جزء فيه تسعة مجالس من أمالي السيد الأجل الكامل نقيب النقباء ذي الشرفين شهاب الحضرتين أبي الْفَوَارِسِ طَرَّادُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيُّ.
تخريج الشيخ الجليل أبي علي أحمد بن محمد البرداني.
بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس يوم الجمعة بعد الصلاة التاسع والعشرين من جمادى الأول سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة أنبا الشريف الأجل الْكَامِلُ نَقِيبُ النُّقَبَاءِ أَبُو الْفَوَارِسِ طَرَّادُ بْنُ محمد بن علي الزينبي، قال:
١ - أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي، الشيخ الصالح، رحمة الله عليه، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن البختري الرزاز، إملاء، قال: حدثنا يحيى بن جعفر، قال: حدثنا هاشم بن القاسم أبو النضر، قال: حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أنس بن مالك، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " آتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَابَ الْجَنَّةِ فَأَسْتَفْتِحُ، فيقول لي الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ، فَيَقُولُ: بِكَ أُمرت أن لا أفتح لأحد قبلك ". انفرد الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج ﵁ بإخراجه، فرواه زهير بن حرب، وعمرو بن محمد الناقد، كليهما عن أبي النضر هاشم بن القاسم الكتاني، عن سليمان بن المغيرة أبي سعيد القيسي، عن ثابت بن أسلم أبي محمد البناني، عن أنس بن مالك بن حمزة الأنصاري بهذا. فكأن شيخنا أبا نصر ابن النرسي سمعه من مسلم وحدثنا به عنه
٢ - أخبرنا أبو الفتح هليل بن محمد بن جعفر بن سعدان الكسكري، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش القطان، قال: حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي، قال: حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " مَا مَسِسْتُ بِيَدِي دِيبَاجًا وَلا حَرِيرًا ولا شيئا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، ولا شممت رائحة قط أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَلَقَدْ خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَشْرَ سِنِينَ، فَوَاللَّهِ مَا قَالَ لِي أُفٍّ قَطُّ، وَلا قَالَ لِشَيْءٍ فعلته: لِمَ فَعَلْتَ كَذَا، وَلا لِشَيْءٍ لَمْ أَفْعَلْهُ: ألا فعلت كذا ". انفرد الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري بإخراجه، فرواه عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زيد، عن ثابت، عن أنس. فكأن شيخنا أبا الفتح سمعه من البخاري وحدثنا به عنه، وأبو الأشعث العجلي من شرط البخاري يروي عنه في كتابه
٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد بن أحمد بن رزقويه البزاز، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، قال: حدثنا علي بن حرب، قال: حدثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قال النبي ﷺ: «إني أنا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ، وَأَنَا الْمَاحِي، الَّذِي يمحى بِيَ الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ، الَّذِي أَحْشُرُ النَّاسَ، وأنا العاقب، الذي ليس بعده نبي» . ﷺ. أخرجه البخاري عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، عن معن بن عيسى، عن مالك بن أنس الفقيه، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مطعم، عن أبيه، وكأن شيخنا أبا الحسن ابن رزقويه سمعه مع البخاري من إبراهيم بن المنذر، وكأنني أنا سمعته من البخاري، وكانت وفاة البخاري في سنة ست وخمسين ومائتين
٤ - أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل بن يعقوب، قال: أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصفار، قال: حدثنا الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن صهيب، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا: يا أهل الجنة، إن لكم عند الله ﷿ موعدا لم تروه، قال: فيقولون: فما هو؟ ألم يبيض وجوهنا، ويزحزحنا عن النار، ويدخلنا الجنة؟ قال: فيكشف الحجاب ﵎، فينظرون إليه، قال: فوالله ما أعطاهم الله ﷿ شيئا هو أحب إليهم منه، ثم قرأ: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس ال: ٢٦] . انفرد مسلم بإخراجه، فرواه عن أبي بكر ابن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة بن دينار أبي سلمة، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، واسم أبي ليلى يسار، عن صهيب بن يحيى بهذا الإسناد. فكأن شيخنا أبا الحسين بن الفضل سمعه من مسلم وحدثنا به عنه
٥ - أخبرنا أحمد بن محمد بن حسنون، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن البختري، إملاء، قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، ﵁، يسأل أبا النضر هاشم بن القاسم عن هذا الحديث، فسمعت هاشم بن القاسم، يقول: حدثنا عبد العزيز بن النعمان القرشي، قال: أخبرنا زيد بن حيان، عن عطاء، عن أبي هريرة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " لا يجتمع حب هؤلاء الأربعة إلا في قلب مؤمن: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، ﵃ "
٦ - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، قال: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ رَجُلا مِنَ الأعراب أتى النبي ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَتَى السَّاعَةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟» فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كبيرٍ أَحْمَدُ عَلَيْهِ نَفْسِي، إِلا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «فإنك مع من أحببت» . أخرجه بلفظه مسلم، عن محمد بن رافع، وعبد بن حميد، عن عبد الرزاق، عن معمر هو ابن راشد، عن الزهري، عن أنس بن مالك. وكأن شيخنا أبا الحسين سمعه من مسلم وحدثنا به عنه
٧ - أخبرنا القاضي الشريف الأوحد أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إبراهيم الهاشمي العيسوي، قال: نا محمد بن عمرو بن البختري، قال: حدثنا عبد الكريم بن الهيثم أبو يحيى القطان، قال: نا الربيع بن نافع أبو توبة، قال: حدثنا الهيثم بن حميد، عن أبي معيد حفص بن غيلان، عن طاوس، عن أبي موسى: أن رسول الله ﷺ قال: «إن الله ﷿ يبعث الأيام على هيئتها، ويبعث الجمعة زهراء منيرة، أهلها محفون بها كالعروس تُهدى إلى كريمها، تضيء لهم، يمشون في ضوئها، ألوانهم كالثلج بياضا، وريحهم تسطع كالمسك، يخوضون في جبال الكافور، ينظر إليهم الثقلان ما يطرفون تعجبا، يدخلون الجنة لا يخالطهم أحد إلا المؤذنون المحتسبون» . حدث به أبو زكريا يحيى بن معين، عن عبد الله بن يوسف التنيسي به، عن الهيثم بن حميد، عن أبي معيد حفص، عن طاوس، عن أبي موسى بهذا
٨ - أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان الشيخ الصالح رحمة الله عليه، قال: حدثنا عثمان بن أحمد بن يزيد، قال: نا أبو القاسم إسحاق بن إبراهيم الختلي، قال: حدثنا الحسين بن علي بن يزيد الصدائي، عن أبيه، عن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب، ﵁، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " إن شهر رجب شهر عظيم، من صام منه يوما كتب له صوم ألف سنة، ومن صام منه يومين كتب له صوم ألفي سنة، ومن صام منه ثلاثة أيام كتب له صوم ثلاثة آلاف سنة، ومن صام من رجب سبعة أيام غُلِّقت عنه أبواب جهنم، ومن صام منه ثمانية أيام فتحت له أبواب الجنة الثمانية، فيدخل من أيها شاء، ومن صام منه خمسة عشر يوما بُدِّلت سيئاته حسنات، ونادى منادي من السماء: قد غُفر لك، فاستأنف العمل، ومن زاد زاده الله ﷿
٩ - أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا الحسن بن عرفة العبدي، قال: ثنا خلف بن خليفة، عن حميد الأعرج، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن مسعود، قال: لما نزلت: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ﴾ . قال أبو الدحداح الأنصاري: يا رسول الله، وإن الله ﷿ ليريد منا القرض؟ قال: «نعم، يا أبا الدحداح» . قال: أرني يدك يا رسول الله، قال: فناوله يده، قال: فإني قد أقرضت ربي ﷿ حائطي، قال: وحائط له فيه ست مائة نخلة، قال: وأم الدحداح فيه وعيالها، قال: فجاء أبو الدحداح فناداها: يا أم الدحداح، فقالت: لبيك، فقال: اخرجي، فقد أقرضته ربي ﷿ أخبرنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، قال: نا أبو جعفر محمد بن عمر، وقال: حدثنا محمد بن أحمد بن البراء العبدي، قال: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ فَرْقَدٍ مَوْلَى الْمَهْدِيِّ، ﵁، قَالَ: هَاجَتْ رِيحٌ زَمَنَ الْمَهْدِيِّ، فَدَخَلَ الْمَهْدِيُّ بَيْتًا فِي جَوْفِ بَيْتٍ، فألزق خده بالتراب، ثم قال: اللهم إنه بَرِيءٌ مِنْ هَذِهِ الْجِنَايَةِ، كُلُّ هَذَا الخَلْقِ غَيْرِي، فَإِنْ كُنْتُ الْمَطْلُوبَ مِنْ بَيْنِ خَلْقِكَ فَهَا أَنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ، اللَّهُمَّ لا تُشَمِّتْ بِي أَهْلَ الأَدْيَانِ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حتى انْجَلَتِ الريح أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن وصيف، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال: أنشدنا بشر بن موسى: إذا عقد القضاء عليك أمرا ... فليس يحله غير القضاء فما لك قد أقمت بدار ذل ... ودار العز واسعة الفضاء تبلغ بالقليل فكل شيء من ... الدنيا يؤول إلى انقضاء آخر المجلس الأول.
أول المجلس الثاني:
١٠ - أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي الشيخ الصالح، قراءة عليه وأنا أسمع في شهر رمضان من سنة إحدى عشرة وأربع مائة، وفيها مات ﵁، قال: نا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ البختري، إملاء، قال: ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، قال: نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " إن أثقل الصلاة على المنافقين: صلاة العشاء، وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لآتوهما ولو حبوا، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فيقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم الحطب، ثم أخالف إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار ". أخرجه الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج ﵁ في كتابه الصحيح، عن أبي بكر ابن أبي شيبة، وأبي كريب، عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة بهذا. فكأن شيخنا أبا نصر ابن النرسي سمعه من مسلم، وثنا به عنه
١١ - أخبرنا أبو الفتح هليل بن محمد بن جعفر الكسكري، قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش، قال: حدثنا علي بن مسلم، قال: ثنا أبو داود، ووهب بن جرير، قالا: ثنا شعبة، عن قتادة، قال: سمعت صالح أبا الخليل، يحدث عن عبد الله بن الحارث، عن حكيم بن حزام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " البيعان بالخيار حتى يتفرقا، أو قال: ما لم يتفرقا، فإن صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورك لهما في بيعهما، وإن كَتَمَا وكذبا مُحِقَ بركة بيعهما ". أخرجه الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري عن سليمان بن حرب، عن شعبة. وأخرجه مسلم عن أبي موسى، عن يحيى بن سعيد القطان، عن شعبة، عن قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن حكيم بن حزام بهذا، فكأن شيخنا أبا الفتح سمعه من مسلم، وحدثنا به عنه
١٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد بن أحمد بن رزقويه، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، قال: حدثنا علي بن حرب، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة، يبلغ به النبي ﷺ، قال: «إذا كان يوم الجمعة قام على كل باب من أبواب المسجد ملائكة، يكتبون الناس الأول فالأول، المهجر إلى الجمعة كالمهدي بدنة، ثم الذي يليه كالمهدي بقرة، ثم الذي يليه كالمهدي كبشا، ثم ذكر الدجاجة والبيضة، فإذا جلس الإمام طووا الصحف، واستمعوا الخطبة» . أخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى، وعمرو بن محمد الناقد، كليهما عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد، هو ابن المسيب، عن أبي هريرة بهذا. فكأن شيخنا أبا الحسن سمعه من مسلم، وثنا به عنه
١٣ - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، فيما أذن لنا، أن أبا بكر أحمد بن سلمان الفقيه، حدثهم قال: حدثنا محمد بن مسلمة الواسطي، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا الحجاج، عن يحيى ابن أبي كثير، عن عروة، عن عائشة، ﵂، قالت: فقدت النبي ﷺ ذات ليلة، فخرجت أطلبه، فإذا هو بالبقيع، رافع رأسه إلى السماء، فقال: " يا عائشة، أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟ فقالت: فقلت: وما بي ذاك، ولكن ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال: إن الله ﷿ ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب ". انفرد به الحجاج، هو ابن أرطاة، عن يحيى ابن أبي كثير، عن عروة بن الزبير، عن خالته عائشة، ﵂، وقد رواه عن الحجاج بن أرطاة، عن جماعة من الأئمة الثقات
١٤ - أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ بن يعقوب، قال: قرئ على إسماعيل بن محمد الصفار، وأنا أسمع، قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن قيس ابن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله البجلي، قال: كنا جلوسًا عند رسول الله ﷺ، فطلع القمر ليلة البدر، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أما إنكم ترون ربكم ﷿ كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته، فإن قدرتم ألا تغلبوا عن ركعتين قبل طلوع الفجر» . أخرجه البخاري ومسلم من حديث إسماعيل ابن أبي خالد، عن قيس ابن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله بهذا
١٥ - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عبد الله بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الله الهاشمي العيسوي، قال: ثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق، قال: ثنا أبو عوف عبد الرحمن بن مرزوق، قال: حدثنا كثير بن هشام، قال: حدثنا جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، قال: «إن الله ﷿ لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» . انفرد مسلم بإخراجه، فرواه عن عمرو بن محمد الناقد، عن كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة. فكأن شيخنا أبا الحسن سمعه من مسلم، وحدثنا به عنه
١٦ - أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن البختري، قال: حدثنا حنبل بن إسحاق بن حنبل، قال: حدثنا الحسن بن الربيع، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس، قال: صعد رسول الله ﷺ على أُحُدٍ، ومعه أبو بكر، وعمر، وعثمان، ﵃، فاهتز الجبل، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «اسْكُنْ، فإن عليك نبيا وصديقا وشهيدين» . أخرجه البخاري عن مسدد، عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد
١٧ - أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، قال: ثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثني سعيد بن محمد الوراق، عن علي بن الحزور، قال: سمعت أبا مريم الثقفي، يقول: سمعت عمار بن ياسر، يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول لعلي: «يا علي، طوبى لمن أحبك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب فيك»
١٨ - أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، قراءة عليه، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، قال: ثنا أحمد بن منصور، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن سهيل ابن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال النبي ﷺ: " إذا أحب الله ﷿ عبدا، قال لجبريل ﵇: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيقول جبريل ﵇ لأهل السماء: إن ربكم ﷿ يحب فلانا فأحبوه، قال: فيحبه أهل السماء، ويوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض فمثل ذلك " أخبرنا محمد بن أحمد بن وصيف، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، قال: أنشدنا بشر بن موسى، قال: أنشدني بعض أصحابنا، قال: أنشدني عبد الله بن المبارك على سور طرسوس: ومن البلاء وللبلاء علامة ألا ... يُرى لك عن هواك نزوع العبد عبد النفس في شهواته ... والحر يشبع مرة ويجوع آخر المجلس الثاني.
