153

नबी के अनवार

أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

शैलियों

البتة، فمنه ما ألقاه بنفسه كأرواح الملائكة وأكثر العالم العلوي، ومنه أيضا ما ألقاه عن أمره، فيحدث الشيء عن وسائط كبرة الزراعة ما تصل إلى أن تجري في أعضائك روحا مسبحا وممجدا إلا بعد أدوار كثيرة، وانتقالات في عالم، وتنقلب في كل عالم من جنسه على شكل أشخاصه، فرجع الكل في ذلك إلى من أوتي جوامع الكلم انتهى المراد منه بلفظه أيضا وراجعه.

وفيها أيضا في الباب السابع والثلاثين وثلاثمائة ما نصه:

وأما منزلته (صلى الله عليه وسلم) في العلوم خاصة، فأحاطه بعلم كل عالم بالله من العلماء به تعالى متقدميهم ومتأخريهم، ثم ذكر أن من كماله (صلى الله عليه وسلم) أنه خص بست لم تكن لنبي قبله.

ثم قال: والخصلة الثانية: أوتي (صلى الله عليه وسلم) جوامع الكلم، والكلم: جمع كلمة، وكلمات الله لا تنفد، فأعطي علم ما لا يتناهى، فعلم بما لا يتناهى ما حصره الوجود، وعلم ما لم يدخل في الوجود، وهو غير متناه، فأحاط علما بحقائق المعلومات، وهي صفة إلهية لم تكن لغيره انتهى المراد منه بلفظه أيضا.

وقال الأمير عبد القادر الجزائري في «مواقفه» في الموقف السادس والثمانين ومائتين أثناء كلام له ما نصه:

وكما أن الحق تعالى علم كل شيء من علمه بنفسه؛ لأن جميع الأشياء كذلك هو (صلى الله عليه وسلم) علم جميع الأشياء إجمالا وتفصيلا من علمه بذاته وحقيقته التي هي حقيقة الحقائق، ومصدر كل كائن ومبدأ الكل وخزانة العلوم الإلهية والكونية منه تخرج وعلى يديه تقسم فالقلم الأعلى وهو العقل الأول والنفس الكلية وهي اللوح المحفوظ وسائر الأرواح العلوية والسفلية من ذواته تكتب وبعينه تبصر ومن مشكاته تنظر فهو بكل شيء عليم بيده مفاتيح الخزائن الإلهية وكل ما ظهر في العالم مطلقا فلا يظهره الاسم الإلهي إلا عن إذن محمد (صلى الله عليه وسلم).

فإن قيل: ما الفرق بين علمه (صلى الله عليه وسلم) وبين علم الحق تعالى في مقام الفرق؟

قلنا: هو أنه تعالى علم الأشياء وهي في العدم لا عين لها في الوجود بوجه من الوجوه وهو (صلى الله عليه وسلم) إنما علم الأشياء بعد أن صار لها ضرب من الوجود وهو الوجود العلمي فإنه ما

पृष्ठ 220