لقد كنت خائفة ... أفكر في زوجي القادم وأريد أن أختم الأمر عاجلة، فما كان مني إلا أن دفعت الغلام في رفق صوب الباب ثم أغلقته في أثره، وقفلت راجعة لا أنظر إليه.
ولما عاد زوجي في ذلك المساء رحت أمسك بالثور من قرونه.
قلت: إن ذلك الغلام قد أكثر من الترداد ليشتغل على أداتك الكاتبة، أفلا ترى من ذلك بأسا؟ قال: بل كل البأس، إنه غلام مضياع عاطل، نبئيه يذهب ليبتاع له واحدة.
قلت: سأفعل!
فنظر إلي نظرة حادجة قاسية وقال: وهل أحسن في غيبتي سلوكا؟
قلت: أجل ...
وسادنا سكون طويل، وأدركت أن حلمي المعسول قد حار إلى ختامه، وأن شبابي الثاني قد انقضى ... فعدت أقول: أحسبك بي واثقا لا تخامرك بي ريبة ولا يساورك شك؟
قال: يا عجبا! أتخونينني مع ذلك الغلام «المفعوص» ...؟!
فتألمت في أعماق نفسي لرأي زوجي في ذلك الغلام الذي نعمت به دهرا، وخلته الوسيم المقسم، ولكني ثبت إلى نفسي فحمدت الله على أنني لم أقترف الإثم العظيم.
وفي اليوم التالي قدم الغلام، ولقد وددت لو أنني استطعت أن أكون به رحيمة وعليه حادبة، ولكني كنت منه خائفة، وتراءى لي في ذلك اليوم ضئيلا كما قال زوجي، مريضا أعجف هزيلا.
अज्ञात पृष्ठ