أول المجلس الثالث:
١٩ - أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي الشيخ الصالح، قراءة عليه وأنا أسمع في سنة إحدى عشرة وأربع مائة، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن البختري أبو جعفر، إملاء، قال: ثنا العباس بن محمد الدوري، قال: ثنا محمد بن عبيد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إنما مثل الصلاة الخمس كمثل نهر جار على باب أحدكم، يغتسل منه كل يوم خمس مرات، فماذا يبقى من درنه؟» . محفوظ من حديث سليمان بن مهران الأعمش، وغريب من رواية محمد بن عبيد الطنافسي عنه، ووقع إلينا عاليا
٢٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد بن رزقويه، قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، قال: نا علي بن حرب، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» . أخرجه البخاري في كتابه الصحيح، عن علي ابن المديني، عن سفيان بن عيينة بهذا الإسناد. فكأن شيخنا أبا الحسن سمعه من البخاري، وثنا به عنه
٢١ - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله المعدل، قال: حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال: ثنا أحمد بن منصور، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أنا معمر، عن عاصم ابن أبي النجود، عن أبي وائل، عن معاذ بن جبل، قال: كنت مع رسول الله ﷺ في سفر، فأصبحت قريبا منه وهو يسير، فقلت: يا رسول الله، صلى الله عليك، أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار، قال: " قد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة، وصلاة الرجل من جوف الليل، ثم قرأ: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ، حتى بلغ: بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة ال: ١٦ - ١٧]، ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر، وعموده، وذروة سنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا نبي الله، قال: فأخذ بلسانه، وقال: اكفف عليك هذا، قلت: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس على وجوههم، أو قال: على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم "
٢٢ - أخبرنا أبو الفتح هليل بن محمد بن جعفر بن سعدان الكسكري، قال: أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد، قال: ثنا وهب بن جرير، قال: ثنا أبي، قال: سمعت النعمان، يحدث، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أن النبي ﷺ قال: " بينما راعي غنم في غُنيمه، إذ عدا الذئب، فأخذ منه شاة، فأتبعها فاستنقذها منه، فقال الذئب: من لها يوم لا يكون لها راعيًا غيري، قال: فقالوا: سبحان الله، قال: فإني أومن به أنا وأبو بكر وعمر "
٢٣ - قال أبو هريرة: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " بينما رجل يسوق بقرة حمل عليها شيئا، التفتت إليه فقالت: إني لم أخلق لهذا، إنما خلقت للحرث "، قال الناس: سبحان الله، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: أومن بذلك أنا وأبو بكر وعمر، ﵄ ". النعمان الراوي لهذا الحديث هو النعمان بن راشد الأموي الحراني
٢٤ - حدثنا أبو الفرج أحمد بن محمد بن عثمان بن الحسين المعدل، إملاء، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد القزويني، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن بكر بن توبة الكيلاني، قال: حدثنا الحارث بن عبد الله، مولى بني سليمان، بالمدينة، قال: ثنا إسحاق الفروي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، قال: خرج علينا رسول الله ﷺ، وأبو بكر عن يمينه، وعمر عن شماله، فقال: «هكذا نبعث يوم القيامة» . ﵄
٢٥ - أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ بن يعقوب، قال: قرئ على أبي علي إسماعيل بن محمد الصفار، وأنا أسمع، قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا روح بن عبادة البصري، عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو خالد، عن عبد الله ابن أبي سعيد المدني، قال: حدثتني حفصة بنت عمر، قالت: كان رسول الله ﷺ ذات يوم جالسا، قد وضع ثوبه بين فخذيه، فجاء أبو بكر فاستأذن، فأذن له، والنبي ﷺ على هيئته، ثم عمر ﵁ بمثل هذه القصة، ثم علي ﵁، ثم ناس من أصحابه، والنبي ﷺ على هيئته، ثم جاء عثمان ﵁، فاستأذن، فأخذ رسول الله ﷺ ثوبه فتجلله، قالت: ثم تحدثوا، ثم خرجوا، قالت: فقلت: يا رسول الله، جاء أبو بكر وعمر وعلي وناس من أصحابك وأنت على هيئتك، فلما جاء عثمان تجللت بثوبك، قالت: فقال: «ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة»
٢٦ - أخبرنا أحمد بن محمد بن حسنون، قال: نا محمد بن عمرو، إملاء، قال: نا محمد بن عبد الملك ابن أبي سليمان +، عن عطاء، عن أم سلمة. وعن أبي ليلى الكندي، عن أم سلمة. وعن داود ابن أبي عوف، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة، قالت: بينما رسول الله ﷺ على منامة له عليها كساء خيبري، إذ جاءت فاطمة ﵂ ببرمة فيها خزيرة، فقال لها رسول الله ﷺ: «ادعي زوجك وابنيك» . قالت: فاجتمعوا على تلك البرمة، فأكلوا منها، فنزلت هذه الآية: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب ال: ٣٣]، قالت: فأخذ رسول الله ﷺ فضل الكساء فغشاهم إياه، ثم أخرج يديه فلواهما نحو السماء، ثم قال: «اللهم إن هؤلاء أهل بيتي وحامتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» . قالت: قالها مرتين، قالت: فأدخلت رأسي في الكساء، فقلت: يا رسول الله، وأنا معكم، فقال: «إنك إلى خير، إنك إلى خير» . وهم خمسة تحت الكساء: رسول الله ﷺ، وفاطمة، وعلي، والحسن، والحسين، ﵃
٢٧ - أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل، قال: قرئ على إسماعيل بن محمد وأنا أسمع، قال: ثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثني عبد السلام بن حرب، عن زياد بن خيثمة، عن نعمان بن قراد، عن عبد الله بن عمر، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «خيرت بين الشفاعة وبين أن يدخل شطر أمتي الجنة، فاخترت الشفاعة، لأنها أعم وأكفأ، أترونها للمؤمنين المتقين؟ لا، ولكنها للمذنبين المتلوثين الخطائين»
٢٨ - أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر الغزال، قال: حدثنا عثمان بن أحمد بن يزيد، قال: ثنا الحسن بن سلام السواق، قال: حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، قال: ثنا شريك، عن بيان، عن قيس ابن أبي حازم، عن المستورد الفهري، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يذهب الصالحون أسلافا، الأول فالأول، يبقى حثالة كحثالة التمر أو الشعير، لا يبالي الله بها» أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله السكري، قال: أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، قال: ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، قال: حدثني رجل من قريش، ذكر أنه من ولد طلحة بن عبيد الله، قال: كان توبة بن الصمة بالرقة، وكان محاسبا لنفسه، فحسب، فإذا هو ابن ستين سنة، فحسب أيامها، فإذا هي أحد وعشرون ألف يوم وخمس مائة يوم، فصرخ وقال: يا ويلتي، ألقى المليك بأحد وعشرين ألف ذنب، كيف؟ وفي كل يوم عشرة ألآف ذنب، ثم خر مغشيا عليه، فإذا هو ميت، فسمعوا قائلا يقول: يا لك ركضة إلى الفردوس الأعلى أنشدنا أبو عبد الله الصوفي، ولم يسم قائلا: الناس بحر عميق ... والبعد منهم سفينة وقد نصحتك فاختر ... لنفسك السكينة آخر المجلس الثالث.
أول الرابع:
٢٩ - أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي الشيخ الصالح، قراءة عليه وأنا أسمع في سنة إحدى عشرة وأربع مائة، قال: ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ، إملاء، سنة سبع وثلاثين وثلاث مائة، قال: حدثنا العباس بن محمد، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " احتجت الجنة، فقالت الجنة: فيَّ ضعفة الناس ومساكينهم، وقالت النار: فيَّ الجبارون والمتكبرون، فقضى بينهما: أنت رحمتي، أرحم بك من أشاء، وأنت عذابي، أعذب بك من أشاء، وكلتاكما علي ملؤها ". انفرد الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج بإخراجه، فرواه عن عثمان ابن أبي شيبة، عن جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، وهو سليمان بن مهران، كما أخرجناه. فكأن شيخنا أبا نصر سمعه من مسلم وحدثنا به، وكانت وفاة مسلم في سنة إحدى وستين ومائتين
٣٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد بن رزقويه، قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، قال: نا علي بن حرب، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس: أن النبي ﷺ مر بشاة ميتة لمولاة ميمونة، فقال: «ألا أخذوا إهابها فانتفعوا به»، قالوا: يا رسول الله، إنها ميتة، قال: «إنما حرم أكلها» . أخرجه الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي في كتابه الصحيح، عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، هو ابن عتبة بن مسعود الهذلي بهذا. فكأنني أنا البخاري، سمعناه جميعا من أبي خيثمة زهير، عن يعقوب بن إبراهيم، وكانت وفاة زهير بن حرب ببغداد في شعبان من سنة أربع وثلاثين ومائتين، فأنا والبخاري فيه سواء
٣١ - أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، قال: ثنا الحسن بن عرفة، قال: ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، عن سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أنس بن مالك، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " آتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَابَ الْجَنَّةِ، فَأَسْتَفْتِحُ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ، فَيَقُولُ: بك أُمرت أن لا أفتح لأحد قبلك ". أخرجه مسلم عن عمرو بن محمد الناقد، وزهير بن حرب، كليهما عن أبي النضر هاشم بن القاسم بهذا. فكأن شيخنا أبا الحسين سمعه من مسلم، وثنا به عنه
٣٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جعفر الكسكري، قال: أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش، قال: ثنا أبو الأشعث، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: ثنا سليمان التيمي، قال: ثنا سيار، عن أبي أمامة: أن نبي الله ﷺ قال: " إن الله ﷿ قد فضلني على الأنبياء، أو قال: أمتي على الأمم، بأربع: أرسلني إلى الناس كافة، وجعل الأرض كلها لي ولأمتي مسجدا وطهورا، فأينما أدركت الرجل من أمتي الصلاة فعنده مسجده وعنده طهوره، ونصرني بالرعب، يسير بين يدي مسيرة شهر، يُقذف في قلوب أعدائي، وأحلت لي الغنائم "
٣٣ - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا أحمد بن منصور بن سيار، قال: ثنا عبد الرزاق بن همام، قال: أخبرنا الثوري، قال: أخبرني منصور، عن مجاهد، عن حرملة بن إياس الشيباني، عن أبي قتادة، قال: سئل رسول الله ﷺ عن صيام يوم عاشوراء، فقال: «يكفر السنة» . وسُئل عن صيام يوم عرفة، فقال: " يكفر سنتين: سنة ماضية، وسنة مستقبلة "
٣٤ - أخبرنا محمد بن أحمد بن رزقويه، قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عمر، قال: حدثنا علي بن حرب، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن أيوب، عن عطاء، عن ابن عباس، سمعته يقول: «أشهد أني شهدت العيد مع رسول الله ﷺ، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة، ثم خطب، فرأى أنه لم يُسمع النساء، فأتاهن فوعظهن وذكرهن، وأمرهن بالصدقة، ومعه بلال قائل بثوبه هكذا - وبسط ابن عيينة رداءه - فجعلت المرأة تلقي الخُرص والخاتم والثوب والشيء»
٣٥ - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله المعدل، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا أحمد بن منصور، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، يعني: قال الله ﷿: «إذا هم عبدي بالحسنة فاكتبوها له حسنة، فإن عملها فاكتبوها بعشر أمثالها، فإذا هم بالسيئة فعملها فاكتبوها سيئة واحدة، فإن تركها فاكتبوها له حسنة» . أخرجه مسلم عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق بهذا الإسناد. فكأن شيخنا أبا الحسين سمعه من مسلم، وثنا به عنه
٣٦ - أخبرنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، قال: نا أحمد بن منصور، قال: نا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن جرير بن عبد الله، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ما من قوم يكون بين أظهرهم رجل يعمل بالمعاصي، هم أعز منه وأمنع، لا يغيرون عليه، إلا أصابهم الله ﷿ بعقاب»
٣٧ - أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت»
٣٨ - أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر الغزال الشيخ الصالح، قال: ثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق، قال: ثنا عبيد بن عبد الواحد البزار، قال: ثنا آدم بن أبي إياس، قال: ثنا المسعودي، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: اضطجع النبي ﷺ على حصير، فأثر في جنبه، فلما استيقظ قال: «ما لي وللدنيا، وما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها» أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عبد الله بن إبراهيم الهاشمي العيسوي، قال: ثنا أبو علي عيسى بن محمد بن أحمد بن عمر بن عبد الملك بن عبد العزيز، المعروف بالطوماري، قال: ثنا الحسين بن فهم، قال: سمعت يحيى بن أكثم، يقول: كان للمأمون وهو أمير إذ ذاك مجلس نظر، فدخل في جملة الناس رجل يهودي، حسن الثوب، حسن الوجه، طيب الرائحة، قال: فتكلم فأحسن الكلام والعبارة، قال: فلما أن تقوض المجلس دعاه المأمون، فقال له: إسرائيلي؟ قال: نعم، قال له: أسلم حتى أفعل بك وأصنع، ووعده، فقال: ديني ودين آبائي، وانصرف، قال: فلما كان بعد سنة جاءنا مسلما، قال: فتكلم على الفقه فأحسن الكلام، فلما أن تقوض المجلس دعاه المأمون، وقال: ألست صاحبنا بالأمس؟ قال له: بلى، قال: فما سبب إسلامك؟ قال: انصرفت من حضرتك، فأحببت أن أمتحن هذه الأديان، وأنا مع ما تراني حسن الخط، فعمدت إلى التوراة، فكتبت ثلاث نسخ، فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها الكنيسة، فاشتريت مني، وعمدت إلى الإنجيل، فكتبت ثلاث نسخ، فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها البيعة فاشتريت مني، وعمدت إلى القرآن، فعملت ثلاث نسخ، وزدت فيها ونقصت، وأدخلتها إلى الوراقين، فتصفحوها، فلما أن وجدوا فيها الزيادة والنقصان رموا بها، فلم يشتروها، فعلمت أن هذا كتاب محفوظ، فكان سبب إسلامي. قال يحيى بن أكثم: فحججت في تلك السنة، فلقيت سفيان بن عيينة، فذكرت له الحديث، فقال لي: مصداق هذا في كتاب الله ﷿، قال: قلت: في أي موضع؟ قال: في قول الله ﷿ في التوراة والإنجيل: ﴿بما استحفظوا من كتاب الله﴾، فجعل حفظه إليهم فضاع، وقال ﷿: ﴿إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾، فحفظه الله علينا فلم يضع آخر المجلس الرابع.
أول المجلس الخامس:
٣٩ - أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي الشيخ الصالح، قراءة عليه وأنا أسمع، في شهر رمضان من سنة إحدى عشرة وأربع مائة، وفيها مات ﵁، قال: حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ، إملاء، قال: حدثنا سعدان بن نصر، قال: نا عمر بن شبيب المسلي، عن عمرو بن قيس الملائي، عن عبد الملك بن عمير، أو قال: سمعت عبد الملك بن عمير، عن النعمان بن بشير الأنصاري، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الحلال بين، والحرام بين، وبينهما مشتبهات، فمن تركهن استبرأ لعرضه ودينه، ومن ركبهن يوشك أن يركب الحرام، كالمرتع إلى جنب الحمى فيوشك أن يوقع، ولكل ملكٍ حمى، وإن حمى الله محارمه»
٤٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد بن رزقويه، قال: ثنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، قال: ثنا علي بن حرب، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا يُكْلم أحد في سبيل الله، والله أعلم بمن يُكلم في سبيله، إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما، اللون لون دم، والريح ريح المسك» . انفرد الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج بإخراجه، فرواه عن عمرو بن محمد الناقد، وزهير بن حرب، عن سفيان بن عيينة بهذا. فكأن شيخنا أبا الحسن سمعه من مسلم، وثنا به عنه
٤١ - حدثنا أبو الفرج أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن المعدل، إملاء، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد القزويني، قدم علينا سنة ثمان وأربعين وثلاث مائة، قال: حدثنا محمد بن أيوب الرازي، قال: ثنا عبد الرحمن بن المبارك، قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، قال: «أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل»
٤٢ - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري، قال: حدثنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، قال: ثنا أحمد بن منصور، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، عن عبيد الله ابن أبي يزيد، أنه سمع ابن عباس، يقول: «ما رأيت رسول الله ﷺ يتحرى صيام يوم يلتمس فضله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وشهر رمضان» . أخرجه مسلم عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق. فكأن شيخنا أبا محمد سمعه منه، وحدثنا به عنه
٤٣ - أخبرنا أبو الفتح هليل بن محمد بن جعفر الكسكري، قال: أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش، قال: ثنا إبراهيم بن مجشر، قال: ثنا عبيدة بن حميد، قال: ثنا عمارة بن غزية، عن سعيد، عن أبي هريرة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «من شيع جنازة في أهلها حتى توضع فله قيراط، ومن تبعها حتى يدفنها فله قيراطان، أحدهما، أو أصغرهما، أو أعظمهما، مثل أحد»
٤٤ - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله المعدل، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد، قال: ثنا أحمد بن منصور، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، قال: قال لي الزهري: أخبرني حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ، قال: " أسرف رجل على نفسه، فلما حضره الموت أوصى بنيه، فقال: إذا مت فأحرقوني، ثم اسحقوني، ثم اذروني في البحر، فوالله لئن قدر علي ربي ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا، قال: ففعلوا به ذلك، فقال الله ﷿ للأرض: أدي ما أخذت، فإذا هو قائم، فقال له: ما حملك على ما صنعته، قال: خشيتك، أو قال: مخافتك، فغفر له بذلك ". اتفق الإمامان جميعا البخاري ومسلم على إخراجه: أما مسلم فأخرجه عن محمد بن رافع، وعبد بن حميد، عن عبد الرزاق، وأما البخاري فأخرجه عن عبد الله بن محمد الجعفي، عن هشام بن يوسف، عن معمر. فكأن شيخنا أبا الحسين سمعه من البخاري ومسلم
٤٥ - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عبد الله بن إبراهيم الهاشمي، قال: ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدويه، إملاء، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق، قال: ثنا هُدْبَة بن خالد، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي نضرة، قال: سمعت ابن عباس يخطب على منبر البصرة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لم يكن نبي إلا له دعوة، يتنجزها في الدنيا، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، وأنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأول من تنشق الأرض عنه، وبيدي لواء الحمد، فآدم ﵇ ومن دونه تحت لوائي ولا فخر» ﷺ
٤٦ - أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ، قال: قرئ على إسماعيل بن محمد، قال: ثنا الحسن بن عرفة، قال: ثنا القاسم بن مالك المزني، عن المختار بن فلفل، عن أنس بن مالك، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أنا أول شفيع يوم القيامة، وأنا أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة، إن من الأنبياء لمن يأتي يوم القيامة ما معه مصدق غير واحد»
٤٧ - أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن البختري، قال: ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مُد أحدهم ولا نصيفه» . أخرجه البخاري في كتابه الصحيح عن عبيد الله بن معاذ، عن أبيه، عن معاذ بن معاذ العنبري، عن شعبة بن الحجاج، عن الأعمش كما أخرجناه. فكأنني أنا سمعته من البخاري، وكانت وفاة البخاري في الفطر من سنة ست وخمسين ومائتين ﵁
٤٨ - أخبرنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، قال: ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ، قال: ثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا سفيان، عن أبيه، عن أبي الضحى، عن ابن عباس، قال: قال العباس ﵁: ما نلقى يا رسول الله من قريش، إذا تلاقوا تلاقوا بوجوه مشرقة، وإذا لقيناهم لقونا بغير ذلك، فقال: «والذي نفسي بيده، لا يدخلوا الجنة حتى يؤمنوا، ولا يؤمنوا حتى يحبوكم لله ولرسوله، أترجو مراد شفاعتي ولا يرجوها بنو عبد المطلب»
٤٩ - أخبرنا أحمد بن محمد النرسي، قال: ثنا محمد بن عمرو، إملاء، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، قال: ثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود، قال: «إن الله ﷿ نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد صلى الله عليه خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، وابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلبه، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد بعد قلبه، فجعلهم وزراء نبيه صلى الله عليه، يقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسنا، فهو عند الله حسن، وما رآه المسلمون سيئا، فهو عند الله سيئ» . قال ابن عياش: وأنا أقول: إنهم رأوا أن يولوا أبا بكر بعد النبي ﷺ أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله السكري، قال: أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، قال: ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، قال: سمعت أبا جعفر الكندي في جنازة بشر بن الحارث، يقول: دخل ابن السماك على داود الطائي حين مات، وهو في بيت على التراب، فقال: داود، سجنت نفسك قبل أن تسجن، وعذبت نفسك قبل أن تعذب، فاليوم ترى ثواب من كنت له تعمل قال عبد الله بن محمد: وحدثني أبو عبد الله التميمي، عن أبيه، قال: رأيت حماد بن سلمة في النوم، فقلت: ما فعل بك ربك؟ قال: خيرا، قلت: ماذا؟ قال: قيل لي: طال ما كددت نفسك، فاليوم أطيل راحتك، وراحة المتعبين في الدنيا، بخ بخ، ماذا أعددت لهم؟
٥٠ - أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن وصيف، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، قال: ثنا محمد بن يونس، قال: حدثنا محمد بن روح الرقاشي، قال: حدثنا بدل بن المحبر، قال: ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، قال: سمعت علي بن أبي طالب، يقول ﵁: وكن معدنا للحلم واصفح عن الأذى ... فإنك لاق وما عملت وسامع وأحبب إذا أحببت حبا مقاربا ... فإنك لا تدري متى الحب نازع وأبغض إذا أبغضت بغضا مقاربا ... فإنك لا تدري متى الحب راجع آخر المجلس الخامس.
