आशा और यूटोपिया एर्नेस्ट ब्लोच के दर्शन में
الأمل واليوتوبيا في فلسفة إرنست بلوخ
शैलियों
70
والمعروف أن هيلين هي النموذج الأصلي للجمال، ويتحرك هذا النموذج الذي كان قد هبط إلى غياهب الماضي، واستحضره الشيطان من مكمنه ليرتفع به إلى أعلى في عصر فاوست المختلف عن عصره؛ مما يدل على أن من الممكن أن تصبح المادة اليوتوبية عينية في النماذج الأولية، وهذا المظهر اليوتوبي يجب أن ننظر إليه نظرة لا تعود به إلى الخلف ولكن تدفعه وتقوده إلى الأمام، إلى المستقبل.
ويتوقف بلوخ عند النماذج الأولية للنزعة الرومانسية التي جعلتها تركن إلى الماضي وتتسم بالحنين الدائم إليه، وترتدي قناعه فحسب، ولم تتخذ منه قوة دافعة للمستقبل، بل ارتبطت إلى حد كبير بنظرية المثل الأفلاطونية - على الرغم من الاختلاف بينهما - حيث استعارت الأولى من هذه الأخيرة فكرة إعادة التذكر. فالمثل عند أفلاطون سماوية متعالية، أما في الرومانسية فهي نكوص لعصور سابقة، ولهذا تحولت العلاقة بين الوظيفة اليوتوبية والنماذج الأولية إلى علاقة تراجعية أو رجعية
Reactionary ، تتميز بالنظر إلى الوراء. وتحول الانتباه عن الحاضر الفعلي وقوته الدافعة إلى الأمام إلى الماضي فمنع انفتاح الحاضر والماضي معا على المستقبل.
71
ويعتبر بلوخ أن هذا سوء فهم من الرومانسيين للنماذج الأولية، لأن البعد اليوتوبي في هذه النماذج لا يمكن تحقيقه من خلال العناصر الأصلية، وإنما يتحول خلال التاريخ ويمضي في مساره بعيدا عن الأصل. وتحتاج كل النماذج الأولية إلى معالجة يوتوبية، وبذلك يظهر نموذج جديد بعيد عن الأصول الأولية ويدخل في مضمون جديد بالكامل. إن النماذج الأولية موجودة في كل الأعمال الأدبية والأساطير والديانات والمأثورات الشعبية، فرائعة جوته «فاوست» - على سبيل المثال - مليئة بهذه النماذج، خاصة في الجزء الثاني. ولكنها ليست نسخا من التجربة الأولى. وكل عصر يستخدم المضمون ويعيد توظيفه من جديد ويفض الغلاف الذي يحيط بالأمل الكامن في هذه النماذج وربما يتضح هذا في السيمفونية السابعة لبتهوفن، وفي أوبرا «الناي السحري» لموتسارت وغيرها من الأوبرات التي تناولت موضوعات قديمة برؤية جديدة مثل «أوديب» و«أنتيجون» و«أليكترا» حيث استخدمت المجازات والرموز الأولية وسيلة للتنوير.
72
الوظيفة اليوتوبية إذن، أو وظيفة الوعي بال «ليس-بعد»، هي رسم ما قد كان وما يزال جديرا بأن يبقى في المستقبل. وهي تفصح عما لم يتكشف في الماضي، ولا تكشف فقط عن الفائض الثقافي، بل ترجع أيضا للخلف - بالمعنى الثنائي السابق - لتكشف عن توقع قديم لوعي ال «ليس-بعد»، بوصفه مادة لم تتحقق بعد. إن المرساة التي تغرق أسفل القاع هي نفسها مرساة الأمل، وما يغرق للأعماق يملك ما ينهض به إلى أعلى. وهذه الطبيعة الثنائية للوظيفة اليوتوبية تثبت قيمتها عندما تحول النماذج الأولية إلى علامات حقيقية أو رموز واقعية تنتزع هذا الجزء من الماضي ومن الأسطورة وتعيد توظيفه في مسار التاريخ. (4) علاقة الوظيفة اليوتوبية بالمثل العليا
يحدد بلوخ المثل الأعلى بأنه هدف يتطلع إلى الكمال ولا يرضى عنه بديلا. وإذا كان في حياتنا اليومية العديد من الأهداف، فإن المثل الأعلى يختلف عنها جميعا بطموحه إلى الكمال. ولأن كل هدف هو في البداية هدف متخيل في العقل، فإن ذلك يتطلب من الإرادة البشرية الكفاح والنضال من أجل تحقيقه. فالمثل العليا ليست أهدافا جاهزة للتحصيل وإنما هي من ذلك النوع الذي لا يمكن الوصول إليه إلا بقرار حاسم من إرادة الإنسان، وبرغبة منه في السعي الدائم والنضال من أجل تحقيقها أو الوصول إليها.
73
अज्ञात पृष्ठ