فعباس العقاد هو في رأي بعض الناس - مع اختلاف التعبير وحسن النية - هو رجل مفرط الكبرياء ... ورجل مفرط القسوة والجفاء ...
ورجل يعيش بين الكتب، ولا يباشر الحياة كما يباشرها سائر الناس.
ورجل يملكه سلطان المنطق والتفكير، ولا سلطان للقلب ولا للعاطفة عليه!
ورجل يصبح ويمسي في الجد الصارم، فلا تفتر شفتاه بضحكة واحدة إلا بعد استغفار واغتصاب.
هذا هو عباس العقاد في رأي بعض الناس.
وأقسم بكل ما يقسم به الرجل الشريف أن عباس العقاد هذا رجل لا أعرفه، ولا رأيته، ولا عشت معه لحظة واحدة، ولا التقيت به في طريق ... ونقيض ذلك هو الأقرب إلى الصواب.
نقيض ذلك هو رجل مفرط في التواضع، ورجل مفرط في الرحمة واللين، ورجل لا يعيش بين الكتب إلا لأنه يباشر الحياة؛ رجل لا يفلت لحظة واحدة في ليله ونهاره من سلطان القلب والعاطفة، ورجل وسع شدقاه من الضحك ما يملأ مسرحا من مسارح الفكاهة في روايات شارلي شابلن جميعا ...
هذا الرجل هو نقيض ذاك ...
ولا أقول: إن هذا الرجل هو عباس العقاد بالضبط والتحقيق، ولكني أريد أن أقول: إنهم لو وصفوه بهذه الصفة لكانوا أقرب جدا إلى الصواب، ولأمكنني أن أعرفه من وصفه إذا التقيت به هنا أو هناك، خلافا لذلك الرجل المجهول الذي لا أعرفه بحال!
مكان التواضع واللين
अज्ञात पृष्ठ