नाजी जर्मनी: आधुनिक यूरोपीय इतिहास का एक अध्ययन (1939-1945)

मुहम्मद फुआद शुक्री d. 1392 AH
97

नाजी जर्मनी: आधुनिक यूरोपीय इतिहास का एक अध्ययन (1939-1945)

ألمانيا النازية: دراسة في التاريخ الأوروبي المعاصر (١٩٣٩–١٩٤٥)

शैलियों

Gerhard Wagner » وهو رئيس الأطباء النازيين في ذلك الحين، في اجتماع عقد في برلين في ديسمبر 1934: «بأنهم - أي النازيين - سوف يقضون على كل تربية عالية للنساء!» إذ قيد النازيون تعليم المرأة العالي بقيود صارمة، فأصدروا في 23 أبريل 1933 قانونا قضى بإنقاص عدد الطلبة في الجامعات الألمانية إلى 120000 طالب، على أن تبلغ نسبة عدد الطالبات 10٪ من هذا المجموع، أي 12000 طالبة، فإذا عرف أن عدد الطالبات في الجامعات الألمانية في آخر سنة مدرسية سبقت وصول النازيين إلى الحكم بلغ «21829» أي 19,2٪ من مجموع الملتحقين بالجامعات؛ لتبين أن عدد الطالبات اللواتي أراد النازيون إخراجهن من الجامعات وحرمانهن الدراسة العالية لم يكن يقل عن «10000» فتاة. ومع أن السلطات النازية لم تلبث أن ألغت هذا القانون في 9 فبراير 1935، فإن الفتاة الألمانية الراغبة في إتمام دراستها العالية كانت تجد مشقة عظيمة في تحقيق هذه الرغبة.

ولكن إذا حرمت المرأة التعليم العالي، والفرصة التي تمكنها من مزاولة المهنة التي يقع عليها اختيارها كالطب أو التدريس أو الخدمة الاجتماعية، فماذا يا ترى كان يريد النازيون أن يكون عملها؟ لم يستطع النازيون الإدلاء برأي صريح حاسم في هذه المسألة، ولو أنهم قالوا إن الخدمة المنزلية، هي ميدان المرأة الطبيعي الذي يتلاءم مع أنوثتها؛ إذ في وسعها أن تعمل كممرضة أو كمربية للأطفال أو مديرة منزل أو خادمة. وكان من رأيهم قبل اشتداد أزمة الأيدي العاملة خلال سنوات الحرب أن العمل في المصانع أو المكاتب لا يتلاءم مع أنوثة المرأة، بل ينبغي أن يكون من نصيب الرجل وحده. والظاهر أنهم كانوا يريدون تفريج أزمة البطالة التي واجهت النازيين في بداية عهدهم. لذلك بذل النازيون جهودا عظيمة لإخراج النساء من ميدان العمل، ولكنها كانت جهودا فاشلة. إذ دلت الإحصائيات الحكومية على أن عدد النساء العاملات قد ارتفع من 4272487 في يناير 1933 إلى 5337573 في عام 1936 أي بزيادة «1065086» امرأة. وسر هذا الفشل أن الرجل المتزوج ظل تحت الحكم النازي عاجزا عن زيادة كسبه بدرجة تمكنه من الإنفاق على أسرته، أضف إلى هذا أن النازيين لم يستطيعوا تحقيق الوعود التي أسرفوا في بذلها للنساء الألمانيات عند بداية حكمهم، ومنها: إعداد «البيوت» ذات الطراز الحديث التي ينبغي أن تكون من نصيب كل أسرة ألمانية في دولة الريخ الجديدة. فقد وجد النازيون أن تشييد هذه البيوت وتهيئتها للسكنى من الأمور المستعصية في وقت كان الزعماء يوجهون فيه نشاط الأمة الألمانية نحو الاستعداد للحرب المنتظرة، بل لقد كان هذا الاستعداد نفسه من الأسباب التي أدت إلى فشل النازيين في إخراج المرأة من ميادين العمل المختلفة. فإن الحكومة النازية سرعان ما جعلت نشاطها مقصورا على إنتاج عتاد الحرب، حتى ظهرت الحاجة الملحة إلى الأيدي العاملة وإلى استخدام النساء في نواحي الاقتصاد الأهلي المتعددة. بل إن النازيين سرعان ما عمدوا إلى إرغام عدد من النساء على ترك العمل في الحوانيت والمكاتب وهو ما يلائم أنوثتهن للعمل في المصنع والحقل، وقد حدث هذا حتى قبل نشوب الحرب بمدة طويلة، ثم لم تلبث أن عظمت الحاجة إلى خدمات النساء في مختلف الأعمال الإنتاجية بعد قيام الحرب وإخفاق النازيين في جعلها حربا خاطفة، تكفل لهم النصر السريع.

