Ar-Raheeq Al-Makhtum
الرحيق المختوم
प्रकाशक
دار الهلال
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशक स्थान
بيروت (نفس طبعة وترقيم دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع)
शैलियों
شماتة أبي سفيان بعد نهاية المعركة وحديثه مع عمر
ولما تكامل تهيؤ المشركين للإنصراف، أشرف أبو سفيان على الجبل، فنادى: أفيكم محمد؟ فلم يجيبوه. فقال: أفيكم ابن أبي قحافة؟ فلم يجيبوه. فقال: أفيكم عمر بن الخطاب؟ فلم يجيبوه- وكان النبيّ ﷺ منعهم من الإجابة- ولم يسأل إلا عن هؤلاء الثلاثة لعلمه وعلم قومه أن قيام الإسلام بهم. فقال: أما هؤلاء فقد كفيتموهم، فلم يملك عمر نفسه أن قال: يا عدو الله إن الذين ذكرتهم أحياء، وقد أبقى الله ما يسوءك، فقال: قد كان فيكم مثلة لم آمر بها ولم تسؤني.
ثم قال: أعل هبل.
فقال النبيّ ﷺ: ألا تجيبونه؟ فقالوا: فما نقول؟ قال: «قولوا: الله أعلى وأجل» .
ثم قال: لنا العزى ولا عزى لكم.
فقال النبيّ ﷺ: ألا تجيبونه؟ قالوا: ما نقول؟ قال: «قولوا: الله مولانا، ولا مولى لكم» .
ثم قال أبو سفيان: أنعمت فعال، يوم بيوم بدر، والحرب سجال.
فأجاب عمر، وقال: لا سواء، قتلانا في الجنة، وقتلاكم في النار.
ثم قال أبو سفيان: هلم إلي يا عمر، فقال رسول الله ﷺ: ائته فانظر ما شأنه؟
فجاءه، فقال له أبو سفيان: أنشدك الله يا عمر أقتلنا محمدا؟ قال عمر: اللهم لا، وإنه ليستمع كلامك الآن. قال: أنت أصدق عندي من ابن قمئة وأبر «١» .
مواعدة التلاقي في بدر
قال ابن إسحاق: ولما انصرف أبو سفيان ومن معه نادى: إن موعدكم بدر العام القابل. فقال رسول الله ﷺ لرجل من أصحابه: قل: نعم، هو بيننا وبينك موعد «٢» .
التثبت من موقف المشركين
ثم بعث رسول الله ﷺ علي بن أبي طالب، فقال: اخرج في آثار القوم فانظر ماذا يصنعون؟ وما يريدون؟ فإن كانوا قد جنبوا الخيل، وامتطوا الإبل فإنهم يريدون مكة.. وإن
(١) ابن هشام ٢/ ٩٣، ٩٤، زاد المعاد ٢/ ٩٤، صحيح البخاري ٢/ ٥٧٩.
(٢) ابن هشام ٢/ ٩٤.
1 / 253