وأول المجلس السادس:
مجلس في يوم الجمعة بعد الصلاة، الثالث من رجب من سنة ثلاث وسبعين وأربع مائة حدثنا الشريف السيد نقيب النقباء أبي الْفَوَارِسِ طَرَّادُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيُّ الهاشمي، إملاء، قال:
٥١ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد بن رزقويه، قراءة عليه وأنا أسمع، في شهر رمضان من سنة إحدى عشرة وأربع مائة، قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، قال: ثنا علي بن حرب، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، قال النبي ﷺ: " لا حسد إلا في اثنتين: رجل أتاه الله القرآن، فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه مالا، فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار ". اتفق الإمامان جميعا أبو عبد الله محمد بن الحسين البخاري وأبو الحسين مسلم بن الحجاج، ﵄، على إخراجه في كتابيهما: أما البخاري فأخرجه عن علي بن عبد الله، هو ابن المديني، وأما مسلم فأخرجه عن أبي بكر ابن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وعمرو بن محمد الناقد، كلهم عن سفيان بن عيينة، فكأن شيخنا أبا الحسن سمعه من البخاري ومسلم، وثنا به عنهما
٥٢ - أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي الشيخ الصالح، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن البختري، إملاء، قال: حدثنا الحسن بن ثواب التغلبي، سنة خمس وستين ومائتين، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أنا أشعث، عن الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة، أن رسول الله ﷺ قال له: «يا عبد الرحمن بن سمرة، لا تسل الإمارة من قِبَلِ نفسك، فإنك إن أُعطيتها عن مسألة تُكَلْ إليها، وإن تُعطها عن غير مسألة تُعَنْ عليها، يا عبد الرحمن بن سمرة، إذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها، فَأْتِ الذي هو خير، وَكَفِّرْ عن يمينك»
٥٣ - حدثنا الْقَاضِي الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله بن إبراهيم الهاشمي العيسوي، قال: ثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق، إملاء، قال: ثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي، سنة إحدى وسبعين ومائتين، قال: ثنا يحيى بن سعيد القطان، قال: ثنا الأعمش، قال: ثنا زيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود، قال: حدثنا رسول الله ﷺ، وهو الصادق المصدوق: " أَنَّ خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما، أو قال: أربعين ليلة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فيؤمر بأربع كلمات، قال: يكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، قال: فوالذي لا إله غيره، إن أحدكم ليعمل بعمل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيختم له بعمل النار، فيكون من أهلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل النار حتى ما يكون إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيختم له بعمل الجنة، فيكون من أهلها ". اتفق الإمامان جميعا البخاري ومسلم على إخراجه في كتابيهما: أما البخاري فأخرجه عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، عن الأعمش. فكأن شيخنا أبا الحسن سمعه منه، وثنا به عنه، وأما مسلم فأخرجه عن عبيد الله بن معاذ بن معاذ العنبري، عن أبيه، عن شعبة بن الحجاج، عن الأعمش. فكأنني أنا سمعته من مسلم بن الحجاج
٥٤ - أخبرنا أبو الفتح هليل بن محمد بن جعفر الكسكري، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش القطان، قال: ثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام، قال: ثنا زياد بن عبد الله، عن الحجاج، عن عطية بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «من توضأ يوم الجمعة فأحسن الوضوء، وأتى المسجد، فلم يلغ ولم يجهل كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة الأخرى، والصلاة تكفر ما بينها وبين صاحبتها»
٥٥ - أخبرنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا أحمد بن منصور بن سيار، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري، عن عثمان بن حكيم، عن عبد الرحمن ابن أبي عمرة، عن عثمان، ﵁، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ صلى صلاة العشاء في جماعة فهو كقيام نصف ليلة، ومن صلى العشاء والصبح في جماعة فهو كقيام ليله» . أخرجه مسلم عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن عثمان بن حكيم أبي سهل بهذا. فكأن شيخنا أبا محمد سمعه منه، وحدثنا به عنه
٥٦ - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله المعدل، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، قال: ثنا أحمد بن منصور، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أبي إسحاق، عن الأغر بن مسلم - هكذا قال: ابن مسلم - عن أبي هريرة، وأبي سعيد، عن رسول الله ﷺ، قال: «ما اجتمع قوم يذكرون الله ﷿ إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده»
٥٧ - أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر الغزال الشيخ الصالح، قال: ثنا عثمان بن أحمد، إملاء، قال: ثنا خلف بن الحسن بن جوان الواسطي، قال: ثنا زكريا بن يحيى الخزاز المقرئ، قال: ثنا فضالة بن حصين، قال: ثنا رشدين أبو عبد الله، عن الفرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، عن أبي ذر، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " من صام يوما من رجب عدل صيام شهر، ومن صام منه سبعة أيام غُلِّقت عنه أبواب الجحيم السبعة، ومن صام منه ثمانية أيام فُتحت له أبواب الجنان الثمانية، ومن صام منه عشرة أيام بدل الله سيئاته حسنات، ومن صام منه ثمانية عشر يوما نادى منادي: أن قد غفرت لك فامض فاستأنف العمل "
٥٨ - أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، قال: ثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثني المعتمر بن سليمان، قال: سمعت عاصم الأحول، يقول: حدثني شرحبيل، أنه سمع أبا سعيد، وأبا هريرة، وابن عمر، يحدثون أن نبي الله ﷺ قال: «الذهب بالذهب، وزنا بوزن، مثلا بمثل، من زاد أو ازداد فقد أربى» . قال شرحبيل: إن لم أكن سمعته منهم، فأدخلني الله النار أخبرنا الحسين بن عمر الغزال، قال: ثنا عثمان بن أحمد، إملاء، قال: ثنا الحسن بن سلام السواق، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، قال: ثنا الأعمش، عن منذر الثوري، أن الربيع بن خثيم قال لأهله: اصنعوا لي خبيصا، قال: وكان لا يكاد يتشهى عليهم، قال: فصنعوه، وأرسل إلى جار له مصاب، قال: فجعل يأكل ولعابه يسيل، فقال له أهله: ما يدري هذا ما يأكل، قال الربيع: لكن الله ﷿ يدري أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن وصيف، قال: ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، قال: حدثني عمر بن محمد بن الهيثم، قال: حدثني إبراهيم أبو إسحاق الزهري القاضي، قال: ثنا جعفر بن عون بن عمرو بن حريث أبو عون، قال: سمعت مسعر بن كدام يقول لابنه كدام: إني نحلتك يا كدام نصيحتي ... فاقبل لقول أب عليك شفيق أما المزاحة والمراء فدعهما ... خلقان لا أرضاهما لصديق إني بلوتهما فلم أحمدهما ... لمجاور جار ولا لرفيق آخر المجلس السادس.
أول السابع:
مجلس يوم الجمعة الثامن من شعبان من سنة ثلاث وسبعين وأربع مائة حدثنا نقيب النقباء الشريف الأجل الكامل أَبُو الْفَوَارِسِ طَرَّادُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الهاشمي الزينبي، قال:
٥٩ - أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن رزقويه، قراءة عليه في شهر رمضان في سنة إحدى عشرة وأربع مائة وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة: أن النبي ﷺ قال: «لا تناجشوا، ولا يبيع حاضر لباد، ولا يبيع الرجل على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبة أخيه، ولا تسأل المرأة طلاق أختها، لتكتفئ بما في إنائها» . اتفق الإمامان جميعا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج، ﵄ على إخراجه في كتابيهما، أما البخاري فأخرجه عن علي ابن المديني، وأما مسلم فأخرجه عن أبي بكر ابن أبي شيبة، وعمرو بن محمد الناقد، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة بهذا. فكأن شيخنا أبا الحسن سمعه من البخاري ومسلم، وحدثنا به عنهما
٦٠ - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله المعدل، فيما أذن لنا أن نرويه، أن أبا محمد دعلج بن أحمد، أخبرهم قال: حدثنا إبراهيم ابن أبي طالب النيسابوري، قال: ثنا عبد الله بن الجراح، قال: حدثنا سعيد بن عبد الكريم الواسطي، عن أبي نعمان السعدي، عن أبي رجاء العطاردي، عن أنس بن مالك، قال: بعثني النبي ﷺ إلى عائشة، ﵂، فقلت: أسرعي، فإني تركت رسول الله صلى الله عليه يحدثهم بحديث ليلة النصف من شعبان، فقالت: يا أنيس، اجلس حتى أحدثك عن ليلة النصف من شعبان، قالت: كانت ليلة النصف من شعبان ليلتي، قالت: فجاء النبي ﷺ حتى دخل معي في لحاف، قالت: فانتبهت من الليل فلم أجده، قالت: فطفت في حجرات نسائه فلم أجده، قالت: قلت: ذهب إلى جاريته مارية القبطية، قالت: فخرجت فمررت في المسجد، فوقعت رجلي عليه وهو ساجد، وهو يقول: «سَجَدَ لَكَ خَيَالِي وَسَوَادِي، وَآمَنَ بِكَ فُؤَادِي، وَهَذِهِ يَدِيَ الَّتِي جَنَيْتُ بِهَا عَلَى نَفْسِي، فَيَا عَظِيمُ، هَلْ يَغْفِرُ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ إِلا الرَّبُّ الْعَظِيمُ، اغْفِرْ لِيَ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ» قَالَتْ: ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ هَبْ لِي قَلْبًا تَقِيًّا نَقِيًّا مِنَ الشَّرِّ بَرِيًّا، لَا كَافِرًا وَلَا شَقِيًّا» قَالَتْ: ثُمَّ عَادَ فَسَجَدَ فَقَالَ: " أَقُولُ لك كَمَا قَالَ أَخِي دَاوُدُ ﵇: أُعَفِّرُ وَجْهِيَ فِي التُّرَابِ لِسَيِّدِي، وَحَقَّ لِوَجْهِ سَيِّدِي أَنْ تُعَفَّرَ الْوُجُوهُ لِوَجْهِهِ " قَالَتْ: ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَنْتَ فِي وَادٍ وَأَنَا فِي وَادٍ، قَالَتْ: فَسَمِعَ حِسَّ قَدَمِي فَدَخَلَ الْحُجْرَةَ، فَقَالَ: «يَا حُمَيْرَاءُ، أَمَا تَدْرِينَ مَا هَذِهِ اللَّيْلَةُ، هَذِهِ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، إِنَّ لِلَّهِ ﷿ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ عُتَقَاءَ مِنَ النَّارِ بِعَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ» . قَالَتْ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَمَا بَالُ غَنَمِ كَلْبٍ؟ قَالَ: " لَيْسَ الْيَوْمَ فِي الْعَرَبِ قَوْمٌ أَكْثَرُ غَنَمًا مِنْهُمْ، لا أَقُولُ فِيهِمْ سِتَّةُ نَفَرٍ: مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَلَا عَاقُّ وَالِدَيْهِ، وَلَا مُصِرٌّ عَلَى رِبًا أَوْ زِنًا، وَلَا مُصَارِمٌ، وَلَا مُصَوِّرٌ، وَلَا قَتَّاتٌ "
٦١ - أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي الشيخ الصالح، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن البختري، قال: حدثنا عبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي، قال: ثنا يحيى بن صالح، قال: حدثنا سعيد بن سنان، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرة، عن شداد بن أوس، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «أيها الناس، إِنَّ الدُّنْيَا عَرَضٌ حَاضِرٌ يَأْكُلُ مِنْهُ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، وَإِنَّ الآخِرَةَ وَعْدٌ صَادِقٌ، يَحْكُمُ فِيهَا الحقُّ ومَلِكُ قَادِرٌ، يُحِقُّ فِيهَا الْحَقَّ وَيُبْطِلُ الْبَاطِلَ، أَيُّهَا النَّاسُ، فَكُونُوا أَبْنَاءَ آخِرَة، وَلا تَكُونُوا أَبْنَاءَ دُّنْيَا، فَإِنَّ كُلَّ أُمٍّ يَتْبَعُهَا وَلَدُهَا»
٦٢ - أخبرنا أبو الفتح هليل بن محمد بن جعفر الكسكري، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش، قال: ثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام، قال: حدثنا حزم بن أبي حزم، قال: ثنا ميمون بن سياه، عن أنس بن مالك، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «من أحب أن يمد الله في عمره، ويزيد في رزقه، فليبر والديه، وليصل رحمه»
٦٣ - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسن بن الهيثم بن طهمان، قال: أخبرنا حامد بن محمد الهروي، قال: أنا علي بن عبد العزيز، قال: نا أبو عبيد القاسم بن سلام، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر، قال: نا عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع عليهم، وهو مسئول عنهم، والرجل راع على أهل بيته، وهو مسئول عنهم، وامرأة الرجل راعية على بيت زوجها وولدها، وهي مسئولة عنهم، وعبد الرجل راع على مال سيده، وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته»
٦٤ - أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، قال: ثنا الحسن بن عرفة، قال: ثنا جرير بن عبد الحميد، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، قال: سئل النبي ﷺ: أي الصدقة أفضل؟ قال: " لَتُنَبَّأَنَّ أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ، تَأْمُلُ الْبَقَاءَ، وَتَخَافُ الْفَقْرَ، وَلَا تَمَهَّلْ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ الْحُلْقُومَ، قُلْتَ: لِفُلَانٍ كَذَا، وَلِفُلَانٍ كَذَا، أَلَا وَقَدْ كَانَ لِفُلَانٍ ". أخرجه مسلم عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن جرير بن عبد الحميد. فكأن شيخنا أبا الحسين سمعه منه، وحدثنا به عنه
٦٥ - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عبد الله بن إبراهيم الهاشمي العيسوي، قال: ثنا محمد بن عمرو بن البختري، قال: ثنا محمد بن عبيد الله المنادي، قال: ثنا يونس بن محمد، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عبد الرحمن ابن أبي بكرة، عن أبيه: أن رجلا قال: يا رسول الله، أي الناس خير؟ قال: " من طال عمره، وحَسُن عمله، قال: أي الناس شر؟ قال: من طال عمره، وساء عمله "
٦٦ - أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر الغزال، قال: ثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله، إملاء، قال: ثنا أحمد بن إسحاق بن صالح الوزان، قال: ثنا عيسى بن إبراهيم السعيدي، قال: ثنا حماد بن سلمة، قال: ثنا حميد، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إن لله ﷿ في الليل والنهار عُتقاء من النار، ولكل مسلم ومسلمة في كل يوم وليلة دعوة مُستجابة»
٦٧ - أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، قراءة عليه، قال: أخبرنا إسماعيل بن علي بن إسماعيل، قال: ثنا أحمد بن منصور، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء الله بقوم يذنبون فيستغفرون الله ﷿، فيغفر لهم» أخبرنا الحسين بن عمر، قال: ثنا عثمان بن أحمد، قال: ثنا محمد بن إسحاق السراج، قال: سمعت إبراهيم بن السري يقول: سمعت أبي يقول: لو أشفقت هذه النفوس على أبدانها شفقتها على أولادها للاقت السرور في معادها أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن وصيف، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم، قال: ثنا محمد بن يونس بن يزيد، قال: حدثنا الأصمعي، قال: وعظ أعرابي أخاه فقال: يا أخي، إنك طالب ومطلوب، فبادر الموت واحذر الفوت، وخذ من الدنيا ما يكفيك، ودع منها ما يُطغيك، وإياك والبطْنَة، فإنها تعمي عن الفطنة، ودع المراء لقلة خيره، فإنه لا تؤمن فتنته، ولا تفقه حكمته آخر المجلس السابع.
