وبعض الأردن عن الزجاج والفراء، وقيل هي الشام عن قتادة. وقيل هي ارض الطور وما حوله عن مجاهد - انتهى (1).
وقد عرفت ان الموافق لتفسير الأئمة عليهم السلام انها الشام.
[وقد ذكر بعض المحققين أن عاملة اسم أحد أولاد سبأ وانه سكن بهذا الجبل فنسب إليه. والله أعلم] (2).
(وثالثها) أن تشيعهم أقدم من تشيع غيرهم. فقد روي أنه لما مات رسول الله صلى الله عليه وآله لم يكن من شيعة علي عليه السلام إلا أربعة مخلصون. سلمان، والمقداد، وأبو ذر، وعمار (3) ثم يتبعهم جماعة قليلون اثني عشر، وكانوا يزيدون ويكثرون بالتدريج حتى بلغوا ألفا وأكثر ثم في زمن عثمان لما اخرج أبا ذر إلى الشام بقي أياما فتشيع جماعة كثيرة ثم أخرجه معاوية إلى القرى فوقع في جبل عامل فتشيعوا من ذلك اليوم، ثم لما قتل عثمان وخرج أمير المؤمنين عليه السلام من المدينة إلى البصرة ومنها إلى الكوفة تشيع أكثر أهلها ومن حولها. ولما تفرقت عماله وشيعته كان كل من دخل منهم بلادا تشيع كثير من أهل تلك البلاد بسببه. ثم لما خرج الرضا عليه السلام إلى خراسان تشيع كثير من أهلها. وذلك مذكور في التواريخ والأحاديث.
فظهر انه لم يسبق أهل جبل عامل إلى التشيع إلا جماعة محصورون من أهل المدينة. وقد كان أيضا في مكة والطائف واليمن والعراق والعجم شيعة قليلون، وكان أكثر الشيعة في ذلك الوقت أهل جبل عامل.
पृष्ठ 13