Ar-Raheeq Al-Makhtum
الرحيق المختوم
प्रकाशक
دار الهلال
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशक स्थान
بيروت (نفس طبعة وترقيم دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع)
शैलियों
المسجد عند الكعبة، ومعه أبو بكر الصديق، وفي يدها فهر (أي بمقدار ملء الكف) من حجارة، فلما وقفت عليهما أخذ الله ببصرها عن رسول الله ﷺ، فلا ترى إلا أبا بكر، فقالت: يا أبا بكر! أين صاحبك؟ قد بلغني أنه يهجوني، والله لو وجدته لضربت بهذا الفهر فاه، أما والله إني لشاعرة. ثم قالت:
مذمما عصينا ... وأمره أبينا
ودينه قلينا
ثم انصرفت، فقال أبو بكر: يا رسول الله أما تراها رأتك؟ فقال: ما رأتني، لقد أخذ الله ببصرها عني «١» .
وروى أبو بكر البزار هذه القصة. وفيها أنها لما وقفت على أبي بكر قالت: أبا بكر هجانا صاحبك، فقال أبو بكر: لا ورب هذه البنية، ما ينطق بالشعر ولا يتفوه به، فقالت:
إنك لمصدق.
كان أبو لهب يفعل كل ذلك وهو عم رسول الله ﷺ وجاره، كان بيته ملصقا ببيته، كما كان غيره من جيران رسول الله ﷺ يؤذونه وهو في بيته.
قال ابن إسحاق: كان النفر الذين يؤذون رسول الله ﷺ في بيته أبا لهب، والحكم ابن أبي العاص بن أمية، وعقبة بن أبي معيط، وعدي بن حمراء الثقفي، وابن الأصداء الهذلي- وكانوا جيرانه- لم يسلم منهم أحد إلا الحكم بن أبي العاص «٢»، فكان أحدهم يطرح عليه ﷺ رحم الشاة وهو يصلي، وكان أحدهم يطرحها في برمته إذا نصبت له، حتى اتخذ رسول الله ﷺ حجرا ليستتر به منهم إذا صلى، فكان رسول الله ﷺ إذا طرحوا عليه ذلك الأذى يخرج به على العود، فيقف به على بابه، ثم يقول: يا بني عبد مناف! أي جوار هذا؟ ثم يلقيه في الطريق «٣» .
وازداد عقبة بن أبي معيط في شقاوته وخبثه، فقد روى البخاري عن عبد الله بن مسعود ﵁: أن النبي ﷺ كان يصلي عند البيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس، إذ قال بعضهم لبعض أيكم يجيء بسلا جزور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد.
فانبعث أشقى القوم (وهو عقبة بن أبي معيط) «٤» فضاء به فنظر، حتى إذا سجد النبي لله وضع على ظهره بين كتفيه، وأنا أنظر، لا أغني شيئا، لو كانت لي منعة، قال: فجعلوا
_________
(١) انظر سيرة ابن هشام ١/ ٣٣٥، ٣٣٦.
(٢) هو أبو الخليفة الأموي مروان بن الحكم.
(٣) ابن هشام ١/ ٤١٦.
(٤) صرح بذلك في صحيح البخاري نفسه ١/ ٥٤٣.
1 / 76