يا من رأى كلفا مستهترا أسفا
كانت منيته في عينه ويده
فطربوا طربا شديدا، وغنى إبراهيم أصواتا أخرى حتى منتصف الليل، ثم انفض المجلس، ونهض الحاضرون للخروج وساروا مودعين من أبي عبد الله، ما عدا إبراهيم فقد رجاه أن يبقى ملاوة
10
من الوقت، فمكث حتى انصرف القوم، فقال له أبو عبد الله: ذهب والله ما خلا من أيامي باطلا إذ كنت لا أعرفك، فمن أنت يرحمك الله؟
فأبى إبراهيم أن يعرفه نفسه، فألح عليه كثيرا حتى أخبره، فبهت الرجل وقال: «الله أكبر، سليل الهاشم، وحفيد العباس، وأمير الغناء عندي ...»
قال إبراهيم: لا تفضحني يا عم يرحمك الله ... فما كان ينبغي أن أغشى دارك في هذه الحال!
فقال أبو عبد الله: لا بأس عليك يا سيدي فإن الدار دارك.
قال إبراهيم: أحمد إليك الله أبا عبد الله ... وأتمنى لك حياة طيبة!
ونهض ليخرج، فقال أبو عبد الله: لا والله حتى تقبل مني «خالدة» جارية لك، فإنك أكرمتني بأنسك، وشرفتني بضيافتك.
अज्ञात पृष्ठ