अनवार यक़ीन
أنوار اليقين في إمامة أمير المؤمنين
शैलियों
الرابع: أنه ثبت بنفسه في جميع المشاهد التي انهزموا فيها.
الخامس: أنه قتل أبي بن خلف يوم أحد فإن قيل: إنهم وإن لم يجاهدوا بأنفسهم فقد جاهدوا بآرائهم.
قلنا: إن كان الجهاد بالرأي: فقد جاهد به علي عليه السلام مع سيفه، وبعد فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يشاورهم تطييبا لنفوسهم، وإلا فقد كان بالوحي غنيا عن ذلك.
وبعد فاختصاص علي عليه السلام بالرأي وحسن التدبير أظهر من ان يخفي فإن أولي الأحلام والرأي من الصحابة كانوا إذا اشتبهت عليهم الأمور رجعوا إليه ولهذا فإن الردة لما عمت بعد رسول الله -صلى الله عليه آله وسلم- رجع أبو بكر إلى رايه علي عليه السلام فاستشاره في أمر أهل الردة فقال: عليه السلام: إن الله جمع بين الصلاة والزكاة فلا تفرق بينهما، فأخذها عنه، وعند ذلك قال أبو بكر: والله لو منعوني عقالا مما أعطوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقتالهم عليه، وفيه دلالة على افتقار أبي بكر إليه في العلم، والرأي، وقال عمر بن الخطاب: هاهنا رجل كنا قد أمرنا إذا اختلفنا في شيئ أن نرجع إليه، ولما رجع إليه عمر في قتال فارس أشار عليه السلام بذلك، واستشاره في الخروج بنفسه، فأشار عليه بألا يخرج، وكانا لا يزالان يستشيرانه في الحروب فيكون رأيه هو الصواب.
وعن بن عباس قال: كان علي عليه السلام للداء إذا عضل، وللرأي إذا أشكل، وللحرب إذا توقدت نيرانها.
قال علي عليه السلام: لولا خشية الله لكنت أدهى العرب، وهذا قليل من كثير من هذا الباب وهو أظهر من أن يخفى فأما قولنا: لمثل ذا قلنا الإمام حيدره: فنريد بذلك قوله عليه السلام: أنا الذي سمتني أمي حيدرة.
पृष्ठ 171