أول المجلس الثامن:
٦٨ - حدثنا نقيب النقباء الكامل، إملاء من لفظه في يوم الجمعة سابع رمضان من سنة ثلاث وسبعين، أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي الشيخ الصالح، ﵀، قراءة عليه وأنا أسمع، في شهر رمضان في سنة إحدى عشرة وأربع مائة، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن البختري، إملاء، قال: نا العباس بن محمد، قال: ثنا كثير بن هشام، قال: ثنا جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، رفعه إلى النبي ﷺ، قال: «ليس الغناء لكثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس، والله ما أخشى عليكم الخطأ، ولكن أخشى عليكم العمد، والله ما أخشى عليكم الفقر، ولكن أخشى عليكم التكاثر» . هذا حديث صحيح من حديث كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان الجزري، أخرج الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج في كتابه أحاديث لكثير بن هشام بهذا الإسناد، فهذا على شرطه، ووقع إلينا عاليا
٦٩ - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله المعدل، فيما أذن لنا أن نرويه عنه، أن أبا عبد الرحمن أحمد بن علي بن أحمد بن حاتم الكوفي أخبرهم، قال: ثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي، قال: ثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " كل عمل ابن آدم تضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف، قال الله ﷿: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع طعامه وشهوته من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فيه أطيب عند الله ﷿ من ريح المسك، الصوم جُنة، الصوم جُنة "
٧٠ - أخبرنا أبو الفتح هليل بن محمد بن جعفر الكسكري، قال: أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش، قال: ثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام، قال: ثنا خالد بن الحارث، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: حدثنا غير واحد ممن لقي الوفد، وذكر أبا نضرة، أنه حدث عن أبي سعيد الخدري: أن وفد عبد القيس لما قدموا على رسول الله ﷺ، قالوا: يا رسول الله، إنا حي من ربيعة، وبيننا وبينك كفار مضر، وإنا لا نقدر عليك إلا في الشهر الحرام، فمرنا بأمر ندعو إليه من وراءنا من قومنا، وندخل به الجنة إذا نحن أخذنا به أو عملنا به، فقال: " آمركم بأربع، وأنهاكم عن أربع: أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وتقيموا الصلاة، وتؤتوا الزكاة، وتصوموا رمضان، وتعطوا الخمس من المغنم، وأنهاكم عن أربع: عن الدباء، والحنتم، والمزفت، والنقير "
٧١ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد بن رزقويه، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، قال: ثنا علي بن حرب، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» . أخرجه البخاري الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في كتابه، عن علي ابن المديني، عن سفيان بن عيينة بهذا. فكأن شيخنا أبا الحسن سمعه منه، وثنا به عنه
٧٢ - أخبرنا علي بن محمد المعدل، قال: أخبرنا الحسين بن صفوان، قال: ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، قال: ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال: ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا منشرهم، وكأني بأهل لا إله إلا الله ينفضون التراب عن رءوسهم، ويقولون: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن "
٧٣ - أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، قال: ثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس بن مالك، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " آتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَابَ الْجَنَّةِ فَأَسْتَفْتِحُ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ، فَيَقُولُ: بك أُمرت أن لا أفتح لأحد قبلك ". صحيح أخرجه مسلم بن الحجاج، عن أبي خيثمة زهير بن حرب، وعمرو بن محمد الناقد، كليهما عن أبي النضر هاشم بن القاسم بهذا. فكأن شيخنا أبا الحسين سمعه منه، وحدثنا به عنه
٧٤ - أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله السكري، قال: أخبرنا الحسين بن صفوان، قال: ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، قال: ثنا سعيد بن محمد الجرمي، قال: ثنا أبو عبيدة الحداد، قال: ثنا محمد بن ثابت البناني، عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن أبيه، عن عبد الله بن العباس، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " تنصب، أو توضع، للأنبياء منابر من ذهب، فيجلسون عليها، ويبقى منبري لا أجلس عليه، أو لا أقعد عليه، قائما بين يدي ربي ﷿ منتصبا لأمتي، مخافة أن يُبعث بي إلى الجنة وتبقى أمتي بعدي، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقول الله ﵎: يا محمد، وما تريد أن أصنع بأمتك؟ فأقول: يا رب، عجل حسابهم، فيُدعى بهم فيحاسبون، فمنهم من يدخل الجنة برحمة الله، ومنهم من يدخل الجنة بشفاعتي، فما أزال أُعطى صكاكا برجال قد بُعث بهم إلى النار، حتى إن مالكا خازن النار يقول: يا محمد، ما تركت للنار لغضب ربك لأمتك من نقمة "
٧٥ - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عبد الله بن إبراهيم الهاشمي، قال: حدثنا عثمان بن أحمد بن يزيد، قال: ثنا الحارث ابن أبي أسامة، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن صهيب، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " إذا دخل أهل الجنة الجنة، نودوا: يا أهل الجنة، إن لكم عند الله ﷿ موعدا لم تروه، قالوا: وما هو؟ ألم يبيض وجوهنا، ويزحزحنا عن النار، ويدخلنا الجنة؟ قال: فيكشف الحجاب، فينظرون، فوالله ما أعطاهم الله ﷿ شيئا هو أحب إليهم منه، ثم قرأ: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس ال: ٢٦] ". أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي بكر ابن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون. فكأن شيخنا القاضي أبا الحسين سمعه منه، وحدثنا به عنه
٧٦ - أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن عمر الشيخ الصالح، قال: ثنا عثمان بن أحمد بن يزيد، قال: ثنا الحسن بن سلام السواق، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي ﵁، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " للمسلم على المسلم ست من المعروف: يسلم عليه إذا لقيه، ويعوده إذا مرض، ويجيبه إذا دعاه، ويشهده إذا توفي، ويحب له ما يحب لنفسه، وينصح له العيب "
٧٧ - أخبرنا أحمد بن محمد بن حسنون، قال: ثنا محمد بن عمرو، إملاء، قال: ثنا محمد بن أحمد ابن أبي العوام، قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، يسأل أبا النضر هاشم بن القاسم عن هذا الحديث، فسمعت هاشم بن القاسم، يقول: حدثنا عبد العزيز بن النعمان القرشي، قال: ثنا زيد بن حيان، عن عطاء، عن أبي هريرة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " لا يجتمع حب هؤلاء الأربعة إلا في مؤمن: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي ". ﵃ أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن وصيف، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن يونس بن موسى القرشي، قال: ثنا الأصمعي، قال: أتى أعرابي إلى معن بن زائدة، ومعه نطع فيه صبي حين ولد، فاستأذن عليه، فلما دخل دهده الصبي بين يديه، وقال: سميتُ معنا بمعنٍ ثم قلت له ... هذا سمي فتى في الناس محمود أنت الجواد ومنك الجود نعرفه ... فإن هلكت فما جود بموجود أمست يمينك من جود مصورة ... لا بل يمينك منها صورة الجود قال: كم الأبيات؟ قال: ثلاثة، قال: اعطوه ثلاثمائة دينار، لو كنت زدتنا لزدناك، قال: حسبك ما سمعت، وحسبي ما أخذت أخر المجلس الثامن.
أول المجلس التاسع:
٧٨ - أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي الشيح الصالح، ﵁، قراءة عليه وأنا أسمع، في سنة إحدى عشرة وأربع مائة، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن البختري، إملاء، قال: حدثنا الحسين بن مكرم أبو علي، قال: ثنا أبو النضر، يعني هاشم بن القاسم، قال: ثنا أبو جعفر الرازي، عن يونس، عن الحسن، عن أبي هريرة: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله ﷿ "
٧٩ - أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن عمر الغزال، قراءة عليه، قال: ثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله، قال: حدثنا أبو علي حنبل بن إسحاق بن حنبل، قال: ثنا شاذ بن فياض، قال: ثنا أبو قحذم الجرمي، عن أبي قلابة، عن ابن عمر، قال: مر عمر بمعاذ، ﵄، وهو يبكي، فقال: ما يبكيك يا معاذ؟ قال: حديث سمعته من صاحب هذا القبر، يعني النبي ﷺ، سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن أدنى الرياء شرك، وإن أحب العباد إلى الله الأتقياء الأخفياء، الذين إذا غابوا لم يفتقدوا، وإذا شهدوا لم يعرفوا، أولئك أئمة الهدى ومصابيح العلم»
٨٠ - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، قال: ثنا أحمد بن منصور بن سيار، قال: ثنا عبد الرزاق بن همام، قال: أخبرنا الثوري، قال: أخبرني منصور، عن مجاهد، عن حرملة بن إياس الشيباني، عن أبي قتادة، قال: سئل رسول الله ﷺ عن صيام يوم عاشوراء، فقال: يكفر السنة، وسئل عن صيام عرفة، فقال: يكفر سنتين: سنة ماضية، وسنة مستقبلة "
٨١ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جعفر الكسكري، قال: أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش، قال: حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم بن سليمان، عن عبد الله بن سرجس، قال: كان رسول الله ﷺ إذا سافر يقول: «اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، ومن الحور بعد الكون، ودعوة المظلوم، وسوء المنظر في الأهل والمال» . قيل لعاصم: ما الحور بعد الكون؟ قال: كان يقال: حار بعدما كان
٨٢ - أخبرنا القاضي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إبراهيم الهاشمي، ﵀، قال: حدثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق، قال: ثنا أحمد بن بشر المرثدي، قال: حدثنا خالد بن خداش، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " الملائكة يتعاقبون فيكم، ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر، ثم يعرج الذين كانوا فيكم، فيسألهم وهو أعلم، فيقول: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهو يصلون، وأتيناهم وهو يصلون "
٨٣ - أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ، قال: أخبرنا إسماعيل، قال: ثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثني القاسم بن مالك المزني، عن المختار بن فلفل، عن أنس بن مالك، قال: بينا رسول الله ﷺ ذات يوم، إذ أقيمت الصلاة، فقال: " يا أيها الناس، إني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود، ولا ترفعوا رءوسكم، فإني أراكم من أمامي ومن خلفي، وأيم الذي نفس محمد بيده، لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، قالوا: يا رسول الله، وما رأيت؟ قال: رأيت الجنة والنار "
٨٤ - حدثنا أبو الفرج أحمد بن محمد بن عمر بن الحسين المعدل، إملاء، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد، قال: حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، قال: ثنا عفان، قال: ثنا همام، عن قتادة: أن عونا، وسعيد بن أبي بردة حدثاه، أنهما شهدا أبا بردة يحدث عمر بن عبد العزيز، ﵁، عن أبيه، عن النبي ﷺ، قال: «لا يموت رجل مسلم إلا أدخل الله ﷿ مكانه النار يهوديا أو نصرانيا» . قال: فاستحلفه عمر بن عبد العزيز بالله الذي لا إله إلا هو، ثلاث مرات، أن أباه حدثه عن رسول الله ﷺ، قال: فحلف له، قال: فلم يحدثني سعيد أنه استحلفه، ولم ينكر على عون قوله. هذا حديث صحيح، أخرجه الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج في كتابه الصحيح، عن أبي بكر ابن أبي شيبة، عن عفان هو ابن مسلم، عن همام بهذا. فكأن شيخنا أبا الفرج سمعه من مسلم، وحدثنا به عنه
٨٥ - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله المعدل، قال: أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: ثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا إسحاق بن يوسف، عن عبد الملك، عن عطاء، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، قال: «لله ﷿ مائة رحمة، وإنما أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على أولادها، وادخر تسعة وتسعين رحمة ليرحم بها عباده يوم القيامة»
٨٦ - أخبرنا الحسين بن عمر، فيما أذن لنا أن نرويه عنه، أن أحمد بن سلمان الفقيه حدثهم، قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس، عن أبي موسى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة، ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة، لا ريح لها طيب وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الحنظلة، طعمها مر ولا ريح لها» . أخرجه الإمامان في كتابيهما من حديث أبي عوانة
٨٧ - أخبرنا أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين بن البادي، قال: أخبرنا حامد بن محمد الهروي، قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن سهيل بن صالح، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن تميم الداري، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " الدين النصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولرسوله، ولكتابه، وللأئمة، ولجماعة المسلمين "
٨٨ - أخبرنا علي بن محمد المعدل، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا أحمد بن منصور، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن ثابت، عن أنس: «أن أسيد بن حضير الأنصاري، ورجل آخر من الأنصار، تحدثا عند رسول الله ﷺ في حاجة لهم حتى ذهب من الليل ساعة، وليلة شديدة الظلمة، ثم خرجا من عند رسول الله ﷺ ينقلبان، وبيد كل واحد منهما عصية، فأضاءت عصا أحدهما لهما حتى مشيا في ضوئها، حتى إذا افترقت بهما الطريق، أضاءت للآخر عصاه، فمشي كل واحد منهما في ضوء عصاه حتى بلغ أهله»
٨٩ - أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن وصيف، قال: أنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، قال: ثنا محمد بن يونس القرشي، قال: ثنا الأصمعي، قال: حدثنا شبيب، قال: لما حضرت سعيد بن العاص الوفاة قال لبنيه: أيكم يقبل وصيتي، قال ابنه الأكبر: أنا يا أبه، قال: فإن فيها قضاء ديني، قال: وما دينك يا أبه؟ قال: ثمانون ألف دينار، قال: وفيم أخذتها يا أبه؟ في كريم سددت منه خلة، وفي رجل أتاني في حاجة ودمه ينزو في وجهه من الحياء، فبدأته بها قبل أن يسألني قال محمد بن يونس: وحدثنا الأصمعي، قال: اشتكى أعرابي شكاة شديدة، فعاده قومه وبنو عمه، قالوا: كيف نجدك يا فلان؟ قال: أجدني أجد ما لا أشتهي، وأشتهي ما لا أجد أخبرنا علي بن محمد المعدل، قال: أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، قال: ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، قال: قال أبو علي الحسين بن عبد الرحمن: أنشدني أبو عمران السلمي: وإني لآتي الذنب أعرف قدره ... وأعلم أن الله يعفو ويغفر لئن عظم الناس الذنوب فإنها ... وإن عظمت في رحمة الله تصغر آخر المجلس التاسع. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وسلم تسليما.
