193

अनमुदज जलील

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

अन्वेषक

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

प्रकाशक

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

संस्करण संख्या

الأولى،١٤١٣ هـ

प्रकाशन वर्ष

١٩٩١ م

प्रकाशक स्थान

الرياض

فإن قيل: كيف قال تعالى: (قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا) أضافها إليهما، والدعوة إنما صدرت من موسى ﵊ قال الله تعالى: (وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ ... الآية) ؟
قلنا: نقل أن موسى ﵊ كان يدعو، وهارون كان يؤمن على دعائه، والتأمين دعاء في المعنى، فلهذا أضاف الدعوة إليهما، الثانى: أنه يجوز أن يكون هارون قد دعا أيضا مع موسى ﵊ إلا أن الله تعالى خص موسى ﵊ بالذكر، لأنه كان أسبق بالدعوة أو أحرص عليها أو أكثر إخلاصا فيها.
* * *
فإن قيل: لو كان كذلك لقال تعالى دعوتاكما بألتثنية؟
قلنا: لو كانت ألدعوة مصدرا اكتفى بذكرها في موضع الإفراد والتثنية والجمع بصيغة واحدة كسائر المصادر، ونظيره قوله تعالى: (خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ) .
* * *
فإن قيل: كيف قال تعالى: (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ) وإن إنما تدخل على ما هو محتمل الوجود، وشك النبى ﵊ في القرآن منتف قطعا؟
قلنا: الخطاب ليس للنبى ﵊ بل لمن كان شاكا في القرآن، وفى نبوة محمد ﵊، فكأنه قال: فإن كنت

1 / 192