अमीर उमर तुसुन
الأمير عمر طوسون: حياته – آثاره – أعماله
शैलियों
تحية التقدير الذي ينطق به وادي النيل من منبعه إلى مصبه ومن مصر إلى شقيقها السودان!
وهو رمز البر بذكراه العطرة، ودلالة الاعتراف بجميل صنيعه، الذي سوف يبقى مذكورا مشكورا، ما بقيت في الصدور مشاعر الإخلاص والوفاء، وفي النفوس أحاسيس المحبة وشعائر الولاء!
وإني إذ أنهض بأداء هذا الواجب نحو الفقيد العظيم إنما أؤدي له بعض ما طوق به عنقي من حب خالص متبادل، وود عال مشترك، ورعاية دائمة، مبتهلا إلى الذي بيده ملكوت كل شيء، أن يتغمده بواسع رحمته، ويعوض البلاد والشرق كله في فقده خيرا، ويلهم أنجاله الكرام أصحاب السمو الأمراء النبلاء، جميل الصبر وحسن العزاء.
قليني فهمي باشا
مقدمة
بقلم محمد حلمي عيسى باشا
أطلعني صديقي قليني فهمي باشا على بعض ما كتب في سيرة الأمير الجليل المغفور له عمر طوسون. ومن عرف قليني باشا كما عرفناه استقر في نفسه أنه «معجم» حي، ملم بحياة وتاريخ كل من عاصرهم وعاصروه، وعاشرهم وعاشروه، حباه الله ذاكرة قوية لا تخونه، وإن طال القدم، ووهبه نشاطا فتيا، لا تصيبه الشيخوخة، وإن تقدم به الزمن! شغوف بإظهار مواهب الرجال، ذوي الفضل والأثر في تاريخ الأمة المصرية، وتقدمها، وتطور نهضتها؛ والعمل على رقيها، واستظهار مجدها في التاريخ القديم والحديث، وله ميزة إبراز الحوادث المؤثرة في النفوس، الدالة على حضور الذهن وسرعة فض المشكلات، والتخلص من الوقوع في الأزمات والورطات - سياسية كانت أو اجتماعية - ينطق بذلك ما كتبه، وما ألفه، ويشهد به من سمع قليني باشا في أحاديثه الطريفة.
فمن سمعه راوية كمن قرأه كاتبا، لا تحوير ولا تبديل، ولا تنميق في اللفظ أو العبارة! فلا غرو إذا رأيناه شغف بالإسراع في إظهار كتاب حوى تاريخ أمير جليل، وهو الأمير عمر طوسون: عرف الناس قدره حيا وميتا، فأجلوه وعظموه، وكان لهم من حياته درس نافع ومثل يقتدى. فمع سمو حسبه، وشرف مرتبته، لم يخلد للسكون، بل اشتغل عالما ومؤرخا لا ينقب إلا عما فيه مجد مصر، وفخر مصر. واشترك في الجمعيات العلمية والزراعية عاملا فيها على ما يقوي ويثبت دعائمها، وأسس نهضاتها لتتبوأ مكانها اللائق بها.
معالي حلمي عيسى باشا.
كما كان أسوة حسنة في القيام بمباشرة أعماله بنفسه، والتنقل في مزارعه بتعهدها والإشراف عليها بشخصه!
अज्ञात पृष्ठ