مجلس يوم الجمعة بعد الصلاة التاسع والعشرين من جمادى الأول سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة أنبا الشريف الأجل الْكَامِلُ نَقِيبُ النُّقَبَاءِ أَبُو الْفَوَارِسِ طَرَّادُ بْنُ محمد بن علي الزينبي، قال:
١ - أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي، الشيخ الصالح، رحمة الله عليه، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن البختري الرزاز، إملاء، قال: حدثنا يحيى بن جعفر، قال: حدثنا هاشم بن القاسم أبو النضر، قال: حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أنس بن مالك، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " آتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَابَ الْجَنَّةِ فَأَسْتَفْتِحُ، فيقول لي الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ، فَيَقُولُ: بِكَ أُمرت أن لا أفتح لأحد قبلك ". انفرد الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج ﵁ بإخراجه، فرواه زهير بن حرب، وعمرو بن محمد الناقد، كليهما عن أبي النضر هاشم بن القاسم الكتاني، عن سليمان بن المغيرة أبي سعيد القيسي، عن ثابت بن أسلم أبي محمد البناني، عن أنس بن مالك بن حمزة الأنصاري بهذا. فكأن شيخنا أبا نصر ابن النرسي سمعه من مسلم وحدثنا به عنه
٢ - أخبرنا أبو الفتح هليل بن محمد بن جعفر بن سعدان الكسكري، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش القطان، قال: حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي، قال: حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " مَا مَسِسْتُ بِيَدِي دِيبَاجًا وَلا حَرِيرًا ولا شيئا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، ولا شممت رائحة قط أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَلَقَدْ خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَشْرَ سِنِينَ، فَوَاللَّهِ مَا قَالَ لِي أُفٍّ قَطُّ، وَلا قَالَ لِشَيْءٍ فعلته: لِمَ فَعَلْتَ كَذَا، وَلا لِشَيْءٍ لَمْ أَفْعَلْهُ: ألا فعلت كذا ". انفرد الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري بإخراجه، فرواه عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زيد، عن ثابت، عن أنس. فكأن شيخنا أبا الفتح سمعه من البخاري وحدثنا به عنه، وأبو الأشعث العجلي من شرط البخاري يروي عنه في كتابه
٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد بن أحمد بن رزقويه البزاز، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، قال: حدثنا علي بن حرب، قال: حدثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قال النبي ﷺ: «إني أنا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ، وَأَنَا الْمَاحِي، الَّذِي يمحى بِيَ الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ، الَّذِي أَحْشُرُ النَّاسَ، وأنا العاقب، الذي ليس بعده نبي» . ﷺ. أخرجه البخاري عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، عن معن بن عيسى، عن مالك بن أنس الفقيه، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مطعم، عن أبيه، وكأن شيخنا أبا الحسن ابن رزقويه سمعه مع البخاري من إبراهيم بن المنذر، وكأنني أنا سمعته من البخاري، وكانت وفاة البخاري في سنة ست وخمسين ومائتين
٤ - أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل بن يعقوب، قال: أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصفار، قال: حدثنا الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن صهيب، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا: يا أهل الجنة، إن لكم عند الله ﷿ موعدا لم تروه، قال: فيقولون: فما هو؟ ألم يبيض وجوهنا، ويزحزحنا عن النار، ويدخلنا الجنة؟ قال: فيكشف الحجاب ﵎، فينظرون إليه، قال: فوالله ما أعطاهم الله ﷿ شيئا هو أحب إليهم منه، ثم قرأ: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس ال: ٢٦] . انفرد مسلم بإخراجه، فرواه عن أبي بكر ابن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة بن دينار أبي سلمة، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، واسم أبي ليلى يسار، عن صهيب بن يحيى بهذا الإسناد. فكأن شيخنا أبا الحسين بن الفضل سمعه من مسلم وحدثنا به عنه
٥ - أخبرنا أحمد بن محمد بن حسنون، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن البختري، إملاء، قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، ﵁، يسأل أبا النضر هاشم بن القاسم عن هذا الحديث، فسمعت هاشم بن القاسم، يقول: حدثنا عبد العزيز بن النعمان القرشي، قال: أخبرنا زيد بن حيان، عن عطاء، عن أبي هريرة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " لا يجتمع حب هؤلاء الأربعة إلا في قلب مؤمن: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، ﵃ "
٦ - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، قال: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ رَجُلا مِنَ الأعراب أتى النبي ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَتَى السَّاعَةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟» فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كبيرٍ أَحْمَدُ عَلَيْهِ نَفْسِي، إِلا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «فإنك مع من أحببت» . أخرجه بلفظه مسلم، عن محمد بن رافع، وعبد بن حميد، عن عبد الرزاق، عن معمر هو ابن راشد، عن الزهري، عن أنس بن مالك. وكأن شيخنا أبا الحسين سمعه من مسلم وحدثنا به عنه
٧ - أخبرنا القاضي الشريف الأوحد أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إبراهيم الهاشمي العيسوي، قال: نا محمد بن عمرو بن البختري، قال: حدثنا عبد الكريم بن الهيثم أبو يحيى القطان، قال: نا الربيع بن نافع أبو توبة، قال: حدثنا الهيثم بن حميد، عن أبي معيد حفص بن غيلان، عن طاوس، عن أبي موسى: أن رسول الله ﷺ قال: «إن الله ﷿ يبعث الأيام على هيئتها، ويبعث الجمعة زهراء منيرة، أهلها محفون بها كالعروس تُهدى إلى كريمها، تضيء لهم، يمشون في ضوئها، ألوانهم كالثلج بياضا، وريحهم تسطع كالمسك، يخوضون في جبال الكافور، ينظر إليهم الثقلان ما يطرفون تعجبا، يدخلون الجنة لا يخالطهم أحد إلا المؤذنون المحتسبون» . حدث به أبو زكريا يحيى بن معين، عن عبد الله بن يوسف التنيسي به، عن الهيثم بن حميد، عن أبي معيد حفص، عن طاوس، عن أبي موسى بهذا
٨ - أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان الشيخ الصالح رحمة الله عليه، قال: حدثنا عثمان بن أحمد بن يزيد، قال: نا أبو القاسم إسحاق بن إبراهيم الختلي، قال: حدثنا الحسين بن علي بن يزيد الصدائي، عن أبيه، عن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب، ﵁، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " إن شهر رجب شهر عظيم، من صام منه يوما كتب له صوم ألف سنة، ومن صام منه يومين كتب له صوم ألفي سنة، ومن صام منه ثلاثة أيام كتب له صوم ثلاثة آلاف سنة، ومن صام من رجب سبعة أيام غُلِّقت عنه أبواب جهنم، ومن صام منه ثمانية أيام فتحت له أبواب الجنة الثمانية، فيدخل من أيها شاء، ومن صام منه خمسة عشر يوما بُدِّلت سيئاته حسنات، ونادى منادي من السماء: قد غُفر لك، فاستأنف العمل، ومن زاد زاده الله ﷿
٩ - أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا الحسن بن عرفة العبدي، قال: ثنا خلف بن خليفة، عن حميد الأعرج، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن مسعود، قال: لما نزلت: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ﴾ . قال أبو الدحداح الأنصاري: يا رسول الله، وإن الله ﷿ ليريد منا القرض؟ قال: «نعم، يا أبا الدحداح» . قال: أرني يدك يا رسول الله، قال: فناوله يده، قال: فإني قد أقرضت ربي ﷿ حائطي، قال: وحائط له فيه ست مائة نخلة، قال: وأم الدحداح فيه وعيالها، قال: فجاء أبو الدحداح فناداها: يا أم الدحداح، فقالت: لبيك، فقال: اخرجي، فقد أقرضته ربي ﷿ أخبرنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، قال: نا أبو جعفر محمد بن عمر، وقال: حدثنا محمد بن أحمد بن البراء العبدي، قال: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ فَرْقَدٍ مَوْلَى الْمَهْدِيِّ، ﵁، قَالَ: هَاجَتْ رِيحٌ زَمَنَ الْمَهْدِيِّ، فَدَخَلَ الْمَهْدِيُّ بَيْتًا فِي جَوْفِ بَيْتٍ، فألزق خده بالتراب، ثم قال: اللهم إنه بَرِيءٌ مِنْ هَذِهِ الْجِنَايَةِ، كُلُّ هَذَا الخَلْقِ غَيْرِي، فَإِنْ كُنْتُ الْمَطْلُوبَ مِنْ بَيْنِ خَلْقِكَ فَهَا أَنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ، اللَّهُمَّ لا تُشَمِّتْ بِي أَهْلَ الأَدْيَانِ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حتى انْجَلَتِ الريح أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن وصيف، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال: أنشدنا بشر بن موسى: إذا عقد القضاء عليك أمرا ... فليس يحله غير القضاء فما لك قد أقمت بدار ذل ... ودار العز واسعة الفضاء تبلغ بالقليل فكل شيء من ... الدنيا يؤول إلى انقضاء آخر المجلس الأول.
أول المجلس الثاني:
١٠ - أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي الشيخ الصالح، قراءة عليه وأنا أسمع في شهر رمضان من سنة إحدى عشرة وأربع مائة، وفيها مات ﵁، قال: نا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ البختري، إملاء، قال: ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، قال: نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " إن أثقل الصلاة على المنافقين: صلاة العشاء، وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لآتوهما ولو حبوا، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فيقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم الحطب، ثم أخالف إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار ". أخرجه الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج ﵁ في كتابه الصحيح، عن أبي بكر ابن أبي شيبة، وأبي كريب، عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة بهذا. فكأن شيخنا أبا نصر ابن النرسي سمعه من مسلم، وثنا به عنه
١١ - أخبرنا أبو الفتح هليل بن محمد بن جعفر الكسكري، قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش، قال: حدثنا علي بن مسلم، قال: ثنا أبو داود، ووهب بن جرير، قالا: ثنا شعبة، عن قتادة، قال: سمعت صالح أبا الخليل، يحدث عن عبد الله بن الحارث، عن حكيم بن حزام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " البيعان بالخيار حتى يتفرقا، أو قال: ما لم يتفرقا، فإن صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورك لهما في بيعهما، وإن كَتَمَا وكذبا مُحِقَ بركة بيعهما ". أخرجه الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري عن سليمان بن حرب، عن شعبة. وأخرجه مسلم عن أبي موسى، عن يحيى بن سعيد القطان، عن شعبة، عن قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن حكيم بن حزام بهذا، فكأن شيخنا أبا الفتح سمعه من مسلم، وحدثنا به عنه
١٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد بن أحمد بن رزقويه، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، قال: حدثنا علي بن حرب، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة، يبلغ به النبي ﷺ، قال: «إذا كان يوم الجمعة قام على كل باب من أبواب المسجد ملائكة، يكتبون الناس الأول فالأول، المهجر إلى الجمعة كالمهدي بدنة، ثم الذي يليه كالمهدي بقرة، ثم الذي يليه كالمهدي كبشا، ثم ذكر الدجاجة والبيضة، فإذا جلس الإمام طووا الصحف، واستمعوا الخطبة» . أخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى، وعمرو بن محمد الناقد، كليهما عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد، هو ابن المسيب، عن أبي هريرة بهذا. فكأن شيخنا أبا الحسن سمعه من مسلم، وثنا به عنه
١٣ - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، فيما أذن لنا، أن أبا بكر أحمد بن سلمان الفقيه، حدثهم قال: حدثنا محمد بن مسلمة الواسطي، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا الحجاج، عن يحيى ابن أبي كثير، عن عروة، عن عائشة، ﵂، قالت: فقدت النبي ﷺ ذات ليلة، فخرجت أطلبه، فإذا هو بالبقيع، رافع رأسه إلى السماء، فقال: " يا عائشة، أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟ فقالت: فقلت: وما بي ذاك، ولكن ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال: إن الله ﷿ ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب ". انفرد به الحجاج، هو ابن أرطاة، عن يحيى ابن أبي كثير، عن عروة بن الزبير، عن خالته عائشة، ﵂، وقد رواه عن الحجاج بن أرطاة، عن جماعة من الأئمة الثقات
١٤ - أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ بن يعقوب، قال: قرئ على إسماعيل بن محمد الصفار، وأنا أسمع، قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن قيس ابن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله البجلي، قال: كنا جلوسًا عند رسول الله ﷺ، فطلع القمر ليلة البدر، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أما إنكم ترون ربكم ﷿ كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته، فإن قدرتم ألا تغلبوا عن ركعتين قبل طلوع الفجر» . أخرجه البخاري ومسلم من حديث إسماعيل ابن أبي خالد، عن قيس ابن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله بهذا
١٥ - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عبد الله بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الله الهاشمي العيسوي، قال: ثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق، قال: ثنا أبو عوف عبد الرحمن بن مرزوق، قال: حدثنا كثير بن هشام، قال: حدثنا جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، قال: «إن الله ﷿ لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» . انفرد مسلم بإخراجه، فرواه عن عمرو بن محمد الناقد، عن كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة. فكأن شيخنا أبا الحسن سمعه من مسلم، وحدثنا به عنه
١٦ - أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن البختري، قال: حدثنا حنبل بن إسحاق بن حنبل، قال: حدثنا الحسن بن الربيع، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس، قال: صعد رسول الله ﷺ على أُحُدٍ، ومعه أبو بكر، وعمر، وعثمان، ﵃، فاهتز الجبل، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «اسْكُنْ، فإن عليك نبيا وصديقا وشهيدين» . أخرجه البخاري عن مسدد، عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد
١٧ - أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، قال: ثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثني سعيد بن محمد الوراق، عن علي بن الحزور، قال: سمعت أبا مريم الثقفي، يقول: سمعت عمار بن ياسر، يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول لعلي: «يا علي، طوبى لمن أحبك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب فيك»
١٨ - أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، قراءة عليه، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، قال: ثنا أحمد بن منصور، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن سهيل ابن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال النبي ﷺ: " إذا أحب الله ﷿ عبدا، قال لجبريل ﵇: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيقول جبريل ﵇ لأهل السماء: إن ربكم ﷿ يحب فلانا فأحبوه، قال: فيحبه أهل السماء، ويوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض فمثل ذلك " أخبرنا محمد بن أحمد بن وصيف، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، قال: أنشدنا بشر بن موسى، قال: أنشدني بعض أصحابنا، قال: أنشدني عبد الله بن المبارك على سور طرسوس: ومن البلاء وللبلاء علامة ألا ... يُرى لك عن هواك نزوع العبد عبد النفس في شهواته ... والحر يشبع مرة ويجوع آخر المجلس الثاني.
