ابن حيون :
الآن استرحت يا أبا القاسم، وانطرح عن صدري أتون من الحقد حملته عشرين عاما حتى حنى الظهر، وأكل الصدر، وأدنى من القبر.
أبو القاسم :
مسكين أنت يا ابن حيون! إن حقد عشرين عاما لو جمع وقذف به في جهنم، لكان لها منه وقود لا ينفد.
ابن حيون :
لقد شفيتني أبا القاسم من ضلالي القديم، فأرشدني كيف أعتذر إلى الرميكية عن سوء ظننت، وبغض أسررت وأعلنت. وكيف أكفر عما سلف مني في ذات المعتمد من جهر السوء وهمسه؟
أبو القاسم :
يغفر الله لك يا ابن حيون. إن الحقد ما خرج من قلب إلا دخلته الرحمة، وإني لأرجو أن ستحب صاحبيك وترحمهما وتحسن إليهما، كلما وجدت إلى الإحسان سبيلا. (يطوف قيم الخان على الجالسين حتى يقف به الطواف على المائدة التي جلس إليها حريز وابن لاطون).
قيم الخان :
لعل السيدين قد وجدا الراحة في هذا الخان الصغير ببنائه، الكبير بأقدار رواده ونزلائه؟
अज्ञात पृष्ठ