103

فلما أصبحت شددت على راحلتي فانطلقت متوجها إلى مكة، فلما كنت في بعض الطريق أخبرت أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قد هاجر إلى المدينة، فأتيت المدينة، فسألت عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فقيل لي: في المسجد، فانتهيت إلى المسجد فعقلت ناقتي، فإذا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- والناس حوله، فقلت: اسمع مقالتي يارسول الله.

فقال أبو بكر: ادنه ادنه، فلم يزل بي حتى صرت بين يديه، فقال: ((هات فأخبرني بإنبائك ربك)) فقلت: ولم يك فيما قد تلوت بكاذب أتاك رسول من لؤي بن غالب بي الدعلب الوجناء بين السباسب وأنك مأمور على كل غالب إلى الله يا ابن الأكرمين الأطايب وإن كان فيما جاء شيب الذوائب بمغن فتيلا عن سواد بن قارب أتاني نجيي بين هدء ورقدة ثلاث ليال قوله كل ليلة فشمرت من ذيل الإزارة ووسطت فأشهد أن الله لا رب غيره وأنك أدنى المرسلين وسيلة فمرنا بما يأتيك ياخير من مشى وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة قال: ففرح رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأصحابه بإسلامه فرحا شديدا، حتى رؤي في وجوههم البشر.

قال: فوثب إليه عمر فالتزمه، قال: قد كنت أحب أن أسمع هذا منك.

पृष्ठ 109