नबी के अनवार
أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
शैलियों
وقد قال (صلى الله عليه وسلم): «أنا خاتم الأنبياء، ومسجدي خاتم المساجد (1)»، فكذلك يجري هذا المعنى في كل ما هو له وأضيف إليه، كما أن أمته خاتم الأمم، وله الختم نبوة في بداية يومه، وهداية في خاتمه يومه، كما قال علي (عليه السلام) لما أنبأ بانتقال النور في الظهور الذي كان يظهر في وجوه آباء النبي (صلى الله عليه وسلم) من لدن آدم إليه: «إنه لما توفي النبي (صلى الله عليه وسلم) انتقل ظهور النور إلى آله وذريته، فقال: ثم انتقل النور إلى غرائزنا ولمع مع أئمتنا، فنحن أنوار السماء، وأنوار الأرض، فبنا النجاة، وفينا مكنون العلم، وبمهدينا تنقطع الحجج (2)»، خاتم الأئمة ومنقذ الأمة، فهو (صلى الله عليه وسلم) وما له وما منه كل خاتم لما هو أصله وما يرجع إليه مما سواه، وبما أن الخاتم زينة وحلية فهو (صلى الله عليه وسلم) زينة الكون وحليته، الذي به علن أمر الله، وأضاء نور الله، وأنقذ الله به خواتم أمره وبداياته، فلذلك ما جعل الله له لإنقاذ أوامره خاتمه الذي اتخذه فكان يلبسه في يده اليمنى تارة وفى يده اليسرى تارة؛ إشعارا باستواء أمره ميمنة وميسرة، كما أن كلتا يدي ربه يمين مباركة، فلذلك كلتا يديه (صلى الله عليه وسلم) يمين مباركة، وكان ذلك أيضا باد في آله .
قال علي رضي الله عنه في أمر الوضوء: «لا نبالي بدأنا بأيماننا أو بأيسارنا إذا أسبغنا الوضوء (3)»، وذلك بما أن الخاتم مظهر استواء طرفي حلقته بما كمل من صورته باتصال غيبه من طرفيه سواء شهادته، ولما لآله من تحققهم بختمه أمر عليا (عليه السلام) أن ينقش على فص خاتمه: «نحن بالله وله (4)»؛ أداء للمعنى الختمي، ودخولا للاسم المحمدي في مسمى هذا الإضمار الجامع كلمة (نحن)؛ ليكون اسمه الخاتم منقوشا على خواتم آله إضمارا كما هو منقوش على خاتمه هو إظهارا، أو لما كان هو (صلى الله عليه وسلم) الخاتم وصورته صورة هجاء محمد كما قال (صلى الله عليه وسلم): «إن الله خلق آدم على صورة هجاء اسمي (محمد)، فالرأس والوجه بمنزلة الميم، واليدان إذا مددتهما بمنزلة الحاء، والبطن بمنزلة الميم، والرجلان بمنزلة الدال،
पृष्ठ 255