अमाली
أمالي ابن الشجري
संपादक
الدكتور محمود محمد الطناحي
प्रकाशक
مكتبة الخانجي
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٤١٣ هـ - ١٩٩١ م
प्रकाशक स्थान
القاهرة
शैलियों
والسّبق هاهنا: السّبق إلى الطاعات لله، والخيرات: الأعمال الصالحة، والتقدير: فمنهم فريق ظالم لنفسه، ومنهم فريق مقتصد، ومنهم فريق سابق بالخيرات (١).
وفى الظالم لنفسه ثلاثة أقوال، قيل: الموحّد الحامل كتاب الله، الذى يشوب مع صحّة العقد فى التوحيد أعمالا سيّئة بأعمال صالحة، كما قال تعالى: ﴿خَلَطُوا عَمَلًا صالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا﴾ (٢) وقيل: هو المنافق، وقيل: هو الكافر، ودليل القول الأول فيما حكاه الزّجّاج، الخبر المروىّ عن عمر رضوان الله عليه، قال: قال رسول الله ﵌: «سابقنا سابق ومقتصدنا ناج وظالمنا مغفور له» (٣) فعلى هذا يقدّر مفعول الاصطفاء من قوله: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اِصْطَفَيْنا﴾ مضافا حذف، كما حذف المضاف فى: ﴿وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ﴾ (٤) أى اصطفينا دينهم، فبقى: اصطفيناهم، فحذف العائد إلى الموصول كما حذف فى قوله تعالى: ﴿وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ﴾ (٥) أى تزدريهم، وقد ذكرنا فيما تقدم (٦) علّة حسن حذف العائد إذا كان منصوبا، فالاصطفاء إذا موجّه إلى دينهم، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ اِصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ﴾ (٧).
وقوله ﵇: «سابقنا سابق» أى سابقنا إلى الطاعات سابق إلى الجنات،
(١) بحاشية الأصل: «قرئ «سبّاق» ومعنى بِإِذْنِ اللهِ أى بتيسيره وتوفيقه، وقدّم الظالم لأنه الكثير، والمقتصدون قليل، والسابقون أقلّ من القليل. من خط تلميذ ابن هشام». قلت: سبّاق، بتشديد الباء، وهى قراءة أبى المتوكل والجحدرى وابن السميفع، كما ذكر ابن الجوزى فى زاد المسير ٦/ ٤٩٠، وانظر البحر ٧/ ٣١٤. وهذه الحاشية المنقولة من خط تلميذ ابن هشام هى من كلام الزمخشرى فى الكشاف ٣/ ٣٠٩.
(٢) سورة التوبة ١٠٢.
(٣) روى عن عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، موقوفا وروى عن أنس عن النبى ﷺ. الدر المنثور ٧/ ٢٥ [طبعة دار الفكر-بيروت ١٤٠٣ هـ-١٩٨٣ م]، وانظر حواشى زاد المسير ٦/ ٤٨٩، وللزمخشرى عليه كلام، انظره فى الموضع السابق من الكشاف. وانظر معانى القرآن للزجاج ٤/ ٢٦٨
(٤) سورة يوسف ٨٢.
(٥) سورة هود ٣١.
(٦) فى المجلس الأول.
(٧) سورة البقرة ١٣٢.
1 / 101