كانا أركاديين، وقد استعدا للنزال في الغناء، وكذا في الأخذ والرد.
كنت في ذلك المكان أحمي آساتي البضة من الصقيع، فتخلف تيس عن القطيع، وكان سيد القطيع بأسره، وإذا بي أرى دافنس الذي ما كاد يبصرني حتى صاح قائلا: «أسرع يا ميليبويوس، تعال إلى هنا ولا تخف على عنزاتك أو جديانك فإنها في أمان، وإذا كنت تستطيع التلكؤ قليلا، فاسترح بربك تحت الظلال، إلى هنا في هذه المروج ستسعى غزلانك من تلقاء نفسها لتشرب. هنا يزخرف مينكيوس
154
شواطئه الخضراء بالأعشاب الناضرة المتماوجة، وتتزاحم أسراب النمل التي تدوي في الفضاء بطنينها، من شجرة البلوط الجوفاء.»
ماذا كان عساي أن أفعل؟ لم يكن معي ألكيبي أو فيلس ليراقبا حملاني المسرحة حديثا أثناء سيرها إلى المبيت. وكانت المباراة - مباراة كوريدون ضد ثيرسيس - مباراة قوية، ومع ذلك اهتممت بمباراتهم قبل عملي، فشرع الاثنان يتباريان في أشعار المبادلة؛ إذ كانت ربات الفن يلذ لهن ترديد الأشعار المتبادلة. كان كوريدون يردد هذه، وثيرسيس تلك بدوره.
كوريدون: يا حوريات ليبثروم،
155
يا حبيباتي، هبنني أغنية كتلك التي وهبتنها لكودروس - إن القصائد التي يصنعها تقارب كثيرا قصائد فيبوس - أو إذا لم يكن في مقدرونا كلنا مثل هذه القوة، فسيتدلى مزماري المطرب، ها هنا على شجرة الصنوبر المقدسة.
ثيرسيس :
يا رعاة أركاديا. توجوا مغنيكم الناشئ بالعليق كي تشتعل نار الحقد بين جنبات كودروس، أما إذا قرظني دون ما استحقاق، فتوجوا جبيني بالجرسة خشية أن تؤذي لسانه الشرير الشاعر المقبل.
अज्ञात पृष्ठ