يقول: ناموا، ولو قال: سهروا، لجاز له.
و" الكرى " الذي هو اسم، يجوز أن يكون ترخيما " للكروان ". فأما الذين قالوا: " كرى " اسم، و" كروان " اسم، فإنهم قالوا: مثل مضبر وضبارم، ومثل: عيطاء وعيطموس، وأهوج وهيجبوس وهو أشبه الأمرين؛ لأنهم جمعوه، فقالوا: " كرى " و" كروان "؛ مثل: " فتى " و" فتيان ". وقال طرفة:
لنا يَوْمٌ وللكِرْوَانِ يَوْمٌ ... تطيرٌ البائِساتُ ولا نَطيرُ
فجعله جماعة " الكرى "؛ ألا تراه قال: البائسات، وكذلك تنشده العرب، ولم نرهم رخموا، ثم جمعوا على الترخيم.
وأما قولهم: ... ... ... ... ... به الثَّعَالِي وَوَخْزٌ مِنْ أرَانيها فإنما هي ترخيم الجماع، يعني الأرانب والثعالب، وقد أبدل مكان الباء من الثعالب والأرانب ياء؛ لكسرة لام الثعالب ونون الأرانب. وجمعوا فقالوا: الكروان، ولم يقولوا: الكراوين، ولا الكروانات، وإنما قالوا: الكروان.
٣٨ - " الوقبة " و" الوقب ": النقرة في الحجر وفي الجيل، فأولى بالوقب والوقبة من الحجر الشيخ الخرف؛ يقولون للشيخ الذي كبر وانفتح دبره، وربما كان لغير الكبر، إذا انفتح دبره؛ لخلقة أو لداء، إلا أنه أكثر ما يصيب الدالف من الهرم. وقال الأسود بن يعفر، يهجو بني نجيح:
أبَنِي نُجَيْحٍ إنَّ أُمَّكُمُ ... بشِمَتْ وإنَّ أباكُم وقْبُ
قال أبو فيد: فلم أسأل أحدا من عشيرته، إلا قال ما وصفت. ويقولون: " استه مثل الوقب في الحجر " ٣٩ - ويقال: " إنها لسماء جدا "، وهي السماء العامة، التي لا يأتي أحد من وجه إلا خبر بأنها أصابته. ويقال: " إن خير فلان لجدا ".
قال الشاعر:
هو الغَيْثُ الجَدَا لافَتْقَ فيه ... إذَا أكلَ العَوارِقُ كلَّ مالِ
يقول: إذا عرقت السنون الناس، كما يعرق العظم، فيؤخذ كل ما عليه من اللحم، قال: جدًا لا فتق فيه.
٤٠ - وتقول: " لا حساس ".
٤١ - وتقول: " كواه وقاع ". أنشدني أبو فيد، قال: أنشدني مكوزة:
فإنْ يَكْ نالَنَا مِنْهُمْ أذَاةٌ ... فإناَّ قَدْ كَوَيْناُهْم وَقاعِ
تَنَادَي غِلْمَةٌ مِنْ آلِ زَيْدٍ ... سَعَى لهُمُ بَمجْدِ الدَّهْرِ سَاعِ
٤٢ - " الدليف ": بطء المشي. قال حكيم بن معية:
هَلْ مِنْ فَتًى يَسْقِى لشيخٍ دالِفِ
قد كان في الحياةِ ذا عجارِفِ
٤٣ - " بدت جنادعه ". قال أبو فيد: سمعت أبا الدقيش يقول:
قَدْ خَرَجَتْ جَنادِعُهْ
والشَّرُّ لَيْسَ وَادِعُهْ
والجنادع: دواب أمثال الجداجد، تكون قريبا من الضب، فإذا خرجت تلك، فهو عنده دنوه.
٤٤ - ويقال للرجل إذا كان خفيف التوالي: " إنه لخفيف الذلذل " و" خفيف الذلاذل ".
٤٥ - " هو أطيش من فراشة ". وقال رجل من بني غاضرة:
كأنَّ بني ذُويْبَةَ رَهْطَ قَدٍّ ... فَرَاشٌ حَوْلَ نارٍ يَصْطَلينَا
يُطِفْنَ بِحَرَّهَا ويَقَعْنَ فيها ... ولا يدْرِينَ ماذا يَّتقِينَا
٤٦ - و" أطيش من ذباب ". قال "
ولأَنْتَ أطيشُ حين تغدُو سادِرًا ... رَعِشَ الجَنَانِ من القَدُوحِ الأقْرَحِ
كل ذباب أقرح، ولا تراه إلا يقدح بيديه.
٤٧ - " أروى من النقاقة "، وهي الضفدع.
٤٨ - و" أروى من بكر هبنقة "، وكان بكره يصدر مع الصادر وقد روى، ويرد مع الوارد، ولم يأت الكلأ.
٤٩ - " أشد حمرة من مصعة "، والمصعة: ثمرة العوسج، وهي شديدة الحمرة مدورة حلوة. قال ابن عنمة:
إنْ كانَ كَرِّى وإقْدامِي لَفِي جُرَذٍ ... وسْطَ العَواسِجِ أجْنَى حَوْلَهُ المُصَعُ
٥٠ - ويقال للعسل الشديد البياض: " الضرب "؛ قال الشاعر:
وما ضَرَبٌ في رأسِ صَعْبٍ مُمَنَّع ... بتَيْهاءَةٍ يَسْتَنْزِلُ العُفْرَ نِيقُها
بأطيبَ منْ فيها لمنْ ذَاق طَعْمَهُ ... وقد جَفَّ بعد النوم للنوم ريقُها
ويقال للرجل السيء، المرآة، الكريم الخبر: " ضربة بيضاء في ظرف سوء ".
٥١ - " الدمية ": التمثال، و" الزون " الصنم، وكل يضرب به المثل في الحسن؛ قال الأعشى:
أُودُمْيَةٌ صُوِّر محرابُها ... في مُذْهَبٍ ذي مَرمْرِ مائرِ
و" الدمى " الجماعة، وهي: الصور. قال عدي بن زيد:
كَدُمَى العَاجِ في المحاريبِ أو كَالْ ... بَيْضِ في الرَّوْضِ زَهْرُهُ مُسْتَنِيرُ
1 / 5