अमीरा धात हिम्मा
الأميرة ذات الهمة: أطول سيرة عربية في التاريخ
शैलियों
لا تأمنن إلى الدنيا وزينتها
فعند صفو الليالي يحدث الكدر
وكما هو متبع، ما إن خمدت نيران الحرب والجهاد حتى اندلعت من فورها نيران مؤامرات القصور والسراديب المظلمة، التي تلهبها الصراعات الداخلية والفتن، والمصالح القبلية، والعصبيات الضيقة.
ففي الجبهة العريضة، ومركزها القسطنطينية والثغور، اندلعت من جديد الصراعات ضد ذات الهمة والأمير عبد الوهاب وأبي محمد البطال، الذي كان قد أنعم عليه الخليفة المهدي تقديرا لإقدامه وبطولاته واتساع نفوذه بالإمارة.
وهي الفتن والمؤامرات التي أعاد تأجيج نيرانها الخابية عمها ظالم وابنه الحارث، إلى حد دفع بالأمير عبد الوهاب إلى محاربتهما وقتل جده ظالم في شعاب الجبال، كذلك ألهب نيران تلك الفتن كبار وزراء البلاط لدى الخليفة الجديد، الذي حارب منذ مطلع شبابه تحت رايات الأمير عبد الوهاب باسم هارون العلوي.
وكان أكثر أولئك الوزراء تآمرا في معاداة ذات الهمة والأميرين عبد الوهاب والبطال، قاضي القضاة عقبة بن مصعب، والفضل بن الربيع، الوزير المقرب من الرشيد.
إلا أن ذات الهمة وابنها رأيا في جعفر بن يحيى البرمكي والبيت البرمكي عامة كل تفهم واستجابة لفكرهما ودورهما في تأمين حدود خلافة المسلمين.
وكان قد تعاظم دور البيت البرمكي داخل بلاط هارون الرشيد إلى حد فجر كل الأحقاد الدفينة ضد الوزير الأول، جعفر بن يحيى البرمكي، عند الرشيد؛ بسبب هيمنته على أهم القرارات وأخطرها، المتصلة بقضايا الحرب والسلم، خاصة في مساندة جبهة ذات الهمة والأمير عبد الوهاب والأمير أبي محمد البطال، ضد مناوئيهم في أمور الجبهة، ووضع خططها من قصيرة عاجلة إلى طويلة الأمد مضنية.
وكذلك بسبب اتساع ثراء البرامكة وتعاظم نفوذهم، وما أصبحوا يرفلون فيه من جاه ونعيم أصبحا مصدرا ملهما للشعراء والمنشدين وكل لسان ينطق، حتى إن هارون الرشيد قال ذات مرة: والله لقد أفقرنا بنو هاشم وأسعدنا البرامكة.
حتى إن الرشيد بدأ يضمر لهم الحقد الدفين بينه وبين ولديه الأمين والمأمون وأخص خواصه، ومنهم القاضي المقرب من الطرفين «يحيى»، الذي اقترح ذات مرة على جعفر البرمكي أن يهب ما أعطاه الله للرشيد وبنيه، فأجابه جعفر البرمكي: «بالله عليك، هل سمعت من الرشيد أنه مد عينيه إلى أملاكي وهي وقف على الفقراء والمساكين وأرباب الديوان؟ طالما أن بني العباس أصبحوا يتطلعون إلى ما في أيدي غلمانهم؛ فما لنا حاجة إلى خدمتهم، ولم نعد نعاشر سوى العوام.»
अज्ञात पृष्ठ