अंजार सदीदा
الأنظار السديدة في الفوائد المفيدة
शैलियों
قلت: وحاصله أن يزيد بالطاعة ولو نفلا وينقص بالمعصية لا يقال: لو كان ذلك كذلك لزم صحة وصف إيمان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالنقصان؛ لأنه لم يزد على ما فعله من النوافل مع تمكنه من الزيادة، ووصفه بذلك لا يصح إجماعا؛ لأنا نقول أما من جهة اللغة إذا أريد به أنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يفعل أزيد مما قد فعل من النوافل فهو صحيح، وإنما منع وصفه صلى الله عليه وآله وسلم بأنه ناقص الإيمان؛ لأنه يوهم الخطأ، كما لا يوصف بأنه منقص الطاعة، وإن كانت الزيادة في النوافل طاعة تجنبا للإيهام، وتحرزا عنه. ذكر معنى هذا (الموفق بالله).
قال المهدي: والحاصل أن العبارات الموهمة لا يجوز إطلاقها، يوضحه أن الخشبة الثابتة في الأرض من آيات الله وهي حجة له على عباده، فإذا انكسرت أو ضعفت لم يحسن أن يقال انكسرت حجة الله تعالى أو ضعفت، لإيهامه.
قلت: ويمكن أن يجاب عن قول الناصر: أن القرآن يدل على الزيادة، ولا يدل على النقص بأن الزيادة إذا ثبتت ثبت مقابلها، فإن كل قابل للزيادة قابل للنقصان ضرورة، هذا وأما ما ورد في القرآن من عطف الأعمال الصالحة على الإيمان فلا حجة للخصم فيه على أن الأعمال ليست من الإيمان؛ لجواز أنه استعمل الإيمان في معناه اللغوي لقرينة، وهي هنا العطف، ويجوز أن يكون من عطف الخاص على العام، وذلك شائع، ومنه عطف جبريل وميكائيل على الملائكة سلام الله عليهم جميعا.
पृष्ठ 2