اتفق علماء عصره على الاعتراف بفضله وبراعته وعلو منزلته في العلم إلى درجة أن الإمام الحافظ ابن حجر شرب ماء زمزم سائلا الله عز وجل أن يبلغه مرتبة الذهبي في الحفظ، وأن يبلغ فطنته.(1)
قال السيوطي في ذيل تذكرة الحفاظ: "والذي أقوله: إن المحدثين عيال الآن في الرجال وغيرها من فنون الحديث على أربعة: المزي، والذهبي، والعراقي، وابن حجر".
وتاج الدين السبكي مع مخالفته للذهبي في عدد من المسائل ورده عليه إلا أنه لزم فيه الإنصاف حيث قال: "اشتمل عصرنا على أربعة من الحفاظ، بينهم عموم وخصوص: الذهبي والمزي والبرزالي والشيخ الإمام الوالد، لا خامس لهؤلاء في عصرهم.."(2)
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني نقلا عن البدر النابلسي في مشيخته: "كان علامة زمانه في الرجال وأحوالهم، حديد الفهم، ثاقب الذهن، وشهرته تغني عن الإطناب فيه"(3).
المطلب الرابع : مناصبه التدريسية.
पृष्ठ 10