التفسير بالبيان المتصل في القرآن الكريم
التفسير بالبيان المتصل في القرآن الكريم
शैलियों
سياق الكلام ودلالته نحو: التَّشويق، أو التَّقرير، أو غيره من الأغراض البلاغية الأخرى. (١).
نحو قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (١٠) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١١)﴾ (٢).
المبيَّن: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (١٠)﴾ (٣).
البيان المتَّصل: ﴿تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١١)﴾ (٤).
المعنى الإجمالي للبيان المتَّصل:
بدأت الآية باستفهامٍ عن التجارة المنجية من عذاب أليم، ثم بيَّن سبحانه هذه التجارة، بأسلوب الخبر المتضمن معنى الأمر؛ للإيذان بوجوب الامتثال، فقال: ﴿تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ﴾، فجعل العمل المذكور بمنزلة التجارة لأنهم يربحون فيه كما يربحون فيها، وذلك بدخولهم الجنّة ونجاتهم من النّار (٥).
قال الرازي: "هل" بمعنى الاستفهام، ثم يتدرّج إلى أن يصير عرضًا (٦) وحثًّا،
(١) يُنظر: جواهر البلاغة (ص: ٨٣). (٢) سورة الصف: ١٠ - ١١. (٣) سورة الصف: ١٠. (٤) سورة الصف: ١١. (٥) يُنظر: جامع البيان (٢٣/ ٣٦٢، ٣٦٣)، وأنوار التنزيل وأسرار التأويل، للبيضاوي (٥/ ٢٠٩)، وفتح القدير (٥/ ٢٦٤). (٦) العرَض: "طلب الشيء بلين ورفق. ومن أدواته «ألا» بفتح الهمزة وتخفيف اللام، و«أما» بفتح الهمزة وتخفيف الميم". علم المعاني، لابن عتيق (ص: ١٠٧).
1 / 66