ذلك بأن الحرب أوجدت النازيين أمام مشاكل كثيرة، كان بعضها متعلقا بضرورة استخدام جميع الوسائل التي من شأنها زيادة الإنتاج الحربي، ومن أهم هذه الوسائل: الأيدي العاملة. وكان البعض الآخر متعلقا بضرورة الإكثار من عدد المقاتلين الذين يرسلون تباعا إلى ميادين القتال من جهة، وإلى البلدان التي غزاها الألمان وخضعت لحكمهم من جهة أخرى. وقد أحدث وجود هذه المشكلات تغييرا ملحوظا في مركز المرأة وفي الحياة بصفة عامة في داخل ألمانيا.

فأما عن الأثر الأول:

فقد مر بنا كيف كان عدد النساء العاملات آخذا في الزيادة بدرجة كبيرة، مما يدل على أن النازيين قد أرغموا إرغاما بسبب ظروف الحرب والحاجة إلى الأيدي العاملة على تغيير نظرهم إلى المرأة، حتى صاروا يعترفون لها بالذكاء والقدرة على التفكير، وإمكان الاعتماد عليها كأداة نافعة من أدوات الإنتاج الهامة، فأجازوا لامرأة المزارع الذي أرسل إلى ميدان القتال، أن تدبر شئون المزرعة، ولزوجة صاحب الحانوت الذي سقط في ساحة الوغى أن تدير عمله، وهذا بطبيعة الحال إلى جانب عملها (الطبيعي) الذي يتلاءم مع أنوثتها في البيت والمطبخ. كما أجاز النازيون استخدام الفتيات ضمن القوات المحاربة كعاملات للتليفون والتلغراف، وفي المصانع كذلك. بل إن «الدولة» في هذه الظروف الجديدة، صارت تحتم على النساء المتزوجات - مهما بلغ عدد أطفالهن - أن يكرسن ساعات معينة من كل يوم، بطريق «التطوع»، للخدمة العامة كبائعات أو مشتغلات في عمل من الأعمال التي كانت تشرف عليها مكاتب العمل الرسمية، وهذا من غير نظر إلى ملاءمة هذه الأعمال أو عدم ملاءمتها لهن (كما جاء في إحدى صحف برلين الصادرة في 18 أبريل 1942

Berliner Borsenzeitung ). وقد نشرت جريدة فرنكفورت

Fransk further Zeitung

في عدد 29 مارس 1942، أنه ينبغي على النساء أن يزاولن بعض المهن التي يقوم بها الإسكافيون أو الكهربائيون ومن إليهم، إلى جانب اشتغالهن بتمريض جرحى الحرب. إذ كان النازيون يطلبون إلى جميع النساء بين سن السادسة عشرة والستين التطوع في خدمة الصليب الأحمر. ويتبين معنى «التطوع» في هذه الخدمة «الإنسانية» مما نشرته جريدة «فولكشير بيوبختر

volkischer Beobachter » في عدد 29 مارس 1942 تحت عنوان: «قلوب النساء في الميدان»؛ إذ قالت ما معناه أن حماسة النساء المتطوعات للتمريض من شأنها أن تقلل من الخطأ الذي يرتكبه غيرهن من النساء اللواتي يصلحن لهذا العمل، ولكنهن يمتنعن عن التضحية بأوقات فراغهن في هذه الخدمة! غير أنه من المنتظر أن يدرك أمثال هؤلاء أهمية هذا العمل الآن!

أما عن الأثر الثاني:

अज्ञात पृष्ठ