أول المجلس الثالث:
١٩ - أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي الشيخ الصالح، قراءة عليه وأنا أسمع في سنة إحدى عشرة وأربع مائة، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن البختري أبو جعفر، إملاء، قال: ثنا العباس بن محمد الدوري، قال: ثنا محمد بن عبيد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إنما مثل الصلاة الخمس كمثل نهر جار على باب أحدكم، يغتسل منه كل يوم خمس مرات، فماذا يبقى من درنه؟» . محفوظ من حديث سليمان بن مهران الأعمش، وغريب من رواية محمد بن عبيد الطنافسي عنه، ووقع إلينا عاليا
٢٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد بن رزقويه، قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، قال: نا علي بن حرب، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» . أخرجه البخاري في كتابه الصحيح، عن علي ابن المديني، عن سفيان بن عيينة بهذا الإسناد. فكأن شيخنا أبا الحسن سمعه من البخاري، وثنا به عنه
٢١ - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله المعدل، قال: حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال: ثنا أحمد بن منصور، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أنا معمر، عن عاصم ابن أبي النجود، عن أبي وائل، عن معاذ بن جبل، قال: كنت مع رسول الله ﷺ في سفر، فأصبحت قريبا منه وهو يسير، فقلت: يا رسول الله، صلى الله عليك، أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار، قال: " قد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة، وصلاة الرجل من جوف الليل، ثم قرأ: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ، حتى بلغ: بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة ال: ١٦ - ١٧]، ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر، وعموده، وذروة سنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا نبي الله، قال: فأخذ بلسانه، وقال: اكفف عليك هذا، قلت: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس على وجوههم، أو قال: على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم "
٢٢ - أخبرنا أبو الفتح هليل بن محمد بن جعفر بن سعدان الكسكري، قال: أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد، قال: ثنا وهب بن جرير، قال: ثنا أبي، قال: سمعت النعمان، يحدث، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أن النبي ﷺ قال: " بينما راعي غنم في غُنيمه، إذ عدا الذئب، فأخذ منه شاة، فأتبعها فاستنقذها منه، فقال الذئب: من لها يوم لا يكون لها راعيًا غيري، قال: فقالوا: سبحان الله، قال: فإني أومن به أنا وأبو بكر وعمر "
٢٣ - قال أبو هريرة: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " بينما رجل يسوق بقرة حمل عليها شيئا، التفتت إليه فقالت: إني لم أخلق لهذا، إنما خلقت للحرث "، قال الناس: سبحان الله، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: أومن بذلك أنا وأبو بكر وعمر، ﵄ ". النعمان الراوي لهذا الحديث هو النعمان بن راشد الأموي الحراني
٢٤ - حدثنا أبو الفرج أحمد بن محمد بن عثمان بن الحسين المعدل، إملاء، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد القزويني، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن بكر بن توبة الكيلاني، قال: حدثنا الحارث بن عبد الله، مولى بني سليمان، بالمدينة، قال: ثنا إسحاق الفروي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، قال: خرج علينا رسول الله ﷺ، وأبو بكر عن يمينه، وعمر عن شماله، فقال: «هكذا نبعث يوم القيامة» . ﵄
٢٥ - أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ بن يعقوب، قال: قرئ على أبي علي إسماعيل بن محمد الصفار، وأنا أسمع، قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا روح بن عبادة البصري، عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو خالد، عن عبد الله ابن أبي سعيد المدني، قال: حدثتني حفصة بنت عمر، قالت: كان رسول الله ﷺ ذات يوم جالسا، قد وضع ثوبه بين فخذيه، فجاء أبو بكر فاستأذن، فأذن له، والنبي ﷺ على هيئته، ثم عمر ﵁ بمثل هذه القصة، ثم علي ﵁، ثم ناس من أصحابه، والنبي ﷺ على هيئته، ثم جاء عثمان ﵁، فاستأذن، فأخذ رسول الله ﷺ ثوبه فتجلله، قالت: ثم تحدثوا، ثم خرجوا، قالت: فقلت: يا رسول الله، جاء أبو بكر وعمر وعلي وناس من أصحابك وأنت على هيئتك، فلما جاء عثمان تجللت بثوبك، قالت: فقال: «ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة»
٢٦ - أخبرنا أحمد بن محمد بن حسنون، قال: نا محمد بن عمرو، إملاء، قال: نا محمد بن عبد الملك ابن أبي سليمان +، عن عطاء، عن أم سلمة. وعن أبي ليلى الكندي، عن أم سلمة. وعن داود ابن أبي عوف، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة، قالت: بينما رسول الله ﷺ على منامة له عليها كساء خيبري، إذ جاءت فاطمة ﵂ ببرمة فيها خزيرة، فقال لها رسول الله ﷺ: «ادعي زوجك وابنيك» . قالت: فاجتمعوا على تلك البرمة، فأكلوا منها، فنزلت هذه الآية: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب ال: ٣٣]، قالت: فأخذ رسول الله ﷺ فضل الكساء فغشاهم إياه، ثم أخرج يديه فلواهما نحو السماء، ثم قال: «اللهم إن هؤلاء أهل بيتي وحامتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» . قالت: قالها مرتين، قالت: فأدخلت رأسي في الكساء، فقلت: يا رسول الله، وأنا معكم، فقال: «إنك إلى خير، إنك إلى خير» . وهم خمسة تحت الكساء: رسول الله ﷺ، وفاطمة، وعلي، والحسن، والحسين، ﵃
٢٧ - أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل، قال: قرئ على إسماعيل بن محمد وأنا أسمع، قال: ثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثني عبد السلام بن حرب، عن زياد بن خيثمة، عن نعمان بن قراد، عن عبد الله بن عمر، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «خيرت بين الشفاعة وبين أن يدخل شطر أمتي الجنة، فاخترت الشفاعة، لأنها أعم وأكفأ، أترونها للمؤمنين المتقين؟ لا، ولكنها للمذنبين المتلوثين الخطائين»
٢٨ - أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر الغزال، قال: حدثنا عثمان بن أحمد بن يزيد، قال: ثنا الحسن بن سلام السواق، قال: حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، قال: ثنا شريك، عن بيان، عن قيس ابن أبي حازم، عن المستورد الفهري، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يذهب الصالحون أسلافا، الأول فالأول، يبقى حثالة كحثالة التمر أو الشعير، لا يبالي الله بها» أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله السكري، قال: أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، قال: ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، قال: حدثني رجل من قريش، ذكر أنه من ولد طلحة بن عبيد الله، قال: كان توبة بن الصمة بالرقة، وكان محاسبا لنفسه، فحسب، فإذا هو ابن ستين سنة، فحسب أيامها، فإذا هي أحد وعشرون ألف يوم وخمس مائة يوم، فصرخ وقال: يا ويلتي، ألقى المليك بأحد وعشرين ألف ذنب، كيف؟ وفي كل يوم عشرة ألآف ذنب، ثم خر مغشيا عليه، فإذا هو ميت، فسمعوا قائلا يقول: يا لك ركضة إلى الفردوس الأعلى أنشدنا أبو عبد الله الصوفي، ولم يسم قائلا: الناس بحر عميق ... والبعد منهم سفينة وقد نصحتك فاختر ... لنفسك السكينة آخر المجلس الثالث.
أول الرابع:
٢٩ - أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي الشيخ الصالح، قراءة عليه وأنا أسمع في سنة إحدى عشرة وأربع مائة، قال: ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ، إملاء، سنة سبع وثلاثين وثلاث مائة، قال: حدثنا العباس بن محمد، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " احتجت الجنة، فقالت الجنة: فيَّ ضعفة الناس ومساكينهم، وقالت النار: فيَّ الجبارون والمتكبرون، فقضى بينهما: أنت رحمتي، أرحم بك من أشاء، وأنت عذابي، أعذب بك من أشاء، وكلتاكما علي ملؤها ". انفرد الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج بإخراجه، فرواه عن عثمان ابن أبي شيبة، عن جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، وهو سليمان بن مهران، كما أخرجناه. فكأن شيخنا أبا نصر سمعه من مسلم وحدثنا به، وكانت وفاة مسلم في سنة إحدى وستين ومائتين
٣٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد بن رزقويه، قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، قال: نا علي بن حرب، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس: أن النبي ﷺ مر بشاة ميتة لمولاة ميمونة، فقال: «ألا أخذوا إهابها فانتفعوا به»، قالوا: يا رسول الله، إنها ميتة، قال: «إنما حرم أكلها» . أخرجه الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي في كتابه الصحيح، عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، هو ابن عتبة بن مسعود الهذلي بهذا. فكأنني أنا البخاري، سمعناه جميعا من أبي خيثمة زهير، عن يعقوب بن إبراهيم، وكانت وفاة زهير بن حرب ببغداد في شعبان من سنة أربع وثلاثين ومائتين، فأنا والبخاري فيه سواء
٣١ - أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، قال: ثنا الحسن بن عرفة، قال: ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، عن سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أنس بن مالك، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " آتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَابَ الْجَنَّةِ، فَأَسْتَفْتِحُ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ، فَيَقُولُ: بك أُمرت أن لا أفتح لأحد قبلك ". أخرجه مسلم عن عمرو بن محمد الناقد، وزهير بن حرب، كليهما عن أبي النضر هاشم بن القاسم بهذا. فكأن شيخنا أبا الحسين سمعه من مسلم، وثنا به عنه
٣٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جعفر الكسكري، قال: أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش، قال: ثنا أبو الأشعث، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: ثنا سليمان التيمي، قال: ثنا سيار، عن أبي أمامة: أن نبي الله ﷺ قال: " إن الله ﷿ قد فضلني على الأنبياء، أو قال: أمتي على الأمم، بأربع: أرسلني إلى الناس كافة، وجعل الأرض كلها لي ولأمتي مسجدا وطهورا، فأينما أدركت الرجل من أمتي الصلاة فعنده مسجده وعنده طهوره، ونصرني بالرعب، يسير بين يدي مسيرة شهر، يُقذف في قلوب أعدائي، وأحلت لي الغنائم "
٣٣ - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا أحمد بن منصور بن سيار، قال: ثنا عبد الرزاق بن همام، قال: أخبرنا الثوري، قال: أخبرني منصور، عن مجاهد، عن حرملة بن إياس الشيباني، عن أبي قتادة، قال: سئل رسول الله ﷺ عن صيام يوم عاشوراء، فقال: «يكفر السنة» . وسُئل عن صيام يوم عرفة، فقال: " يكفر سنتين: سنة ماضية، وسنة مستقبلة "
٣٤ - أخبرنا محمد بن أحمد بن رزقويه، قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عمر، قال: حدثنا علي بن حرب، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن أيوب، عن عطاء، عن ابن عباس، سمعته يقول: «أشهد أني شهدت العيد مع رسول الله ﷺ، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة، ثم خطب، فرأى أنه لم يُسمع النساء، فأتاهن فوعظهن وذكرهن، وأمرهن بالصدقة، ومعه بلال قائل بثوبه هكذا - وبسط ابن عيينة رداءه - فجعلت المرأة تلقي الخُرص والخاتم والثوب والشيء»
٣٥ - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله المعدل، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا أحمد بن منصور، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، يعني: قال الله ﷿: «إذا هم عبدي بالحسنة فاكتبوها له حسنة، فإن عملها فاكتبوها بعشر أمثالها، فإذا هم بالسيئة فعملها فاكتبوها سيئة واحدة، فإن تركها فاكتبوها له حسنة» . أخرجه مسلم عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق بهذا الإسناد. فكأن شيخنا أبا الحسين سمعه من مسلم، وثنا به عنه
٣٦ - أخبرنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، قال: نا أحمد بن منصور، قال: نا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن جرير بن عبد الله، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ما من قوم يكون بين أظهرهم رجل يعمل بالمعاصي، هم أعز منه وأمنع، لا يغيرون عليه، إلا أصابهم الله ﷿ بعقاب»
٣٧ - أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت»
٣٨ - أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر الغزال الشيخ الصالح، قال: ثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق، قال: ثنا عبيد بن عبد الواحد البزار، قال: ثنا آدم بن أبي إياس، قال: ثنا المسعودي، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: اضطجع النبي ﷺ على حصير، فأثر في جنبه، فلما استيقظ قال: «ما لي وللدنيا، وما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها» أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عبد الله بن إبراهيم الهاشمي العيسوي، قال: ثنا أبو علي عيسى بن محمد بن أحمد بن عمر بن عبد الملك بن عبد العزيز، المعروف بالطوماري، قال: ثنا الحسين بن فهم، قال: سمعت يحيى بن أكثم، يقول: كان للمأمون وهو أمير إذ ذاك مجلس نظر، فدخل في جملة الناس رجل يهودي، حسن الثوب، حسن الوجه، طيب الرائحة، قال: فتكلم فأحسن الكلام والعبارة، قال: فلما أن تقوض المجلس دعاه المأمون، فقال له: إسرائيلي؟ قال: نعم، قال له: أسلم حتى أفعل بك وأصنع، ووعده، فقال: ديني ودين آبائي، وانصرف، قال: فلما كان بعد سنة جاءنا مسلما، قال: فتكلم على الفقه فأحسن الكلام، فلما أن تقوض المجلس دعاه المأمون، وقال: ألست صاحبنا بالأمس؟ قال له: بلى، قال: فما سبب إسلامك؟ قال: انصرفت من حضرتك، فأحببت أن أمتحن هذه الأديان، وأنا مع ما تراني حسن الخط، فعمدت إلى التوراة، فكتبت ثلاث نسخ، فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها الكنيسة، فاشتريت مني، وعمدت إلى الإنجيل، فكتبت ثلاث نسخ، فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها البيعة فاشتريت مني، وعمدت إلى القرآن، فعملت ثلاث نسخ، وزدت فيها ونقصت، وأدخلتها إلى الوراقين، فتصفحوها، فلما أن وجدوا فيها الزيادة والنقصان رموا بها، فلم يشتروها، فعلمت أن هذا كتاب محفوظ، فكان سبب إسلامي. قال يحيى بن أكثم: فحججت في تلك السنة، فلقيت سفيان بن عيينة، فذكرت له الحديث، فقال لي: مصداق هذا في كتاب الله ﷿، قال: قلت: في أي موضع؟ قال: في قول الله ﷿ في التوراة والإنجيل: ﴿بما استحفظوا من كتاب الله﴾، فجعل حفظه إليهم فضاع، وقال ﷿: ﴿إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾، فحفظه الله علينا فلم يضع آخر المجلس الرابع.
أول المجلس الخامس:
٣٩ - أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي الشيخ الصالح، قراءة عليه وأنا أسمع، في شهر رمضان من سنة إحدى عشرة وأربع مائة، وفيها مات ﵁، قال: حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ، إملاء، قال: حدثنا سعدان بن نصر، قال: نا عمر بن شبيب المسلي، عن عمرو بن قيس الملائي، عن عبد الملك بن عمير، أو قال: سمعت عبد الملك بن عمير، عن النعمان بن بشير الأنصاري، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الحلال بين، والحرام بين، وبينهما مشتبهات، فمن تركهن استبرأ لعرضه ودينه، ومن ركبهن يوشك أن يركب الحرام، كالمرتع إلى جنب الحمى فيوشك أن يوقع، ولكل ملكٍ حمى، وإن حمى الله محارمه»
٤٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد بن رزقويه، قال: ثنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، قال: ثنا علي بن حرب، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا يُكْلم أحد في سبيل الله، والله أعلم بمن يُكلم في سبيله، إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما، اللون لون دم، والريح ريح المسك» . انفرد الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج بإخراجه، فرواه عن عمرو بن محمد الناقد، وزهير بن حرب، عن سفيان بن عيينة بهذا. فكأن شيخنا أبا الحسن سمعه من مسلم، وثنا به عنه
٤١ - حدثنا أبو الفرج أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن المعدل، إملاء، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد القزويني، قدم علينا سنة ثمان وأربعين وثلاث مائة، قال: حدثنا محمد بن أيوب الرازي، قال: ثنا عبد الرحمن بن المبارك، قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، قال: «أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل»
٤٢ - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري، قال: حدثنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، قال: ثنا أحمد بن منصور، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، عن عبيد الله ابن أبي يزيد، أنه سمع ابن عباس، يقول: «ما رأيت رسول الله ﷺ يتحرى صيام يوم يلتمس فضله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وشهر رمضان» . أخرجه مسلم عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق. فكأن شيخنا أبا محمد سمعه منه، وحدثنا به عنه
٤٣ - أخبرنا أبو الفتح هليل بن محمد بن جعفر الكسكري، قال: أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش، قال: ثنا إبراهيم بن مجشر، قال: ثنا عبيدة بن حميد، قال: ثنا عمارة بن غزية، عن سعيد، عن أبي هريرة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «من شيع جنازة في أهلها حتى توضع فله قيراط، ومن تبعها حتى يدفنها فله قيراطان، أحدهما، أو أصغرهما، أو أعظمهما، مثل أحد»
٤٤ - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله المعدل، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد، قال: ثنا أحمد بن منصور، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، قال: قال لي الزهري: أخبرني حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ، قال: " أسرف رجل على نفسه، فلما حضره الموت أوصى بنيه، فقال: إذا مت فأحرقوني، ثم اسحقوني، ثم اذروني في البحر، فوالله لئن قدر علي ربي ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا، قال: ففعلوا به ذلك، فقال الله ﷿ للأرض: أدي ما أخذت، فإذا هو قائم، فقال له: ما حملك على ما صنعته، قال: خشيتك، أو قال: مخافتك، فغفر له بذلك ". اتفق الإمامان جميعا البخاري ومسلم على إخراجه: أما مسلم فأخرجه عن محمد بن رافع، وعبد بن حميد، عن عبد الرزاق، وأما البخاري فأخرجه عن عبد الله بن محمد الجعفي، عن هشام بن يوسف، عن معمر. فكأن شيخنا أبا الحسين سمعه من البخاري ومسلم
٤٥ - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عبد الله بن إبراهيم الهاشمي، قال: ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدويه، إملاء، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق، قال: ثنا هُدْبَة بن خالد، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي نضرة، قال: سمعت ابن عباس يخطب على منبر البصرة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لم يكن نبي إلا له دعوة، يتنجزها في الدنيا، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، وأنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأول من تنشق الأرض عنه، وبيدي لواء الحمد، فآدم ﵇ ومن دونه تحت لوائي ولا فخر» ﷺ
٤٦ - أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ، قال: قرئ على إسماعيل بن محمد، قال: ثنا الحسن بن عرفة، قال: ثنا القاسم بن مالك المزني، عن المختار بن فلفل، عن أنس بن مالك، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أنا أول شفيع يوم القيامة، وأنا أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة، إن من الأنبياء لمن يأتي يوم القيامة ما معه مصدق غير واحد»
٤٧ - أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن البختري، قال: ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مُد أحدهم ولا نصيفه» . أخرجه البخاري في كتابه الصحيح عن عبيد الله بن معاذ، عن أبيه، عن معاذ بن معاذ العنبري، عن شعبة بن الحجاج، عن الأعمش كما أخرجناه. فكأنني أنا سمعته من البخاري، وكانت وفاة البخاري في الفطر من سنة ست وخمسين ومائتين ﵁
٤٨ - أخبرنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، قال: ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ، قال: ثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا سفيان، عن أبيه، عن أبي الضحى، عن ابن عباس، قال: قال العباس ﵁: ما نلقى يا رسول الله من قريش، إذا تلاقوا تلاقوا بوجوه مشرقة، وإذا لقيناهم لقونا بغير ذلك، فقال: «والذي نفسي بيده، لا يدخلوا الجنة حتى يؤمنوا، ولا يؤمنوا حتى يحبوكم لله ولرسوله، أترجو مراد شفاعتي ولا يرجوها بنو عبد المطلب»
٤٩ - أخبرنا أحمد بن محمد النرسي، قال: ثنا محمد بن عمرو، إملاء، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، قال: ثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود، قال: «إن الله ﷿ نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد صلى الله عليه خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، وابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلبه، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد بعد قلبه، فجعلهم وزراء نبيه صلى الله عليه، يقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسنا، فهو عند الله حسن، وما رآه المسلمون سيئا، فهو عند الله سيئ» . قال ابن عياش: وأنا أقول: إنهم رأوا أن يولوا أبا بكر بعد النبي ﷺ أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله السكري، قال: أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، قال: ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، قال: سمعت أبا جعفر الكندي في جنازة بشر بن الحارث، يقول: دخل ابن السماك على داود الطائي حين مات، وهو في بيت على التراب، فقال: داود، سجنت نفسك قبل أن تسجن، وعذبت نفسك قبل أن تعذب، فاليوم ترى ثواب من كنت له تعمل قال عبد الله بن محمد: وحدثني أبو عبد الله التميمي، عن أبيه، قال: رأيت حماد بن سلمة في النوم، فقلت: ما فعل بك ربك؟ قال: خيرا، قلت: ماذا؟ قال: قيل لي: طال ما كددت نفسك، فاليوم أطيل راحتك، وراحة المتعبين في الدنيا، بخ بخ، ماذا أعددت لهم؟
٥٠ - أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن وصيف، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، قال: ثنا محمد بن يونس، قال: حدثنا محمد بن روح الرقاشي، قال: حدثنا بدل بن المحبر، قال: ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، قال: سمعت علي بن أبي طالب، يقول ﵁: وكن معدنا للحلم واصفح عن الأذى ... فإنك لاق وما عملت وسامع وأحبب إذا أحببت حبا مقاربا ... فإنك لا تدري متى الحب نازع وأبغض إذا أبغضت بغضا مقاربا ... فإنك لا تدري متى الحب راجع آخر المجلس الخامس.
