اللقاء الشهري
اللقاء الشهري
शैलियों
تفسير قوله تعالى: (عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ)
﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ﴾ [الشعراء:١٩٣-١٩٤] وهنا قال: على قلبك وفي آيات أخرى يقول: (عليك) .
لماذا قال على قلبك؟ لأن القلب محل الوعي، فالرسول ﷺ وعى هذا القرآن ولم يسقط منه حرفًا ولا كلمة ولا آية، وكان ﵊ إذا نزل عليه الوحي يتعجل، يقرأ، يتابع جبريل، فقيل له: ﴿لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ﴾ [القيامة:١٦-١٨] يعني قرأه جبريل الذي هو رسولنا إليك: ﴿فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ [القيامة:١٨-١٩] من تكفل ببيانه؟ الله ﷿ ونعم الكفيل.
تكفل بأن يبين هذا القرآن لعباده لفظًا ومعنى، ولهذا لا يوجد في القرآن كلمة لا يفهم أحد معناها، بمعنى أن الأمة كلها تطبق على عدم معرفتها، هذا لا يمكن، صحيح أن من القرآن ما يخفى على بعض الناس دون بعض، وهذا واضح، لكن لا يمكن أن يوجد في القرآن شيء لا تفهمه الأمة كلها أبدًا: ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ [القيامة:١٩] فتكفل الله ﷿ أن يبين للناس هذا القرآن لفظًا ومعنى وهذا الواقع والحمد لله.
فكتاب الله منذ نزل على محمد ﵌ وإلى يومنا هذا وهو محفوظ -ولله الحمد- بحفظ الله، فمن زعم أنه قد نقص منه حرف واحد غير ما اختلف فيه القراء من بعض الحروف التي مثل الواو قد تسقط في بعض القراءات أو الفاء أو ما أشبه ذلك - من زعم هذا فإنه مكذب للقرآن وإجماع الأمة، ليس في القرآن نقص، القرآن تلقاه الرسول من جبريل وأبلغه للصحابة ونعم الصحابة الأمناء، وألقوه إلى التابعين ثم بقي يأخذه الصغير عن الكبير إلى يومنا هذا ولله الحمد.
﴿لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ﴾ [الشعراء:١٩٤] وقد كان ﵊ من المنذرين، وكان أفضل المنذرين وأصبر المنذرين وأعلم المنذرين وأخشى المنذرين لله.
بأي لسان؟
3 / 6