فوقها ، فان تزيفت عنده المثالات كلها وكانت فيه نية للوقوف على الحق عرف
पृष्ठ 144