255

Approach to Da'wah in Light of Contemporary Reality

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

प्रकाशक

جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة

संस्करण

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

शैलियों

عمر .. فقال رسول الله ﷺ: «لا تجيبوه» .. ثم قال أبو سفيان: «أُعْلُ هُبل»، فقال النبي ﷺ: «ألا تجيبوه؟ !؟» (١).
فانظر؛ لما قال أبو سفيان: أفيكم محمد .. أفيكم أبو بكر .. أفيكم عمر .. نهى رسول الله ﷺ عن إجابته، ولما قال: «أُعْلُ هُبل»، قال النبي ﷺ: «ألا تجيبوه»، والسر في ذلك؛ أن أبا سفيان لما تعرض للأشخاص أمر النبي ﷺ بعدم إجابته، لأن بقاء الإسلام لا يتعلق ببقاء الأعيان، وأنه قائم سواء بقي هؤلاء الأعيان أحياء، أو ما توا.
ولما تعرض أبو سفيان ﵁ للتوحيد .. إلى لب العقيدة: «أُعْلُ هبل» أمر الرسول ﷺ بإجابته: «الله أعلى وأجل».
فَمَن الرجالُ بعد موسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم؟ !؟ .. حتى يُدعى إليهم ..؟، ومن الرجال بعد أبي بكر وعمر، حتى يُنصَّبوا محاور للأمة ..؟، قال شيخ الإسلام: «وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصًا يدعو إلى طريقته، ويوالي ويعادي عليها، غير النبي ﷺ، ولا ينصب لهم كلامًا يوالي عليه ويعادي، غير كلام الله ورسوله، وما اجتمعت عليه الأمة، بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصًا أو كلامًا يفرقون به بين الأمة، يوالون به على ذلك الكلام، أو تلك النسبة ويعادون» (٢).
وقد قال من قبله الأئمة الكرام مثل هذا؛ منهم: الإمام أبو حنيفة، فقد قال: «لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه». (٣)

(١) رواه البخاري (٣٠٣٩)
(٢) مجموع الفتاوى (٢٠/ ١٦٤).
(٣) ابن عبد البر في الانتقاء (ص ١٤٥)، وابن عابدين في حاشيته على البحر الرائق (٦/ ٢٩٣) وغيرهما.

1 / 257