अमीर क़स्र धहब

ताहिर तनाही d. 1386 AH
49

अमीर क़स्र धहब

أمير قصر الذهب

शैलियों

ثم تزعم أني نقضت العهود والمواثيق، فأيها كانت علي في أمرك؟ لقد عهد أبوك بالخلافة للأمين دونك وولاك أمر خراسان تحت ولايته، فطمعت فيه واغتصبت حقه ناقضا ما قطعته على نفسك أمام الله وأمام الرشيد والناس، ولم تحفظ عهده ولم ترع قرابته ولم تخش الله فيه فسلطت عليه صعاليك الجند يذبحونه كما تذبح الشاة في ظلام الليل وهو يصيح في جزع: ويحكم ويحكم، أنا ابن عم رسول الله، أنا ابن هارون الرشيد، الله الله في دمي. فلم يتقوا الله فيه أو تأخذهم رأفة به. ثم صلبوه على باب الأنبار ومثلوا بجثته تمثيلا، وفصلوا رأسه وأتوا بها إليك محمولة في ترس كما تحمل رءوس الكفار، فأينا كان أحفظ للعهود والمواثيق؟ وأينا كان بارا بقرابته رءوفا بذوي رحمه وآله؟

لقد والله أتيت أمرا نكرا، وأحدثت في بني العباس ما لم يسبقك إليه غيرك، فقتلت أخاك ومثلت به، وخلعت شعار آلك وأردت أن تسلبهم حقهم في الولاية على المسلمين، فأي حق علينا في الطاعة لك؟! ونحن أحق بها منك، والسلام.

ثم طوى الكتاب وبعث به إلى المأمون ...

الفصل الرابع

في مدينة مرو

ما زال المأمون بمرو عاصمة خراسان لم يبرحها، وكان الخراسانيون أشد أنصاره قوة، وأعظمهم عدة، وأكثرهم عددا، فلما بلغته ثورة إبراهيم بن المهدي ببغداد، وكل إلى وزيره الأكبر الفضل بن سهل في إطفائها، فبعث بجيش يقوده أخوه الحسن بن سهل لمحاربة إبراهيم والقضاء على ثورته والقبض عليه وتشتيت شمله، ولكن هذا الجيش لم يكتب له النجاح، وفر الحسن بمن معه إلى سمر، ثم إلى خراسان.

وأراد المأمون أن يعالج إبراهيم بالسياسة، فبعث إليه بكتابه يؤمنه ويفسح له عنده من عفوه ورعايته، فرد عليه إبراهيم بكتابه السابق.

قرأ المأمون الكتاب وهو يتميز غيظا ثم طواه وهو يقول: قاتل الله إبراهيم ... لست من الرشيد ولا الرشيد مني إن لم أثرها عليه حربا شعواء تأكله وتأكل أصحابه!

وجمع وزراءه وقواده وشاورهم في الأمر، فانتهوا إلى إرسال جيش آخر بقيادة «حميد بن عبد الحميد» أحد كبار القواد، على أن يكون هذا الجيش أكثر عددا وأشد جندا. فخرج الجيش يقوده حميد، وخرج معه المأمون بموكبه إلى الصحراء فودعه. •••

عاد المأمون وهو واثق من نجاح قائده وفوز جيشه هذه المرة، ودخل قاعة العرش ومعه أخوه أبو إسحق المعتصم وبعض الأمراء والوزراء وجلس على أريكة الملك. وإنه لكذلك إذا بحاجبه «فتح» يدخل ويقول: يا أمير المؤمنين، مولاكم ابن البواب

अज्ञात पृष्ठ