339

Ar-Raheeq Al-Makhtum

الرحيق المختوم

प्रकाशक

دار الهلال

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशक स्थान

بيروت (نفس طبعة وترقيم دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع)

शैलियों

وادي القرى
ولما فرغ رسول الله ﷺ من خيبر، انصرف إلى وادي القرى، وكان بها جماعة من اليهود، وانضاف إليهم جماعة من العرب.
فلما نزلوا استقبلتهم يهود بالرمي وهم على تعبئة، فقتل مدعم عبدا لرسول الله ﷺ فقال الناس: هنيئا له الجنة، فقال النبي ﷺ: «كلا، والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من المغانم، لم تصبها المقاسم، لتشتعل عليه نارا» . فلما سمع بذلك الناس جاء رجل إلى النبي ﷺ بشراك أو شراكين، فقال النبي ﷺ: «شراك من نار أو شراكان من نار» . «١»
ثم عبأ رسول الله ﷺ أصحابه للقتال، وصفهم، ودفع لواءه إلى سعد بن عبادة، وراية إلى الحباب بن المنذر، وراية إلى سهل بن حنيف، وراية إلى عبادة بن بشر، ثم دعاهم إلى الإسلام فأبوا، وبرز رجل منهم، فبرز إليه الزبير بن العوام فقتله، ثم برز آخر فقتله، ثم برز آخر فبرز إليه علي بن أبي طالب ﵁ فقتله، حتى قتل منهم أحد عشر رجلا، كلما قتل منهم رجل دعا من بقي إلى الإسلام.
وكانت الصلاة تحضر هذا اليوم، فيصلي بأصحابه، ثم يعود، فيدعوهم إلى الإسلام وإلى الله ورسوله، فقاتلهم حتى أمسوا، وغدا عليهم، فلم ترتفع الشمس قيد رمح حتى أعطوا ما بأيديهم، وفتحها عنوة، وغنمه الله أموالهم، وأصابوا أثاثا ومتاعا كثيرا.
وأقام رسول الله ﷺ بوادي القرى أربعة أيام، وقسم على أصحابه ما أصاب بها، وترك الأرض والنخل بأيدي اليهود، وعاملهم عليها «٢»، كما عامل أهل خيبر.
تيماء
ولما بلغ يهود تيماء خبر استسلام أهل خيبر ثم فدك ووادي القرى لم يبدوا أي مقاومة ضد المسلمين، بل بعثوا من تلقاء أنفسهم يعرضون الصلح. فقبل ذلك منهم رسول الله ﷺ، وأقاموا بأموالهم «٣»، وكتب لهم بذلك كتابا، وهاك نصه: هذا كتاب محمد رسول الله لبني عاديا، إن لهم الذمة، وعليهم الجزية، ولا عداء ولا جلاء، الليل مد، والنهار شد، وكتب خالد بن سعيد «٤» .

(١) صحيح البخاري ٢/ ٦٠٨.
(٢) زاد المعاد ٢/ ١٤٦، ١٤٧.
(٣) نفس المصدر ٢/ ١٤٧.
(٤) ابن سعد.

1 / 346