فصورة العصفور هي حقيقته التي يكون بها عصفورا، ولا يكون غير ذلك من الطيور أو الأحياء على العموم.
وصورة الدرهم هي جوهره الذي يميزه من سائر قطع الفضة وسائر قطع النقد ويجعله درهما وتزول عنه «الدرهمية» إذا زال.
ولا يخلو موجود في العالم من الصورة.
فكل موجود فهو صورة ومادة أو «هيولى.»
وتترقى الموجودات في شرف الوجود كلما عظم نصيبها من الصورة وقل نصيبها من الهيولى.
فالموجودات الخسيسة يوشك أن تكون هيولى محضا خالية من كل صورة، فلا فرق بين جزء وجزء ولا بين فرد وآخر من الجنس نفسه.
وكلما ارتقت في سلم الوجود زاد نصيبها من الصورة المميزة وقل نصيبها من الهيولى المتشابهة، وربما أصبحت صورة جسم مادة لجسم آخر، كالورق الذي هو صورة مميزة لبعض الموجودات وهو في الوقت نفسه مادة للكتاب.
وأعلى الموجودات على هذا القياس هو الله؛ لأنه صورة محض لا تشوبه المادة، ومعنى مجرد لا يقوم في جسد.
وأخس الموجودات جميعا هو الهيولى، وهي لم توجد قط منعزلة عن صورة من الصور، وإذا وجدت منعزلة عن الصورة فهي وجود بالقوة أي وجود لم يتحقق بالفعل ولا يزال في انتظار التحقيق.
والحركة هي التي تحققه.
अज्ञात पृष्ठ