وأول المجلس السادس:
مجلس في يوم الجمعة بعد الصلاة، الثالث من رجب من سنة ثلاث وسبعين وأربع مائة حدثنا الشريف السيد نقيب النقباء أبي الْفَوَارِسِ طَرَّادُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيُّ الهاشمي، إملاء، قال:
٥١ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد بن رزقويه، قراءة عليه وأنا أسمع، في شهر رمضان من سنة إحدى عشرة وأربع مائة، قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، قال: ثنا علي بن حرب، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، قال النبي ﷺ: " لا حسد إلا في اثنتين: رجل أتاه الله القرآن، فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه مالا، فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار ". اتفق الإمامان جميعا أبو عبد الله محمد بن الحسين البخاري وأبو الحسين مسلم بن الحجاج، ﵄، على إخراجه في كتابيهما: أما البخاري فأخرجه عن علي بن عبد الله، هو ابن المديني، وأما مسلم فأخرجه عن أبي بكر ابن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وعمرو بن محمد الناقد، كلهم عن سفيان بن عيينة، فكأن شيخنا أبا الحسن سمعه من البخاري ومسلم، وثنا به عنهما
٥٢ - أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي الشيخ الصالح، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن البختري، إملاء، قال: حدثنا الحسن بن ثواب التغلبي، سنة خمس وستين ومائتين، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أنا أشعث، عن الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة، أن رسول الله ﷺ قال له: «يا عبد الرحمن بن سمرة، لا تسل الإمارة من قِبَلِ نفسك، فإنك إن أُعطيتها عن مسألة تُكَلْ إليها، وإن تُعطها عن غير مسألة تُعَنْ عليها، يا عبد الرحمن بن سمرة، إذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها، فَأْتِ الذي هو خير، وَكَفِّرْ عن يمينك»
٥٣ - حدثنا الْقَاضِي الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله بن إبراهيم الهاشمي العيسوي، قال: ثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق، إملاء، قال: ثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي، سنة إحدى وسبعين ومائتين، قال: ثنا يحيى بن سعيد القطان، قال: ثنا الأعمش، قال: ثنا زيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود، قال: حدثنا رسول الله ﷺ، وهو الصادق المصدوق: " أَنَّ خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما، أو قال: أربعين ليلة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فيؤمر بأربع كلمات، قال: يكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، قال: فوالذي لا إله غيره، إن أحدكم ليعمل بعمل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيختم له بعمل النار، فيكون من أهلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل النار حتى ما يكون إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيختم له بعمل الجنة، فيكون من أهلها ". اتفق الإمامان جميعا البخاري ومسلم على إخراجه في كتابيهما: أما البخاري فأخرجه عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، عن الأعمش. فكأن شيخنا أبا الحسن سمعه منه، وثنا به عنه، وأما مسلم فأخرجه عن عبيد الله بن معاذ بن معاذ العنبري، عن أبيه، عن شعبة بن الحجاج، عن الأعمش. فكأنني أنا سمعته من مسلم بن الحجاج
٥٤ - أخبرنا أبو الفتح هليل بن محمد بن جعفر الكسكري، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش القطان، قال: ثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام، قال: ثنا زياد بن عبد الله، عن الحجاج، عن عطية بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «من توضأ يوم الجمعة فأحسن الوضوء، وأتى المسجد، فلم يلغ ولم يجهل كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة الأخرى، والصلاة تكفر ما بينها وبين صاحبتها»
٥٥ - أخبرنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا أحمد بن منصور بن سيار، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري، عن عثمان بن حكيم، عن عبد الرحمن ابن أبي عمرة، عن عثمان، ﵁، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ صلى صلاة العشاء في جماعة فهو كقيام نصف ليلة، ومن صلى العشاء والصبح في جماعة فهو كقيام ليله» . أخرجه مسلم عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن عثمان بن حكيم أبي سهل بهذا. فكأن شيخنا أبا محمد سمعه منه، وحدثنا به عنه
٥٦ - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله المعدل، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، قال: ثنا أحمد بن منصور، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أبي إسحاق، عن الأغر بن مسلم - هكذا قال: ابن مسلم - عن أبي هريرة، وأبي سعيد، عن رسول الله ﷺ، قال: «ما اجتمع قوم يذكرون الله ﷿ إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده»
٥٧ - أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر الغزال الشيخ الصالح، قال: ثنا عثمان بن أحمد، إملاء، قال: ثنا خلف بن الحسن بن جوان الواسطي، قال: ثنا زكريا بن يحيى الخزاز المقرئ، قال: ثنا فضالة بن حصين، قال: ثنا رشدين أبو عبد الله، عن الفرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، عن أبي ذر، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " من صام يوما من رجب عدل صيام شهر، ومن صام منه سبعة أيام غُلِّقت عنه أبواب الجحيم السبعة، ومن صام منه ثمانية أيام فُتحت له أبواب الجنان الثمانية، ومن صام منه عشرة أيام بدل الله سيئاته حسنات، ومن صام منه ثمانية عشر يوما نادى منادي: أن قد غفرت لك فامض فاستأنف العمل "
٥٨ - أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، قال: ثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثني المعتمر بن سليمان، قال: سمعت عاصم الأحول، يقول: حدثني شرحبيل، أنه سمع أبا سعيد، وأبا هريرة، وابن عمر، يحدثون أن نبي الله ﷺ قال: «الذهب بالذهب، وزنا بوزن، مثلا بمثل، من زاد أو ازداد فقد أربى» . قال شرحبيل: إن لم أكن سمعته منهم، فأدخلني الله النار أخبرنا الحسين بن عمر الغزال، قال: ثنا عثمان بن أحمد، إملاء، قال: ثنا الحسن بن سلام السواق، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، قال: ثنا الأعمش، عن منذر الثوري، أن الربيع بن خثيم قال لأهله: اصنعوا لي خبيصا، قال: وكان لا يكاد يتشهى عليهم، قال: فصنعوه، وأرسل إلى جار له مصاب، قال: فجعل يأكل ولعابه يسيل، فقال له أهله: ما يدري هذا ما يأكل، قال الربيع: لكن الله ﷿ يدري أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن وصيف، قال: ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، قال: حدثني عمر بن محمد بن الهيثم، قال: حدثني إبراهيم أبو إسحاق الزهري القاضي، قال: ثنا جعفر بن عون بن عمرو بن حريث أبو عون، قال: سمعت مسعر بن كدام يقول لابنه كدام: إني نحلتك يا كدام نصيحتي ... فاقبل لقول أب عليك شفيق أما المزاحة والمراء فدعهما ... خلقان لا أرضاهما لصديق إني بلوتهما فلم أحمدهما ... لمجاور جار ولا لرفيق آخر المجلس السادس.
أول السابع:
مجلس يوم الجمعة الثامن من شعبان من سنة ثلاث وسبعين وأربع مائة حدثنا نقيب النقباء الشريف الأجل الكامل أَبُو الْفَوَارِسِ طَرَّادُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الهاشمي الزينبي، قال:
٥٩ - أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن رزقويه، قراءة عليه في شهر رمضان في سنة إحدى عشرة وأربع مائة وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة: أن النبي ﷺ قال: «لا تناجشوا، ولا يبيع حاضر لباد، ولا يبيع الرجل على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبة أخيه، ولا تسأل المرأة طلاق أختها، لتكتفئ بما في إنائها» . اتفق الإمامان جميعا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج، ﵄ على إخراجه في كتابيهما، أما البخاري فأخرجه عن علي ابن المديني، وأما مسلم فأخرجه عن أبي بكر ابن أبي شيبة، وعمرو بن محمد الناقد، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة بهذا. فكأن شيخنا أبا الحسن سمعه من البخاري ومسلم، وحدثنا به عنهما
٦٠ - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله المعدل، فيما أذن لنا أن نرويه، أن أبا محمد دعلج بن أحمد، أخبرهم قال: حدثنا إبراهيم ابن أبي طالب النيسابوري، قال: ثنا عبد الله بن الجراح، قال: حدثنا سعيد بن عبد الكريم الواسطي، عن أبي نعمان السعدي، عن أبي رجاء العطاردي، عن أنس بن مالك، قال: بعثني النبي ﷺ إلى عائشة، ﵂، فقلت: أسرعي، فإني تركت رسول الله صلى الله عليه يحدثهم بحديث ليلة النصف من شعبان، فقالت: يا أنيس، اجلس حتى أحدثك عن ليلة النصف من شعبان، قالت: كانت ليلة النصف من شعبان ليلتي، قالت: فجاء النبي ﷺ حتى دخل معي في لحاف، قالت: فانتبهت من الليل فلم أجده، قالت: فطفت في حجرات نسائه فلم أجده، قالت: قلت: ذهب إلى جاريته مارية القبطية، قالت: فخرجت فمررت في المسجد، فوقعت رجلي عليه وهو ساجد، وهو يقول: «سَجَدَ لَكَ خَيَالِي وَسَوَادِي، وَآمَنَ بِكَ فُؤَادِي، وَهَذِهِ يَدِيَ الَّتِي جَنَيْتُ بِهَا عَلَى نَفْسِي، فَيَا عَظِيمُ، هَلْ يَغْفِرُ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ إِلا الرَّبُّ الْعَظِيمُ، اغْفِرْ لِيَ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ» قَالَتْ: ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ هَبْ لِي قَلْبًا تَقِيًّا نَقِيًّا مِنَ الشَّرِّ بَرِيًّا، لَا كَافِرًا وَلَا شَقِيًّا» قَالَتْ: ثُمَّ عَادَ فَسَجَدَ فَقَالَ: " أَقُولُ لك كَمَا قَالَ أَخِي دَاوُدُ ﵇: أُعَفِّرُ وَجْهِيَ فِي التُّرَابِ لِسَيِّدِي، وَحَقَّ لِوَجْهِ سَيِّدِي أَنْ تُعَفَّرَ الْوُجُوهُ لِوَجْهِهِ " قَالَتْ: ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَنْتَ فِي وَادٍ وَأَنَا فِي وَادٍ، قَالَتْ: فَسَمِعَ حِسَّ قَدَمِي فَدَخَلَ الْحُجْرَةَ، فَقَالَ: «يَا حُمَيْرَاءُ، أَمَا تَدْرِينَ مَا هَذِهِ اللَّيْلَةُ، هَذِهِ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، إِنَّ لِلَّهِ ﷿ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ عُتَقَاءَ مِنَ النَّارِ بِعَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ» . قَالَتْ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَمَا بَالُ غَنَمِ كَلْبٍ؟ قَالَ: " لَيْسَ الْيَوْمَ فِي الْعَرَبِ قَوْمٌ أَكْثَرُ غَنَمًا مِنْهُمْ، لا أَقُولُ فِيهِمْ سِتَّةُ نَفَرٍ: مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَلَا عَاقُّ وَالِدَيْهِ، وَلَا مُصِرٌّ عَلَى رِبًا أَوْ زِنًا، وَلَا مُصَارِمٌ، وَلَا مُصَوِّرٌ، وَلَا قَتَّاتٌ "
٦١ - أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي الشيخ الصالح، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن البختري، قال: حدثنا عبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي، قال: ثنا يحيى بن صالح، قال: حدثنا سعيد بن سنان، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرة، عن شداد بن أوس، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «أيها الناس، إِنَّ الدُّنْيَا عَرَضٌ حَاضِرٌ يَأْكُلُ مِنْهُ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، وَإِنَّ الآخِرَةَ وَعْدٌ صَادِقٌ، يَحْكُمُ فِيهَا الحقُّ ومَلِكُ قَادِرٌ، يُحِقُّ فِيهَا الْحَقَّ وَيُبْطِلُ الْبَاطِلَ، أَيُّهَا النَّاسُ، فَكُونُوا أَبْنَاءَ آخِرَة، وَلا تَكُونُوا أَبْنَاءَ دُّنْيَا، فَإِنَّ كُلَّ أُمٍّ يَتْبَعُهَا وَلَدُهَا»
٦٢ - أخبرنا أبو الفتح هليل بن محمد بن جعفر الكسكري، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش، قال: ثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام، قال: حدثنا حزم بن أبي حزم، قال: ثنا ميمون بن سياه، عن أنس بن مالك، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «من أحب أن يمد الله في عمره، ويزيد في رزقه، فليبر والديه، وليصل رحمه»
٦٣ - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسن بن الهيثم بن طهمان، قال: أخبرنا حامد بن محمد الهروي، قال: أنا علي بن عبد العزيز، قال: نا أبو عبيد القاسم بن سلام، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر، قال: نا عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع عليهم، وهو مسئول عنهم، والرجل راع على أهل بيته، وهو مسئول عنهم، وامرأة الرجل راعية على بيت زوجها وولدها، وهي مسئولة عنهم، وعبد الرجل راع على مال سيده، وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته»
٦٤ - أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، قال: ثنا الحسن بن عرفة، قال: ثنا جرير بن عبد الحميد، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، قال: سئل النبي ﷺ: أي الصدقة أفضل؟ قال: " لَتُنَبَّأَنَّ أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ، تَأْمُلُ الْبَقَاءَ، وَتَخَافُ الْفَقْرَ، وَلَا تَمَهَّلْ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ الْحُلْقُومَ، قُلْتَ: لِفُلَانٍ كَذَا، وَلِفُلَانٍ كَذَا، أَلَا وَقَدْ كَانَ لِفُلَانٍ ". أخرجه مسلم عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن جرير بن عبد الحميد. فكأن شيخنا أبا الحسين سمعه منه، وحدثنا به عنه
٦٥ - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عبد الله بن إبراهيم الهاشمي العيسوي، قال: ثنا محمد بن عمرو بن البختري، قال: ثنا محمد بن عبيد الله المنادي، قال: ثنا يونس بن محمد، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عبد الرحمن ابن أبي بكرة، عن أبيه: أن رجلا قال: يا رسول الله، أي الناس خير؟ قال: " من طال عمره، وحَسُن عمله، قال: أي الناس شر؟ قال: من طال عمره، وساء عمله "
٦٦ - أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر الغزال، قال: ثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله، إملاء، قال: ثنا أحمد بن إسحاق بن صالح الوزان، قال: ثنا عيسى بن إبراهيم السعيدي، قال: ثنا حماد بن سلمة، قال: ثنا حميد، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إن لله ﷿ في الليل والنهار عُتقاء من النار، ولكل مسلم ومسلمة في كل يوم وليلة دعوة مُستجابة»
٦٧ - أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، قراءة عليه، قال: أخبرنا إسماعيل بن علي بن إسماعيل، قال: ثنا أحمد بن منصور، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء الله بقوم يذنبون فيستغفرون الله ﷿، فيغفر لهم» أخبرنا الحسين بن عمر، قال: ثنا عثمان بن أحمد، قال: ثنا محمد بن إسحاق السراج، قال: سمعت إبراهيم بن السري يقول: سمعت أبي يقول: لو أشفقت هذه النفوس على أبدانها شفقتها على أولادها للاقت السرور في معادها أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن وصيف، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم، قال: ثنا محمد بن يونس بن يزيد، قال: حدثنا الأصمعي، قال: وعظ أعرابي أخاه فقال: يا أخي، إنك طالب ومطلوب، فبادر الموت واحذر الفوت، وخذ من الدنيا ما يكفيك، ودع منها ما يُطغيك، وإياك والبطْنَة، فإنها تعمي عن الفطنة، ودع المراء لقلة خيره، فإنه لا تؤمن فتنته، ولا تفقه حكمته آخر المجلس السابع.
