Eclogues
وما قيل بصددها من تفسيرات قديمة أو حديثة. ففي أولى أناشيد الرعاة هذه التي توخى فرجيل أن يجذب إليها الأنظار فصدر بها المجموعة، يسعى عبد يدعى تيتيروس
Tityrus
إلى الحصول على الحرية بعد انقضاء سنوات عدة، ويشجعه على ذلك أنه أصبح يملك رقعة من الأرض تكفيه وتفيض عن حاجته، في حين أن جيرانه من حوله يطردون من ضيعاتهم. ويفسرون هذا فيقولون إن تيتيروس هذا هو فرجيل نفسه، وإن الإله الذي طمأنه على أرضه هو أوكتافيانوس الذي توسط في مصلحة فرجيل.
وفي الأنشودة التاسعة للرعاة، يفشل مينالكاس
Menalcas
الفلاح الشاعر في إقناع ألفينوس فاروس
Alfenus Varus
المنوط بتقسيم أراضي مانتوا، أن يعفيه من التقسيم، وكان غائبا في مهمة مجهولة وربما كانت دعوى أخرى، فضاعت عليه ضيعته، غير أن هناك تفسيرا آخر يقول إن مينالكاس هو فرجيل. وإن الذي حدث يمثل الخطوة الأولى في الموضوع. ونقول الخطوة الأولى لأن الأنشودة الأولى بما فيها من لهجة الشكر الحماسية وروح الاطمئنان والاستقرار، تعتبر دون أي شك الخطوة الأخيرة التي أراد الشاعر أن يؤكدها ويظهرها. ولا يحل لنا هذا، تلك الصعوبة القائمة من جراء تسمية فرجيل نفسه باسمين مختلفين، ليبدو في أحدهما حرا وفي الآخر عبدا. ولو كان فرجيل قد استخدم اسما مقتبسا من الشعر الإغريقي الرعوي، ما كان يثير دهشتنا؛ بل كنا نقول إن هذا أمر كان شائعا في ذلك الوقت. والأمر الوحيد الذي يمكننا أن نقطع به واثقين؛ إذ يستحيل أن نكون قد أتينا به من تفسير زائف للأناشيد، بل استوفيناه دون شك من مصدر آخر، هو أن ضيعة فرجيل آلت إلى جندي طرد فرجيل عنوة معرضا حياته للخطر.
49
अज्ञात पृष्ठ