164

فقلت في دفعة: ولكن لماذا يدفع الباشا عشرة آلاف جنيه؟ نظير أي شيء؟

فقالت: لم نفكر في شيء سوى أن تنتهي المشكلة.

واستمرت دفعتي: والباشا، كيف يدفع مبلغا مثل هذا بغير أن يعرف لماذا ؟ أهو أبله؟

اسمحي لي يا منى أن أقول: إني لا أفهم، لا مؤاخذة، لو لم يكن ذلك الشخص هو الباشا لقلت: إنه لص.

ووقفت قليلا ثم نطقت بصوت بكاء يحتبس: لا مؤاخذة يا منى؛ لأني أتكلم هكذا مع علمي بالرابطة التي تربطك به.

فضحكت قائلة: رابطة؟ هذا موضوع آخر، ولكن ماذا كنت أعمل؟ أكنت تنتظر مني أن أسأله هذه الأسئلة التي تذكرها؟

ولم أفهم قولها فسرت أخطو بطيئا نحو سور السطح وجعلت أجيل بصري في الحقول مفكرا في معنى قولها: «هذا موضوع آخر.» ولماذا ضحكت وهي تقول: «رابطة»؟

والتفت نحوها قائلا: إني آسف حقا يا منى. دائما أحاول أن أمسح غلطتي في غيري ولا أعرف غلطتي إلا متأخرا.

وجاءت منيرة تحمل الصينية الثقيلة لتضعها على المائدة المنخفضة.

وقالت: دائما لا تعرف غلطتك إلا متأخرا: ولهذا تقف هكذا كأنك لا تراني ولا تتقدم لمساعدتي.

अज्ञात पृष्ठ