89

नबी के अनवार

أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

शैलियों

الموجودات، ثم في النظام القديم، ثم في سر القدر، ثم في الأمور العالية كان يغان على قلبه إذا ركب هذه المعلومات العزيزة.

* قلت: قال الشيخ جعفر: ولهذا قال (عليه السلام): «ليغان على قلبي، فأستغفر الله (1)»: أي لتتراكم الأنوار والمعارف على قلبي، وتكثر التجليات الذاتية والصفاتية على باطني ولبي بسبب ترقي في المعارج العرفانية والكمال، وارتقاء على ما هو أعلى وأوسع في الحال، فأستغفر الله مما كنت فيه قبل ذلك، وأتوب إليه مما أسلفته من التقصير هنالك.

وقد نقل الشيخ زروق في بعض شروحه على الحكم العطائية أن أبا الحسن الشاذلي اجتمع بالنبي (صلى الله عليه وسلم) وقال: يا رسول الله إنك قلت: «إنه ليغان على قلبي؟» قال: نعم، قال:

ما هذا الغين؟ فقال (صلى الله عليه وسلم):

«هو غين أنوار لا غين أغيار يا مبارك» فسماه مباركا وأجابه بهذا الجواب.

وفي اللطائف للقاشاني في الكلام على الغيون بعد ما ذكر أنه يراد بها تجليات الذات الأقدس ما نصه:

تكاد الذي يغطي قلبه (صلى الله عليه وسلم) ويغسله إنما هو تجليات ذاتية متظاهرة فكان لقوة حقيقتها، وغلبة أحديتها تمحو حطم بشريته، وتمحو أثر خلقيته، بحيث لا تبقي أثرا ولا رسما، بل تذهب العين في العين بالكلية فلهذا يستغفر الله: أي يطلب الغفر والستر خوفا من غلبة أحكامها عليه، وتظاهر آثارها؛ لئلا يهمل حكم نبوته، وكمال وسطيته، ولئلا يظهر أثر ذلك للخلائق فيعبد، أو يقال فيه كما يقال في عيسى وعزيز (عليهما السلام) انتهى.

ومثله ذكره أيضا الشيخ أبو عبد الله محمد بن سعيد بن أحمد بن محمد سعد الدين الفرغاني في شرحه لتائية ابن الفارض الكبرى ، وهو أول شارح لها، ووفاته في حدود سنة سبعمائة، وفي كلام غير واحد من الأكابر أن الترقي المذكور له (صلى الله عليه وسلم) غير مقصور على حالة الحياة الدنيوية، بل هو موجود في حياته البرزخية، وفي الموقف، وفي الجنة، لا ينقطع ما دام ملك الله موجودا، فخرج من هذا أن علمه (صلى الله عليه وسلم) ومقامه وكماله يقبل الزيادة دائما وأبدا،

पृष्ठ 156