281

अंसाब अल-अशराफ

أنساب الأشراف

संपादक

سهيل زكار ورياض الزركلي

प्रकाशक

دار الفكر

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م

प्रकाशक स्थान

بيروت

فمات هناك. فتخاصم فِي ميراثه كنانةُ بْن عبد يا ليل الثقفى، (وكان ممن حسد رسول الله ﷺ فشخص إلى الشام)، وعلقمةُ بْن عُلاثة وكان بالشام أيضًا وكان مسلمًا، وَيُقَالُ: بل كَانَ مشركًا ثُمَّ إنه أسلم حين قدم، فأتى رَسُولَ اللَّه ﷺ، فبايعه.
حدثني عباس بن هشام، عن أبيه، عن جَدّه إنه حُكم بميراث أَبِي عامر لكنانة بن عبد يا ليل لأنَّه من أهل المدر.
وحرمه علقمة لأنه بدوي. وكان الحاكم بذلك صاحبُ الروم بدمشق.
وقوم يقولون: إنه اختصم فِي ميراثه كنانةُ وعامرُ بْن الطفيل. وذلك غلط، لأن عامرًا أتى النَّبِيّ ﷺ ومعه أربد بْن قيس. وهما يريدان برسول اللَّه ﷺ أمرًا، حال اللَّه بَيْنَهُما وبينه. فدعا النَّبِيّ ﷺ عليهما. فأمَّا أربد، فأصابْته صاعقة فأحرقته. وأمَّا عامر فأصابته غدَّة كغدة البعير فِي عنقه، فمات. وذلك فِي سنة خمس. وقَالَ الهيثم بْن عدي:
كَانَ أَبُو عامر/ ١٣٣/ يهمّ بادّعاء النبوة. فلما ظهر أمرُ رَسُول اللَّه ﷺ وهاجر، حسده فهرب إلى مكَّة فقاتل، ثُمَّ أتى الشام. وقَالَ الواقدي:
هرب أَبُو عامر إلى مكَّة، فكان يقاتل مَعَ المشركين. فلما فُتحت مكَّة، هرب إلى الطائف. فلما أسلموا، هرب إلى الشام. فدفع ميراثه إلى كنانة ابن عبد يا ليل الثقفى، وكان ممن هرب أيضا.
[مسجد الضرار]
حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، ثنا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، أنبأ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أنبأ أَيُّوبُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّ بَنِي عمرو بن عوف ابتنوا مسجدا، فيصلى بِهِمْ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَسَلَّمَ. فَحَسَدَهُمْ بَنُو إِخْوَتِهِمْ بَنُو غَنْمِ بْنِ عوف، فقالوا: بَنَيْنَا أَيْضًا مَسْجِدًا، وَبَعَثْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَصَلَّى بِنَا فِيهِ كَمَا صَلَّى فِي مَسْجِدِ أَصْحَابِنَا، وَلَعَلَّ أَبَا عَامِرٍ أَنْ يَمُرَّ بِنَا إِذَا أَتَى مِنَ الشَّامِ فَيُصَلِّيَ بِنَا فِيهِ. فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِيَنْطَلِقَ إِلَيْهِمْ، أَتَاهُ الْوَحْيُ، فَنَزَلَ عَلَيْهِ فِيهِمْ: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصادًا لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [١] . قال: هو أبو عامر.

[١] القرآن، التوبة (٩/ ١٠٧) .

1 / 282