अमीन रिहानी: पश्चिमी देशों में पूर्वी दर्शन के प्रसारक
أمين الريحاني: ناشر فلسفة الشرق في بلاد الغرب
शैलियों
قد كان للصين إسطرلابات «مراصد للفلك» قبل أن نعرف الكتابة والقراءة.
1
وقس على مدنيتي الهند والصين ما يماثلهما أو يفوقهما من المدنية البابلية والفينيقية والمصرية، وما ختم به كل مدنيات الشرق من المدنية العربية، فقد غشي سيلها الأرض الغربية فأحياها بعد موتها، فاهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج.
أجل، قد بعث العرب بمدنيتهم أمم الغرب من أجداثها، وسيئ مراقدها، وطول سباتها.
نعم، أخذت أمم الغرب عن العرب مدنيتها، واسترشدت بإرشادها، واهتدت بهديها؛ فسرعان ما برزت في ميادين الحضارة، وحازت قصب السبق من يد أساتذتها.
2
وهذا نتيجة جدها في العمل، وإقبالها على نافع العلم. فالشرقيون الآن على بكرة أبيهم أعق خلف لأكرم سلف؛ لما أضاعوا من تراث الآباء، وما زالوا ينحدرون من مكانتهم، وينزلون عن رفعتهم حتى غلبوا على أمرهم، وأصبحوا نهبا مقسما فيما بينها، فاستبدت بهم، ومنعتهم ثمرة جد آبائهم، وجهد أجدادهم، بما ألقت بينهم من تفريق الكلمة، وإيقاع الفتن والدسائس.
عندئذ أخذ اليأس يتسرب إلى أفئدتهم، والقنوط يحط رحاله بين ربوعهم، ويغشى مجامعهم ودور سمرهم.
لولا أن الله - جلت حكمته - قد تداركهم في حيرتهم، فأراهم بصيصا من نور الأجداد، ووميضا من برق الآمال، فأخذوا يبحثون عن ذاك التراث القديم، وينقبون عن أسباب الوصول إليه، فكان في طليعتهم أدباء الكتاب والشعراء على جاري عادتهم، فرأوا أن خير سبيل موصل إلى الغاية المنشودة إنما هو تعارف الأمم الشرقية بعضها ببعض، وإحكام الصلات بين شعوبها، وإذاعة فضلها بين رجال الغرب؛ فكان لعملهم هذا فائدة تذكر فتشكر، وآثار تعرف فلا تنكر.
وليس بدعا أن كان في مقدمة الأمم الشرقية في هذه الحلبة: الأمتان السورية والمصرية؛ فقد عرفتا حق الجوار وواجب الأخوة في اللسان، فأخذتا تتقاربان، وتضع كلتاهما يدها في يد الأخرى، حتى نطق شاعرهم بما في مكنون ضمائرهم فقال:
अज्ञात पृष्ठ