ولقد خرج بعض الصالحين في عصرنا من مصرنا إلى الحج مع القافلة، فلما وصل إلى البركة: (4) وهي المرحلة، رجع لما/ رأى من [ 199 ب ] ***
الأمور المنكرة، والأفعال المزخرفة، والأحوال المزورة. ولعمري إنه لمعذور في هذا الباب، لقوله تعالى: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب} (1).
ومن أهم ما يهتم به إخلاصه لله تعالى وحده في جميع أمره، فعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا جمع الله الناس ليوم لا ريب فيه، نادى مناد: من كان أشرك أحدا في عمل عمله لله، فليطلب ثوابه من عند غير الله، فإن الله تعالى أغنى الشركاء عن الشرك)(2).
ومن أتم ما يجب التحرز عنه في أمره: النفقة، بأن تكون من الحلال الخالص من الشبهة، بقدر الوسع والطاقة، ففي صحيح مسلم: (أنه عليه السلام، ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك)(3). أي: فكيف يستجاب لذلك الرجل هنالك.
पृष्ठ 18