فانصرفت صامتا حتى لا أغضبه وخرجت من الباب فوقفت لحظة مترددا، وجاء الحاجب قرني فوضع يده على ذراعي قائلا في همسة: اسمع يا أفندي!
واستمر بعد أن نظرت إليه: تعال هنا غدا وأنا أساعدك. أنا ضامن لك الوظيفة إذا سمعت نصيحتي.
وكان رجلا سمينا تلوح عليه الطيبة فقلت له: أشكرك جدا.
فقال: لا شكر على واجب. أنت شاب طيب ويظهر أنك نبيه. المنافع متبادلة يا ابني، أنفعك وتنفعني. أأنت من دمنهور؟
فقلت: نعم.
فقال: وأنا مستعد لأي خدمة، في الحقيقة لا أريد أن أطلب شيئا لنفسي، ولا غرض لي إلا تمهيد السبيل لك. أتفهمني؟ أنا أقدر أن أجعله يقبل. أنا وحدي.
ورفع يده ففرق أصابعه الخمسة تحت عيني في السر وهمس قائلا: خمسة فقط، والباقي بعد القبض.
فهززت رأسي مستفهما.
فقال: خمسة جنيهات!
فسقط قلبي في صدري. خمسة جنيهات والباقي بعد القبض؟ وأين لي خمسة جنيهات؟ أأذهب إلى أمي لأطلب إليها ذلك المبلغ؟
अज्ञात पृष्ठ