नबी के अनवार
أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
शैलियों
وقد قال الله في حق سيدنا موسى: وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء [الأعراف: 145].
ثم قال له مع ذلك: عبد لنا بمجمع البحرين هو أعلم منك.
ولما لقي الخضر قال له: يا موسى إني على علم من علم الله لا تعلمه أنت. وقال له:
ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا ما نقص هذا العصفور من البحر.
وقال تعالى في القرآن: ما فرطنا في الكتاب من شيء [الأنعام: 38].
وقال: تبيانا ما لكل شيء.
ثم قال له: وقل رب زدني علما [طه: 114].
وإن أراد الإطلاق فعليه بيانه ليستفاد الحكم على الكلية بحسبه، وإلا فهو كلام محمول لا تحصل منه فائدة.
ثم ذكر إن شئنا عبرنا في حقه (عليه السلام) بالكلية، ولكن مع إرادة التقييد بجنس أو نوع أو صنف كأن نقول: يعلم جميع ما ينبغي لمثله أو كل ما تبلغه عقول البشر، أو كل ما لم يستأثر الله بعلمه أو نحو هذا مما نجزم بصحته ونعتقد أن كل علم قرأته نقص غير لائق به في حاله فهو حاصل له؛ لأنه في عين الكمال إلى غير هذا من كلامه، فليراجع في رسالته المذكورة، وهي في نحو من ثلاثة أوراق، وله في هذه المسألة رسالة أخرى كبيرة لم أقف الآن عليها.
وقد أشار إليها في «نشر المثاني» في ترجمته فقال: وله كلام في كراريس مع قاضي سجلماسة الشيخ أبي محمد عبد المالك التاجموعتي في قوله (صلى الله عليه وسلم): «أوتيت علم كل شيء» انتهى.
وممن أفتي به من المشارقة الشيخ نجم الدين محمد بن محمد بن محمد الغزي الدمشقي الشافعي محدث الشام ومسندها وشيخ الإسلام بها، والأستاذ الكبير العالم الصوفي الشهير صاحب التحريرات والرسائل التي لا حصر لها الشيخ أيوب بن أحمد بن أيوب الحنفي الخلوتي الصالحي المتوفى في صفر الخير سنة إحدى وسبعين وألف، وذلك أن المنوفي السابق
पृष्ठ 231