कॉप्ट और मुस्लिम: अरबी विजय से लेकर 1922 तक

जैक्स ताजिर d. 1371 AH
80

कॉप्ट और मुस्लिम: अरबी विजय से लेकर 1922 तक

أقباط ومسلمون: منذ الفتح العربي إلى عام ١٩٢٢م

शैलियों

ولجأ المتذمرون آخر الأمر إلى السكوت؛ إذ كانوا يواجهون إدارة تعتمد على قوة مسلحة كبيرة، وعلى كل، يلاحظ أن شغل الذميين للوظائف العليا لم يكن أمرا ذا بال إذا قسناه بالإجراءات الأخرى التي عادت عليهم بالفائدة في ذلك العهد.

أولا: على الرغم من المصاريف الباهظة التي أثقلت كاهل الميزانية لبذخ الخلفاء من جهة، وتسليح عدد كبير من الفرق استعدادا للحروب من جهة أخرى، فإن العزيز لم يعد العمل بالضرائب الهلالية التي فرضها ابن المدبر وألغاها ابن طولون «ومع ذلك فإن مجموع الخراج والجزية كان في هبوط بالنسبة للعهد السابق»، وقدر الشعب هذا الاعتدال في فرض الضرائب حق قدره في كل زمن وعهد.

وكان اليعاقبة، فيما يخصهم، يرون بمزيد الفرح أن البطريرك أفرام كان موضع احترام وتقدير الخليفة، ففي هذا العهد قرر البطريرك، لأول مرة، نقل كرسيه من الإسكندرية إلى القاهرة، ويظهر أن العزيز سمح للبطريرك، بإصلاح الكنائس المهدمة دون أن يستأذن في ذلك، ومما يعزز اعتقادنا بصحة هذا الإجراء، الحادث الذي وقع عند بدء الأعمال في كنيسة القديس مكاريوس، ويقول أبو صالح: «ما أن بدأ البطريرك هذه الأعمال حتى هاجمه المسلمون، وما لبث أن أسرع الخليفة، فأصدر أمره باستئناف عملية الترميم، على أن يقوم بتسديد المصاريف اللازمة، وتسلم بعد ذلك البطريرك الأمر الصادر بهذه المناسبة «الذي يقضي بالتصريح ببناء الكنيسة» ولكنه رفض المال، راجيا العزيز في ألا يلح عليه بقبوله، ووافق العزيز على إعادة المال إلى الخزينة، ولكنه أمر فرقة من الجيش أن تحرس البناء طوال مدة العمل، وأن تقبض على كل من يحاول عرقلة تنفيذ هذا الأمر ومعاقبته، ولما علم الشعب بنيات الخليفة، لم يعاود عدوانه، وهكذا تمت أعمال البناء.».

13

ونرى مبالغة العزيز في إظهار عطفه على النصرانية، في رفضه معاقبة من يهجر الإسلام ويعتنق الديانة المسيحية، ومجمل الرواية أن أحد كبراء المسلمين، واسمه «وساع»

14

اعتنق المسيحية، فقبضت عليه السلطات بتهمة الردة، ولكن بعض الشخصيات الكبيرة تدخلت لصالحه كما توسطت له زوجة العزيز لدى الخليفة الذي أطلق سراح «وساع» دون أن يناله أي سوء أو أذى، واعتكف في دير بالصعيد حيث قضى بقيت حياته.

وأخيرا، وقع في هذا العهد حادث لو حصل في عهد آخر لجلب للنصارى المصائب، ولكنه انتهى على غير ما يشتهي المسلمون، يروي سعيد بن يحيى الأنطاكي في هذا المقام: «كان العزيز قد اعتزم أن يغزو بلاد الروم وأمر عيسى بن نسطورس بإعداد الأسطول ... وعزم على تسييره بعد صلاة الظهر من نهار الجمعة، فوقع فيه نار في ذلك اليوم وأحرق منه ستة عشر مركبا، واتهم الرعية بحريقه تجار الروم الواردين بالبضائع إلى مصر، فثار عليهم الرعية والمغاربة وقتلوا منهم مائة وستين رجلا ونهبت كنيسة ميخائيل التي للملكية بقصر الشمع، ونهبت كنيسة النسطورية، وركب ابن نسطورس وقت النهب ونزل إلى مصر وتقدم بكف الأذى على الروم والمنع من معارضتهم، ونودي في البلد بأن يرد كل واحد من النهابة جميع ما أخذه، فرد البعض من ذلك، وأحضر من سلم من التجار الروم من القتل، ودفع لكل واحد منهم ما اعترفه وقبض على ثلاثة وستين رجلا من النهابة واعتقلوا، وأمر العزيز بالله بإطلاق ثلثهم وضرب ثلثهم وقتل ثلثهم، فكتب رقاع منها «تضرب» ومنها «تقتل» ومنها «تطلق» وتركت تحت إزرار، وتقدم كل واحد منهم وأخذ رقعته، كان يعمل به بحسب ما يخرج فيها.».

15

وكان من شأن هذه الإجراءات زيادة غضب المسلمين، وإذا كان الحاكم بأمر الله قد اضطهد النصارى يوما، فلم يكن ذلك إلا إرضاء لروح الانتقام، التي استفزت قلوب الشعب، أما القسوة التي امتاز بها الاضطهاد في هذا العهد، فسببها ميل الحاكم إلى سفك الدماء. (3) الحاكم بأمر الله 386-411ه «996-1020م»

अज्ञात पृष्ठ