فمد الخوري يده إلى حذائه القريب منه، فحنت الخورية رأسها لتتقي الضربة، ولكن المحترم لم يفعل توقيرا لأخيها، فقال الأخ للخورية: لا تقولي مثل هذا الكلام يا أختي، نسيت أنك أنت خورية؟
فصاح الخوري: تغيرت أختك يا سلوم، دائما تعارض وأنا صابر.
وبينا هم في هذا الحديث جاء أحد الآباء يشكو ولده الذي يسرق كل ما تصل يده إليه، ويقايض عليه في الدكان إذا لم يكن معه دراهم.
فصاح الخوري: هه، قولوا لي بعد: لا تحرمه.
وما سمع الشيخ كلمة «الحرم» حتى وقع على يدي الخوري يقبلهما، ثم أخذ يبحث عن رجله المتحصنة تحت ذيل جبته ليقبلها أيضا، فنبح الكلب وهجم، فزجره الخوري، فعاد إلى مقعده، ولم تنقطع موسيقى هريره.
وقال الخوري للرجل: قل لهذه المجنونة بنت عمك، خبرها أن الحرم هو لعنة الله، ومن تحل عليه مصيره الخراب والهلاك إذا لم يصلح سيرته الفاسدة.
وبينا هم يتحدثون عن ويلات الدكان علا الصياح، وهرع بعضهم إلى بيت الخوري يسألونه الإسراع للحجز بين العائلتين الملتحمتين بسبب ضربة السكين.
فقال الخوري لفتى من ذوي قرباه كان عنده: البس ثيابك، واغد علي لتأخذ مكتوبا إلى بكركي.
قال هذا وهو يشد حذاءه، ثم توجه إلى حيث المتشاجرون، وبعدما حسم الخلاف قال لبطرس وهو عائد إلى بيته: ما قلت لك يا بطرس لا تسق أحدا في دكانك؟ ما قلت لك لعب القمار يخرب الضيعة؟
ولما جاء الأحد كان الحرم في عب الخوري، فتلاه على مسامع رعيته بعد قراءة الإنجيل، فهدر الشباب وهمهم الشيوخ، وأراد بطرس أن يحتج فأسكته عتل من جماعة الخوري، فانسحب من القداس وقعد قدام دكانه يبتهر، فقال له أحد العقلاء: لا تهد ولا تقد، «الحرم» على القمار والسكر يا بطرس، فلا تقع ولا توقع الناس.
अज्ञात पृष्ठ