قال: فكف فتبصر أن يرى أحدا فلم يره، قال: ثم أهم بها أن يدليها، قال: فناداه مناد من الجبل: ومطعم بجود رب فارس ودود في الجارية الوئيد قال: فخرج بها حتى أتى بها زهرة بن كلاب، قال: فقال زهرة بن كلاب: دعها فلتكونن لها بنات فسماها السوداء، قال: فنشئت حتى بلغت ثم تزوجها عمرو بن سعد بن تميم بن مرة، قال: فولدت له جدعان بن عمر، ثم ولدت فانتشر رحمها في قريش، وعلمت الكهانة حتى ماتت، فقال: فحدثني أحمد بن عمر بن سعد الزهري، قال: حدثني عبد العظيم بن عمر، قال: حدثني عبدالعزيز، عن عمه أنه لما ماتت خرج عليها مما ولدت ثلاثمائة بكر سوى الثيب فلما علمت الكهانة، قالت اعرضوا علي ولدي، قال: فعرض عليها وهب بن عبد مناف أبو آمنة بنت وهب أم رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، قال: هذا السيد النجيب وسيلد، قال: ثم عرض عليها وهب بن الحارث بن مرة، فقالت: هذا شداد البطحاء ونكاية الأعداء، قال: ثم عرض عليها الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة، فقالت: أف وتف، وجورب وخف، فقيل: ما الجورب والخف؟ فقالت: حجر أملس صفاة جهنم من قام عليها أذابت مسامعه، قال: ثم عرض عليها عوف بن عبد عوف فقالت: هذا الأغر الأخول المعم المخول، قال ثم عرض عليها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، فقالت: يا خيراه، يا فضلاه، ليتني كنت منه أو كان مني، والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة؛ إن له ريحا كريح يتلا ما بين السماء والأرض والمشرق والمغرب أرقبوه بين يدي الساعة، قال: ثم عرض عليها عبد الرحمن بن عوف فقالت: هذا نجيب من رب السماء، يقص به قريش من الأهواء، ثم قضت.
पृष्ठ 43