قال: وكانت قريش في جدوبة شديدة، وضيق من الزمان، فسميت السنة التي حمل فيها برسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- سنة الفتح والابتهاج وذلك أنها اخضرت لهم الأرض، وحملت لهم الأشجار، وأتاهم الوفود من كل مكان، فخصبوا أهل مكة خصبا عظيما، وعبد المطلب يومئذ في الإحياء صاحب أحكام قريش ومآثر العرب، يخرج كل يوم متوشحا يطوف بالبيت، وكان ينظر إلى جمال شخص رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- متصلا بين عينيه كأنه قطعة نور، فكان يقول: معاشر قريش، إني إذا خرجت أطوف بالبيت أنظر إلى جمال شخص بين عيني كأنه النور لا أمل من رؤيته، قال: فتقول قريش لكنا نحن ما نرى مثل الذي ترى يا عبد المطلب.
पृष्ठ 32