कॉप्ट और मुस्लिम: अरबी विजय से लेकर 1922 तक
أقباط ومسلمون: منذ الفتح العربي إلى عام ١٩٢٢م
शैलियों
بينما كانت جيوش عمرو تشق لنفسها طريقا إلى الفرما، الواقعة على حدود مصر الشرقية، بعد أن بذلت جهودا كبدتها خسائر في الأرواح، ظل الشعب ساكنا، أما البطريرك بنيامين، فكان يعيش مختبئا، وقد ادعى بعض المؤرخين أنه حينما علم هذا البطريرك بدخول العرب، وجه رسالة إلى جميع الأساقفة يطلب إليهم فيها أن يناصروا الغزاة،
56
ولكن الأحداث التي وقعت بعد ذلك تكذب هذا الزعم الذي أهمله المؤرخون اللاحقون.
وقد قام العرب بحصار حصن بابليون مدة طويلة، مما أرغم البيزنطيين على الدفاع دون الهجوم لقلة عددهم وضعف خططهم العسكرية، ولم تصل إلى البيزنطيين النجدة بينما كانت قوات عربية تصل باستمرار لتعزز مواقع المحاصرين، ومع ذلك لم نعثر على نص واحد يشير إلى أن الأقباط قدموا أية مساعدة إلى جيش عمرو في أثناء هذا الحصار الطويل.
ثم ظهر المقوقس، فخاطب الحامية قائلا: «إن العرب قد جاءهم نجدة وليس لنا بهم طاقة، ولا نأمن منهم أن يفتحوا القصر «حصن بابليون» فيقتلونا،
57
ولكن نسد أبواب الحصن ونصير عليها مقاتلة ونخرج من القصر إلى الجزيرة فنقيم بها ونتحصن بالبحر، فخرجوا «كذا» الروم ومعهم المقوقس وجماعة من أكابر القبط من باب القصر القبلي ودونهم جماعة يقاتلون العرب، فركبوا المراكب ولحقوا بالجزيرة وقطعوا الجسر، وكان ذلك في وقت جري النيل.»، ولعل هذا العرض كان خدعة من المقوقس ليخرج الروم من الحصن.
غير أن ابن عبد الحكم لم يتهم المقوقس بالخيانة ، بل روي أن الزبير ورجاله وصلوا إلى باب الحصن واقتحموه، «فلما خاف المقوقس على نفسه ومن معه، سأل عمرو بن العاص الصلح ودعاه إليه، على أن يفرض العرب على القبط دينارين على كل رجل منهم.»،
58
وهكذا فكر المقوقس في هذه الآونة الحجرة أن يؤمن مستقبل مواطنيه الأقباط على حساب العناصر البيزنطية.
अज्ञात पृष्ठ