144

Approach to Da'wah in Light of Contemporary Reality

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

प्रकाशक

جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

शैलियों

فدواؤه التعليم .. وأما الحالة الخاصة -التي كان عليها-: فعلاجها التأخير حتى يفرغ من بوله، ولو كان في المسجد، ولو كان كاشف العورة، لأن مفسدة قطعه من بوله أعظم من مفسدة ما يفعل. فضلًا عن أنه لن يستوعب ما سيقال له.
لذلك بدأ رسول الله ﷺ بمعالجة حاله، ونهى الصحابة أن يتعرضوا له، بل منعهم من أن يقطعوا عليه بوله، فقال: «لا تُزرِمُوه».
ثم ما إن انتهت حاله هذه، إلا وبدأ رسول الله ﷺ بمعالجة حاله الأصلية، وهي الجهل، فبدأ يُعلِّمُهُ بكل رِفق، وبكل سهولة، حتى قال الأعرابي قولته المشهورة، التي أضحكت رسول الله ﷺ: «اللهم ارحمني ومحمدًا، ولا ترحم معنا أحدًا» (١).
فانظر -يارعاك الله- إلى أثر مراعاة أحوال المدعويين، في محبة الداعي، وقبول دعوته.
وتكلم معاوية بن الحكم السلمي ﵁ في الصلاة، وكان لا يعلم أن الكلام قد حُرِّم فيها، فما إن انتهت الصلاة حتى أتى رسول الله ﷺ فقال له: «إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس». (٢)

(١) تقدم ص (١٣٥).
(٢) رواه مسلم (٥٣٧).

1 / 146