وغير ذلك قديما وهجر فيها آثار من قبل عيسى (ع) أيضا وأما القطيف فقد ذكر ابن الأثير في الكامل إن سابور الملك مدن أربعين مدينة من جملتها القطيف من البحرين انتهى - وينسب إليها شاعر البحرين أبو البحر جعفر بن محمد الخطي، والشاعر الأديب الشيخ فرج الخطي وسيأتي الكلام إن شاء الله تعالى على ترجمتهما.
وأما فضلها على كثير من غيرها فقد حدثني أقدم مشائخي العلامة الثقة الثبت الحفظة الوالد الروحاني التقي الصالح الشيخ أحمد بن الشيخ صالح البحراني قدس الله نفسه ونور رمسه وأسنده أنه لما أمر الله رسوله محمدا المصطفى صلى الله عليه وآله بالهجرة من مكة بعد موت عمه وكافله سيد البطحاء بيضة البلد أبي طالب وتظاهر المشركين عليه نزل عليه الأمين جبرئيل (ع) من الرب الجليل وخيره في الهجرة إلى البحرين أو فلسطين أو المدينة فترك صلى الله عليه وآله البحرين من أجل البحر وترك فلسطين لبعدها واختار المدينة لقربها من مكة انتهى كلامه علا في الفردوس مقامه.
قلت ثم بعد مدة مديدة وقفت على خبر رواه العلامة الثاني الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي البحراني في المجلد الثاني من كتابه أزهار الرياض والظاهر أنه عن الإمام الصادع بالحق والناطق جعفر بن محمد الصادق (ع) بالتفصيل الذي ذكره قدس سره إلا أني لم أكن بصدد هذه الكتابة حتى أنقله بلفظه وهذه فضيلة عظيمة تدل على شرف الأرض وقبول أهلها للألطاف بحيث تكون مثوى لسيد المرسلين ومهاجرة لخاتم النبيين واستراحته إليها عن أذيات المشركين.
ومنها أنها أسلمت للنبي صلى الله عليه وآله طوعا بالمكاتبة كما ذكره جملة من أهل التواريخ والسير من الخاصة والعامة كما سيأتي حتى إن الفقهاء صرحوا في كتبهم الفقهية في أحكام الموات بأن البحرين حكمها حكم المدينة لأنهما أسلما طوعا لا عنوة بل ذكرها شيخنا الشهيد الأول في اللمعة مرتين مرة في إحياء الموات، ومرة في كتاب الخمس.
पृष्ठ 21