121

नबी के अनवार

أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

शैलियों

الحال، فسئل عن ذلك؟ فقال: رأيت أهل هذه المقبرة يعذبون، فحزنت لذلك، ثم سألت الله عز وجل أن يشفعني فيهم، فشفعني، فقالت صاحبة هذا القبر وأشار إلى قبر قريب العهد بالحفر: وأنا معهم يا فقيه إسماعيل، أنا فلانة المغنية. فضحكت، وقلت: أنت معهم، ثم أرسل إلى الحفار، وقال له هذا قبر من؟ فقال: قبر فلانة المغنية.

وروى القشيري أن الشيخ أبا سعيد الخراز قال: كنت مجاورا بمكة، فجزت يوما بباب بني شيبة، فرأيت شابا حسن الوجه ميتا، فنظرت في وجهه، فتبسم، وقال لي: يا أبا سعيد، ما علمت أن الأحياء أحياء وإن ماتوا، وإنما ينقلون من دار إلى دار.

ومن المشهور ما روي مسندا من ثلاثة طرق عن جماعة من الشيوخ الأكابر في كتاب «مناقب الشيخ عبد القادر»، قالوا:

زار شيخنا محيي الدين عبد القادر الكيلاني الشونيزي يوم الأربعاء السابع والعشرين من ذي الحجة سنة تسع وخمسمائة ومعه جمع كثير من الفقهاء والفقراء، ووقف عند قبر الشيخ حماد الدباس زمنا طويلا حتى اشتد الحر والناس واقفون خلفه، ثم انصرف والسرور بين في وجهه، فسئل عن سبب طول قيامه؟ فقال: كنت خرجت من بغداد في يوم الجمعة منتصف شعبان سنة تسع وتسعين وأربعمائة مع جماعة من أصحاب الشيخ حماد لنصلي الجمعة في جامع «الرصافة» والشيخ معنا، فلما كنا عند قنطرة النهر دفعني، فرمى بي في الماء وكان في شدة البرد في كوانين، فقلت: بسم الله غسل الجمعة، وكان علي جبة صوف، وفي كمي أجزاء، فرفعت يدي لئلا تبتل وتركوني وانصرفوا، وخرجت من الماء، وعصرت الجبة وتبعتهم وقد تأذيت بالبرد أذى كثيرا، فطمع في أصحابه، فنهرهم وقال:

إنما أوذيه لأمتحنه فأراه جبلا لا يتحرك، وإني رأيته اليوم في قبره وعليه حلة من جوهر، وعلى رأسه تاج من ياقوت، وفي يده أساور من ذهب، وفي رجليه نعلان من ذهب، ويده اليمنى لا تطيعه، فقلت: ما هذا؟ قال: هذه اليد التي رميتك فهل أنت غافر لي ذلك؟

قلت: نعم، قال: فاسأل الله تعالى أن يردها علي. فوقفت أسأل الله تعالى في ذلك، وقام خمسة آلاف ولي من أولياء الله تعالى في قبورهم يسألون الله عز وجل أن يقبل مسألتي فيه، ويشفعون عندي في تمام المسألة، فما زلت أسأل الله عز وجل في مقامي ذلك حتى رد الله تعالى يده، وصافحني بها وقد تم سروره.

पृष्ठ 188