कॉप्ट और मुस्लिम: अरबी विजय से लेकर 1922 तक
أقباط ومسلمون: منذ الفتح العربي إلى عام ١٩٢٢م
शैलियों
66
ولا عجب لذلك، فإن الأقباط كانوا يأملون في ذلك الوقت باسترداد النفوذ، الذي كانوا يتمتعون به عندما فتح العرب مصر، فلما اضطهدهم الحاكم فكروا فيما آلوا إليه من بؤس وأسفوا على المجد الذي بلغوه قبل أن ينحدروا إلى الظلام الحالك.
67
هوامش
الفصل السابع
موقف الصليبيين من النصارى
سياسة صلاح الدين والأيوبيين إزاء الأقباط
إن ضخامة الوسائل التي أعدها الصليبيون وتعدد هجماتهم تدل بلا شك على أن الحروب الصليبية كانت محاولة لمحو نفوذ الإسلام في الشرق، فقد شنت هذه الحروب أول ما شنت لانتزاع حماية القبر المقدس من الخلفاء، ولكنها ما لبثت أن تحولت إلى قتال عام بين جيوش الإسلام وجيوش المسيحية؛ أي: بين الشرق المسلم والغرب المسيحي.
لما تحدثنا عن الفتح الإسلامي، حاولنا أن نحدد موقف الفاتح واستعداد الشعوب المهددة بالغزو، كذلك سنحاول أيضا تحديد سياسة الغزاة؛ أي: الصليبيين، نحو النصارى في مصر، وموقف النصارى منهم، غير أن المستندات التي عثرنا عليها قليلة؛ ذلك لأن النصارى في الشرق، وخاصة النصارى في مصر، فقدوا نفوذهم، كما بينا ذلك، مما دعى مؤرخي الحروب الصليبية، سواء الشرقيين منهم أم الغربيين، إلى أن يصرفوا عنايتهم إلى غير مصير الأقليات الدينية، فلم يذكروها إلا مصادفة، كما أنهم لم ينوهوا إلا بمعلومات سطحية.
لذلك نرى أنفسنا مضطرين إلى الالتجاء إلى طريقة الاستنتاج، ومع كل، فسنحاول بما تحت أيدينا من وثائق قليلة، أن نعطي فكرة دقيقة إلى حد ما عن هذا الموضوع. (1) جهل الصليبيين وخشونتهم
अज्ञात पृष्ठ