अमीरा धात हिम्मा
الأميرة ذات الهمة: أطول سيرة عربية في التاريخ
शैलियों
تحسس القارورة المسمومة في جيب سرواله، واندفع خارجا من فوره عبر بوابة قصر ذات الهمة، من دون أن ينتبه حتى لرد تحية الحراس من أعلى الأسوار.
واصل مرزوق سيره لا يعرف له مأوى محدد يتجه إليه بعدما أطبق الليل البهيم على شوارع مالطة وأزقتها التي خلت من الحركة، سوى من مصابيح الشوارع والميادين وبعض الأسواق وأماكن تجمعات اللهو والأكل، وهو الذي لم يسبق له مرة التخلي عن أميرته ذات الهمة، التي هي في موقع أخته في الرضاعة.
كيف يتركها متخليا هاربا فارا على هذا النحو، تعاني سكرات المرض والهزال التي قد تنتهي بها إلى الموت.
تساءل وقد داخلته المخاوف، وحطت عليه الشكوك من كل جانب، عن هدف ابن عمها الصحصاح.
ولم يفق الخادم مرزوق من أفكاره وهواجسه إلا عندما انتهى به المسير ليلا إلى مضارب الأمير الحارث؛ للوقوف على نواياه، وعندما سأل عنه ولم يجده عاد أدراجه مرتبكا متعثرا لا يعرف له مسلكا.
مأزق ذات الهمة
كان الحارث على معرفة ودراية كبيرتين بتفاصيل ومنافذ القصر الذي اتخذته ذات الهمة مقرا لها ولمجلس حربها في ذات الوقت.
وكان قصرا حصينا حقا؛ نظرا إلى موقعه المطل على البحر، وكان مرفقا به كل وسائل الدفاع والتحصين، نظرا إلى أنه هو ذات القصر أو الحصن المنيع الذي عانت طويلا الجيوش الإسلامية في حصاره وإسقاطه الأمرين.
كما أنه ذات القصر الذي تحصنت به الأميرة باغة ابنة الملك «لاوون»، وأتخمته بفاخر الأثاث والمفروشات الثمينة التي لم يسمع بها من قبل.
جلبتها «باغة» من مختلف الأقطار والأقوام الأوروبية المتحالفة تحت شارة «الصليب»، والمصنوعة من فاخر الأخشاب، والطنافس، والقناديل المشعلة، والديباج، والعطور، والأحجار المرمرية، والتماثيل والصور والتحف النادرة.
अज्ञात पृष्ठ