أول المجلس الثامن:
٦٨ - حدثنا نقيب النقباء الكامل، إملاء من لفظه في يوم الجمعة سابع رمضان من سنة ثلاث وسبعين، أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي الشيخ الصالح، ﵀، قراءة عليه وأنا أسمع، في شهر رمضان في سنة إحدى عشرة وأربع مائة، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن البختري، إملاء، قال: نا العباس بن محمد، قال: ثنا كثير بن هشام، قال: ثنا جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، رفعه إلى النبي ﷺ، قال: «ليس الغناء لكثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس، والله ما أخشى عليكم الخطأ، ولكن أخشى عليكم العمد، والله ما أخشى عليكم الفقر، ولكن أخشى عليكم التكاثر» . هذا حديث صحيح من حديث كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان الجزري، أخرج الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج في كتابه أحاديث لكثير بن هشام بهذا الإسناد، فهذا على شرطه، ووقع إلينا عاليا
٦٩ - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله المعدل، فيما أذن لنا أن نرويه عنه، أن أبا عبد الرحمن أحمد بن علي بن أحمد بن حاتم الكوفي أخبرهم، قال: ثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي، قال: ثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " كل عمل ابن آدم تضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف، قال الله ﷿: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع طعامه وشهوته من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فيه أطيب عند الله ﷿ من ريح المسك، الصوم جُنة، الصوم جُنة "
٧٠ - أخبرنا أبو الفتح هليل بن محمد بن جعفر الكسكري، قال: أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش، قال: ثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام، قال: ثنا خالد بن الحارث، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: حدثنا غير واحد ممن لقي الوفد، وذكر أبا نضرة، أنه حدث عن أبي سعيد الخدري: أن وفد عبد القيس لما قدموا على رسول الله ﷺ، قالوا: يا رسول الله، إنا حي من ربيعة، وبيننا وبينك كفار مضر، وإنا لا نقدر عليك إلا في الشهر الحرام، فمرنا بأمر ندعو إليه من وراءنا من قومنا، وندخل به الجنة إذا نحن أخذنا به أو عملنا به، فقال: " آمركم بأربع، وأنهاكم عن أربع: أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وتقيموا الصلاة، وتؤتوا الزكاة، وتصوموا رمضان، وتعطوا الخمس من المغنم، وأنهاكم عن أربع: عن الدباء، والحنتم، والمزفت، والنقير "
٧١ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد بن رزقويه، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، قال: ثنا علي بن حرب، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» . أخرجه البخاري الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في كتابه، عن علي ابن المديني، عن سفيان بن عيينة بهذا. فكأن شيخنا أبا الحسن سمعه منه، وثنا به عنه
٧٢ - أخبرنا علي بن محمد المعدل، قال: أخبرنا الحسين بن صفوان، قال: ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، قال: ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال: ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا منشرهم، وكأني بأهل لا إله إلا الله ينفضون التراب عن رءوسهم، ويقولون: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن "
٧٣ - أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، قال: ثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس بن مالك، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " آتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَابَ الْجَنَّةِ فَأَسْتَفْتِحُ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ، فَيَقُولُ: بك أُمرت أن لا أفتح لأحد قبلك ". صحيح أخرجه مسلم بن الحجاج، عن أبي خيثمة زهير بن حرب، وعمرو بن محمد الناقد، كليهما عن أبي النضر هاشم بن القاسم بهذا. فكأن شيخنا أبا الحسين سمعه منه، وحدثنا به عنه
٧٤ - أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله السكري، قال: أخبرنا الحسين بن صفوان، قال: ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، قال: ثنا سعيد بن محمد الجرمي، قال: ثنا أبو عبيدة الحداد، قال: ثنا محمد بن ثابت البناني، عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن أبيه، عن عبد الله بن العباس، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " تنصب، أو توضع، للأنبياء منابر من ذهب، فيجلسون عليها، ويبقى منبري لا أجلس عليه، أو لا أقعد عليه، قائما بين يدي ربي ﷿ منتصبا لأمتي، مخافة أن يُبعث بي إلى الجنة وتبقى أمتي بعدي، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقول الله ﵎: يا محمد، وما تريد أن أصنع بأمتك؟ فأقول: يا رب، عجل حسابهم، فيُدعى بهم فيحاسبون، فمنهم من يدخل الجنة برحمة الله، ومنهم من يدخل الجنة بشفاعتي، فما أزال أُعطى صكاكا برجال قد بُعث بهم إلى النار، حتى إن مالكا خازن النار يقول: يا محمد، ما تركت للنار لغضب ربك لأمتك من نقمة "
٧٥ - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عبد الله بن إبراهيم الهاشمي، قال: حدثنا عثمان بن أحمد بن يزيد، قال: ثنا الحارث ابن أبي أسامة، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن صهيب، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " إذا دخل أهل الجنة الجنة، نودوا: يا أهل الجنة، إن لكم عند الله ﷿ موعدا لم تروه، قالوا: وما هو؟ ألم يبيض وجوهنا، ويزحزحنا عن النار، ويدخلنا الجنة؟ قال: فيكشف الحجاب، فينظرون، فوالله ما أعطاهم الله ﷿ شيئا هو أحب إليهم منه، ثم قرأ: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس ال: ٢٦] ". أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي بكر ابن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون. فكأن شيخنا القاضي أبا الحسين سمعه منه، وحدثنا به عنه
٧٦ - أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن عمر الشيخ الصالح، قال: ثنا عثمان بن أحمد بن يزيد، قال: ثنا الحسن بن سلام السواق، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي ﵁، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " للمسلم على المسلم ست من المعروف: يسلم عليه إذا لقيه، ويعوده إذا مرض، ويجيبه إذا دعاه، ويشهده إذا توفي، ويحب له ما يحب لنفسه، وينصح له العيب "
٧٧ - أخبرنا أحمد بن محمد بن حسنون، قال: ثنا محمد بن عمرو، إملاء، قال: ثنا محمد بن أحمد ابن أبي العوام، قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، يسأل أبا النضر هاشم بن القاسم عن هذا الحديث، فسمعت هاشم بن القاسم، يقول: حدثنا عبد العزيز بن النعمان القرشي، قال: ثنا زيد بن حيان، عن عطاء، عن أبي هريرة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " لا يجتمع حب هؤلاء الأربعة إلا في مؤمن: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي ". ﵃ أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن وصيف، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن يونس بن موسى القرشي، قال: ثنا الأصمعي، قال: أتى أعرابي إلى معن بن زائدة، ومعه نطع فيه صبي حين ولد، فاستأذن عليه، فلما دخل دهده الصبي بين يديه، وقال: سميتُ معنا بمعنٍ ثم قلت له ... هذا سمي فتى في الناس محمود أنت الجواد ومنك الجود نعرفه ... فإن هلكت فما جود بموجود أمست يمينك من جود مصورة ... لا بل يمينك منها صورة الجود قال: كم الأبيات؟ قال: ثلاثة، قال: اعطوه ثلاثمائة دينار، لو كنت زدتنا لزدناك، قال: حسبك ما سمعت، وحسبي ما أخذت أخر المجلس الثامن.
أول المجلس التاسع:
٧٨ - أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي الشيح الصالح، ﵁، قراءة عليه وأنا أسمع، في سنة إحدى عشرة وأربع مائة، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن البختري، إملاء، قال: حدثنا الحسين بن مكرم أبو علي، قال: ثنا أبو النضر، يعني هاشم بن القاسم، قال: ثنا أبو جعفر الرازي، عن يونس، عن الحسن، عن أبي هريرة: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله ﷿ "
٧٩ - أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن عمر الغزال، قراءة عليه، قال: ثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله، قال: حدثنا أبو علي حنبل بن إسحاق بن حنبل، قال: ثنا شاذ بن فياض، قال: ثنا أبو قحذم الجرمي، عن أبي قلابة، عن ابن عمر، قال: مر عمر بمعاذ، ﵄، وهو يبكي، فقال: ما يبكيك يا معاذ؟ قال: حديث سمعته من صاحب هذا القبر، يعني النبي ﷺ، سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن أدنى الرياء شرك، وإن أحب العباد إلى الله الأتقياء الأخفياء، الذين إذا غابوا لم يفتقدوا، وإذا شهدوا لم يعرفوا، أولئك أئمة الهدى ومصابيح العلم»
٨٠ - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، قال: ثنا أحمد بن منصور بن سيار، قال: ثنا عبد الرزاق بن همام، قال: أخبرنا الثوري، قال: أخبرني منصور، عن مجاهد، عن حرملة بن إياس الشيباني، عن أبي قتادة، قال: سئل رسول الله ﷺ عن صيام يوم عاشوراء، فقال: يكفر السنة، وسئل عن صيام عرفة، فقال: يكفر سنتين: سنة ماضية، وسنة مستقبلة "
٨١ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جعفر الكسكري، قال: أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش، قال: حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم بن سليمان، عن عبد الله بن سرجس، قال: كان رسول الله ﷺ إذا سافر يقول: «اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، ومن الحور بعد الكون، ودعوة المظلوم، وسوء المنظر في الأهل والمال» . قيل لعاصم: ما الحور بعد الكون؟ قال: كان يقال: حار بعدما كان
٨٢ - أخبرنا القاضي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إبراهيم الهاشمي، ﵀، قال: حدثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق، قال: ثنا أحمد بن بشر المرثدي، قال: حدثنا خالد بن خداش، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " الملائكة يتعاقبون فيكم، ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر، ثم يعرج الذين كانوا فيكم، فيسألهم وهو أعلم، فيقول: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهو يصلون، وأتيناهم وهو يصلون "
٨٣ - أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ، قال: أخبرنا إسماعيل، قال: ثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثني القاسم بن مالك المزني، عن المختار بن فلفل، عن أنس بن مالك، قال: بينا رسول الله ﷺ ذات يوم، إذ أقيمت الصلاة، فقال: " يا أيها الناس، إني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود، ولا ترفعوا رءوسكم، فإني أراكم من أمامي ومن خلفي، وأيم الذي نفس محمد بيده، لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، قالوا: يا رسول الله، وما رأيت؟ قال: رأيت الجنة والنار "
٨٤ - حدثنا أبو الفرج أحمد بن محمد بن عمر بن الحسين المعدل، إملاء، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد، قال: حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، قال: ثنا عفان، قال: ثنا همام، عن قتادة: أن عونا، وسعيد بن أبي بردة حدثاه، أنهما شهدا أبا بردة يحدث عمر بن عبد العزيز، ﵁، عن أبيه، عن النبي ﷺ، قال: «لا يموت رجل مسلم إلا أدخل الله ﷿ مكانه النار يهوديا أو نصرانيا» . قال: فاستحلفه عمر بن عبد العزيز بالله الذي لا إله إلا هو، ثلاث مرات، أن أباه حدثه عن رسول الله ﷺ، قال: فحلف له، قال: فلم يحدثني سعيد أنه استحلفه، ولم ينكر على عون قوله. هذا حديث صحيح، أخرجه الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج في كتابه الصحيح، عن أبي بكر ابن أبي شيبة، عن عفان هو ابن مسلم، عن همام بهذا. فكأن شيخنا أبا الفرج سمعه من مسلم، وحدثنا به عنه
٨٥ - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله المعدل، قال: أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: ثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا إسحاق بن يوسف، عن عبد الملك، عن عطاء، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، قال: «لله ﷿ مائة رحمة، وإنما أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على أولادها، وادخر تسعة وتسعين رحمة ليرحم بها عباده يوم القيامة»
٨٦ - أخبرنا الحسين بن عمر، فيما أذن لنا أن نرويه عنه، أن أحمد بن سلمان الفقيه حدثهم، قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس، عن أبي موسى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة، ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة، لا ريح لها طيب وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الحنظلة، طعمها مر ولا ريح لها» . أخرجه الإمامان في كتابيهما من حديث أبي عوانة
٨٧ - أخبرنا أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين بن البادي، قال: أخبرنا حامد بن محمد الهروي، قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن سهيل بن صالح، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن تميم الداري، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " الدين النصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولرسوله، ولكتابه، وللأئمة، ولجماعة المسلمين "
٨٨ - أخبرنا علي بن محمد المعدل، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا أحمد بن منصور، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن ثابت، عن أنس: «أن أسيد بن حضير الأنصاري، ورجل آخر من الأنصار، تحدثا عند رسول الله ﷺ في حاجة لهم حتى ذهب من الليل ساعة، وليلة شديدة الظلمة، ثم خرجا من عند رسول الله ﷺ ينقلبان، وبيد كل واحد منهما عصية، فأضاءت عصا أحدهما لهما حتى مشيا في ضوئها، حتى إذا افترقت بهما الطريق، أضاءت للآخر عصاه، فمشي كل واحد منهما في ضوء عصاه حتى بلغ أهله»
٨٩ - أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن وصيف، قال: أنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، قال: ثنا محمد بن يونس القرشي، قال: ثنا الأصمعي، قال: حدثنا شبيب، قال: لما حضرت سعيد بن العاص الوفاة قال لبنيه: أيكم يقبل وصيتي، قال ابنه الأكبر: أنا يا أبه، قال: فإن فيها قضاء ديني، قال: وما دينك يا أبه؟ قال: ثمانون ألف دينار، قال: وفيم أخذتها يا أبه؟ في كريم سددت منه خلة، وفي رجل أتاني في حاجة ودمه ينزو في وجهه من الحياء، فبدأته بها قبل أن يسألني قال محمد بن يونس: وحدثنا الأصمعي، قال: اشتكى أعرابي شكاة شديدة، فعاده قومه وبنو عمه، قالوا: كيف نجدك يا فلان؟ قال: أجدني أجد ما لا أشتهي، وأشتهي ما لا أجد أخبرنا علي بن محمد المعدل، قال: أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، قال: ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، قال: قال أبو علي الحسين بن عبد الرحمن: أنشدني أبو عمران السلمي: وإني لآتي الذنب أعرف قدره ... وأعلم أن الله يعفو ويغفر لئن عظم الناس الذنوب فإنها ... وإن عظمت في رحمة الله تصغر آخر المجلس التاسع. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وسلم تسليما.
अज्ञात पृष्ठ